كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: التوحيد القرآني في مدرسة التشيع 2009-11-18, 18:29 | |
| التوحيد القرآني في مدرسة التشيع هاشم الموسوي بعد ان دخل المنهج الفلسفي الى الفكر الاسلامي ,ونشأ علم الكلام,وتعددت الفرق الكلامية,وبرز المنهج الظاهري لتفسير القرآن,وثار الجدل حول صفات الله سبحانه,ففي خضم هذا الصراع حدد أهل البيت ( عليهم السلام ) منهجهم العقيدي واظهروا معارفهم العقيدية,ونادوا بوجوب اثبات التوحيد لله كما وصف نفسه في كتابه المجيد,لذا اثبتوا التوحيد لله,ونفي الشرك عنه,لينزه الباري ( جل شأنه ) عن شرك الذات والصفات والأفعال والعبادة كالآتي : 1- توحيد الله في ذاته. 2- توحيد الله في صفاته. 3- توحيد الله في أفعاله. 4- توحيد الله في العبادة. 1- توحيد الله في ذاته: وقد اعتبرت مدرسة التشيع ان توحيد الله في ذاته هو الأساس الذي تقوم عليه أبنية العقيدة,فالمسلم يؤمن أن الله واحد في ذاته,لايشبهه شيء,منزه عن مشابهة الخلق,لايحيط به الفكر,ولايحويه التفكير,وقد وصف نفسه سبحانه بقوله : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ). ويوضح أئمة أهل البيت معنى توحيد الله في ذاته بنصوص وبيانات ملأت كتب الرواية والتفسير والعقائد,نذكر منها: قول الامام علي ( ع ) : " التوحيد ألا تتوهمه,والعدل ألا تتهمه ". وماورد عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) :" ما عرف الله من شبهه بخلقه ...". وقد ثبت الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) الأساس التوحيدي لحماية الفكر البشري من الشرك بتحذيره من استخدام القياس في معرفة الله على ما يحمل الفكر البشري من معان وتصورات منتزعة من عالم المخلوقات. قال ( عليه السلام ) : " إنه من يصف ربه بالقياس لايزال الدهر في الالتباس,مائلاً عن المنهاج,ظاعناً في الاعوجاج,ضالاً عن السبيل,قائلاً غير الجميل,أعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية,وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة,لايدرك بالحواس,ولايقاس بالناس,معروف بغير تشبيه,ومتدان من بعده لابنظير,لايمثل بخليقته,ولايجوز في قضيته...". ويتحدث الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن توحيد الذات,فيثبت التنزيه الخالص,والوحدانية المطلقة,وينفي ما التبس على أصحاب بعض الفرق والمذاهب العقيدية,وما اعترى تفكيرهم من سوء الفهم للذات الإلهية المقدسة. فقد تأثر مفهوم التوحيد لدى هؤلاء بفهمهم البشري,وعجزهم عن التجريد المطلق للذات الإلهية,فتصوروا مفهوم التوحيد متأثرين بالنظرة الحسية والمادية,فاعتقدوا أن لله جسماً وصورة,وأمثال ذلك من التصورات المادية المجسمة. وقد اعتبر الإمام الصادق ( عليه السلام ) ان تشبيه الله بخلقه شرك,لذلك يقول : " من شبه الله بخلقه فهو مشرك,ومن انكر قدرته فهو كافر". ولإيمان ائمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ان ذات الله حقيقة أحدية لاتدرك كنهها العقول,حذروا من التفكير في ذات الله,ودعوا الى معرفة خلقه,واستقراء آثار صفاته المتجلية في عالم الوجود,لتكون دليلاً على عظمته,وداعياً الى توحيده,لذلك نجد الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) يحذر من التفكير في ذات الله,ويوجه العقول الى التفكر في عظيم خلقه سبحانه فيقول: " إياكم والتفكير في الله,ولكن إذا أردتم أن تنظروا الى عظمته,فانظروا الى عظيم خلقه". ويقول في مورد آخر: "تكلموا في خلق الله,ولا تتكلموا في الله,فإن الكلام في الله لايزداد صاحبه إلا تحيراً". والإمام الصادق في هذا البيان والتوضيح العقيدي,إنما يعبر عن محتوى الآية الكريمة,ودلالتها المعبرة عن هذه الحقيقة: ( وهو يجادلون في الله وهو شديد المحال ). 2- توحيد الله في صفاته: لقد بحث علماء الكلام وائمة الفرق والمفسرون والفلاسفة وأصحاب المذاهب هذه المسألة العقيدية الخطيرة بحثاً معمقاً وطويلاً,فتشعب الآراء والاتجاهات ,في فهم وتفسير صفات الله سبحانه,من هذه الآراء,آراء الشيعة الإمامية,والمعتزلة,والأشاعرة,والفلاسفة,والكرامية, وغيرهم. وكانت أهم المسائل التي بحثت في هذا المجال هي: هل صفات الله سبحانه,كالعلم والقدرة,هي عين ذاته,أو هي زائدة على ذاته,فهل هو عالم بعلم,وقادر بقدرة,وحي بحياة,أو لا؟ وقد أوضح الشيعة الإمامية رأيهم في هذه المسألة,وتحدد هذا الرأي في :أن صفات الله من العلم والقدرة والحياة,هي عين ذاته,فلا نفي لصفاته ولا تشبيه بخلقه,وفق ما حدده الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) بقوله :" إن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله ( عز وجل ) ,فانف عن الله تعالى البطلان والتشبيه,فلا نفي ولا تشبيه ". روى الحسين بن خالد,قال : "سمعت علي بن موسى الرضا( عليهما السلام ) يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عليماً قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً,فقلت له :ياابن رسول الله,ان قوماً يقولون :إنه ( عز وجل ) لم يزل عالماً بعلم ,وقادراً بقدرة,وحياً بحياة,وقديماً بقدم,وسميعاً بسمع,وبصيراً ببصر. فقال ( عليه السلام ) : من قال ذلك ودان به,فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى,وليس من ولايتنا على شيء,ثم قال ( عليه السلام ) :لم يزل ( عز وجل ) عليماً قديماً سميعاً بصيراً لذاته,تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً". وعن محمد بن مسلم ,عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال :" من صفة القديم أنه واحد ,أحد,صمد,أحدي المعنى,وليس بمعان كثيرة,مختلفة,قال : قلت :جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر,ويبصر بغير الذي يسمع,قال,فقال :كذبوا وألحدوا وشبهوا : تعالى الله عن ذلك,إنه سميع بصير,يسمع بما يبصر,ويبصر بما يسمع,قال: قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه,قال : فقال تعالى الله,إنما يعقل ما كان بصفة المخلوقين,وليس الله كذلك". تقسيم الصفات: استفادة مما تتصف به الذات الإلهية وما يصدر عنها من آثار نشاهدها في عالم الإمكان: ولبيان الفكر التوحديدي ذهبت منهجية الدراسات العقيدية الإمامية الى تقسيم الصفات الإلهية الى قسمين : 1- الصفات الثبوتية الكمالية ( الجمالية ) التي تثبت له الكمال : كالعلم والقدرة والإرادة والحياة وغيرها من الصفات التي وصف الله بها نفسه في كتابة المجيد,ولا يصح سلبها عنه سبحانه. 2- الصفات السلبية ,أو الصفات الجلالية: وهي كل صفة لا تصح نسبتها الى الله سبحانه,ويجب تنزيهه عنها لوجوب وجوده,ولأنها صفات نقص يتصف بها عالم الممكنات,وقد ادخل الفكر الإمامي في جدل وخصام دار حول صحة نسبة بعض هذه الصفات الى الله سبحانه مع بعض الفر الاسلامية,كالظاهرية والمجسمة والقدرية والحشوية...الخ,ولعل منشأ الخلاف كما يرى الشيعة الإمامية هو خطأ المنهج وطريقة التعامل مع النص القرآني عند الآخرين,وعدم فهم المعنى على حقيقته,لذا نادت بضرورة تنقية التفكير العقيدي من الفهم الذاتي البشري,وتوسط ذلك الفهم ,أو القياس عليه,عند فهم الصفات الإلهية, فان الفهم الإنساني يميل بطبيعته الى قياس الأشياء بعضها على بعض دون ان يلاحظ الفارق في القياس في كثير من الأحيان,خصوصاً عندما يستعمل اللفظ ذاته للتعريف بتلك المعاني وانطلاقاً من ذلك فهمت مدرسة أهل البيت التوحيد على أساس التنسيق بين دلالات الآيات بالتأويل والفهم العقلي الملتزم وحمل الخطاب القرآني في كثير من موارده على أساس المجاز كاليد والكرسي والاستواء والعرش والغضب,والأسف والحب,وغيرها من الصفات التي وصف الله بها نفسه. فان هذا المنهج هو المنهج السليم لفهم النص القرآني الذي تحدث عن صفات الله سبحانه. وقد تحدثت مئات الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في بيان صفات الله وأفعاله ونفي ما لايصلح نسبته اليه من الصفات,كما تناولت الدراسات الكلامية التي استخدمت لغة المنطق والحوار العقلي,والتي قام بها علماء التوحيد والعقيدة من أساطين الفكر والمعرفة في مدرسة أئمة اهل البيت لتجلية هذه المعاني وتثبيت الأصول العقيدية في كتبهم ودراساتهم التي دارت حول نفي ما ينافي التنزيه والكمال من الصفات عنه سبحانه عند الحوار والرد على أصحاب الفرق والآراء المنحرفة أوالمخالفة ما سجله العلامة الحلي في هذا الموضوع,قال متحدثاً عن الصفات السلبية: الصفة الأولى: أنه تعالى ليس بمركب وإلا لافتقر الى المكان,ولامتنع انفكاكه من الحوادث فيكون حادثاً,وهو محال. وعلق الفاضل المقداد,وهو الشارح لمتن الكتاب,قائلاً :" خلافاً للمجسمة ". ثم قال العلامة : " ولايجوز أن يكون في محل,وإلا لافتقر اليه,ولا في جهة,وإلا لافتقر إليها",وكما ينزه العلامة الحلي والشارح,الباري جل شأنه عن هذه الصفة في هذا الكتاب معبرين عن اعتقاد الإمامية في ذلك,فان العلامة الحلي يؤكد تنزيه الله عن الحلول في أي من الخلق عند شرحه لكتاب تجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي إذ يقول- معقباً على قول نصير الدين الطوسي الذي نصه :أنه تعالى ليس بحال في غيره- : " فان وجوب الوجود يقتضي كونه تعالى ليس حالاً في غيره,وهذا حكم متفق عليه بين أكثر العقلاء. وخالف فيه بعض النصارى القائلين بأنه تعالى حال في المسيح,وبعض الصوفية القائلين بأنه تعالى حال في بدن العارفين,وهذا المذهب لاشك في سخافته". الصفة الثالثة : قال العلامة الحلي : " ولايصح عليه اللذة والألم لامتناع المزاج عليه تعالى ". الصفة الرابعة :" ولايتحد بغيره لامتناع الاتحاد مطلقاً ". ثم علق الشارح المقداد قائلاً :" فقد قال بعض النصارى أنه اتحد بالمسيح,فإنهم قالوا اتحدت لاهوتية الباري مع ناسوتية عيسى ( عليه السلام ) ,وقالت التصيرية إنه اتحد بعلي.وقال المتصوفة :إنه اتحد بالعارفين ". الصفة الخامسة : " إنه تعالى ليس محلاً للحوادث,لامتناع انفعاله عن غيره وامتناع النقص عليه ". الصفة السادسة :"وإنه يستحيل عليه الرؤية البصرية ". الصفة السابعة :"نفي الشريك عنه,للسمع وللتمانع". "الوجه الأول: الدلائل السمعية الدالة عليه واجماع الانبياء,وهو حجة هنا,لعدم توقف صدقهم على ثبوت الوحدانية. الوجه الثاني :دليل المتكلمين ,ويسمى دليل التمانع,وهو مأخوذ من قوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )". الصفة الثامنة :"في نفي المعاني والأحوال عنه تعالى,لأنه لو كان قادراً بقدرة,وعالماً بعلم,وغير ذلك لافتقر في صفاته تعالى الى ذلك المعنى,فيكون ممكناً,هذا خلف". الصفة التاسعة :"انه تعالى غني ليس بمحتاج,لأن وجوب وجوده دون غيره يقتضي استغناءه,وافتقار غيرع اليه". ان هذه الافكار التوحيدية تؤكد نفي النقص والمشابهة بالخلق,وتثبت له الوحدانية والكمال بتنزيهه سبحانه عن صفات الخلق والإمكان ووصفه كما وصف نفسه في كتابه المجيد ووضحته السنة النبوية وبيانات الأئمة الهداة. فإن هذه الأفكار التوحيدية والبنية العقيدية هي ليست رؤى انسانية,ولا متبنيات فلسفية اخترعها الفلاسفة والعارفون من أتباع أهل البيت,وإنما هي بيان لمحتوى الكتاب والسنة,وتأسيس عقلي ملتزم على أسس تلك القواعد والمبادىء التوحديدية. فقد تشكلت بنية الفهم الشيعي للعقيدة الإسلامية,وتبلورت صيغة كاملة للألوهية والربوبية والعبودية والوحدانية من خلال الفهم اللغوي والتأمل العقلي الملتزم بالأسس والقواعد الواردة في الكتاب والسنة. 3- توحيد الله في أفعاله : قال تعالى : ( إنما أمره اذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ). إن صفات الله سبحانه وتعالى تقسم على قسمين هما : صفات الذات,كالعلم والقدرة والحكمة...الخ,وهي الصفات التي يوصف بها سبحانه في كل حين قبل أن يخلق الخلق ويفعل الأشياء ومع الخلق وبعده,فهو يوصف بها وصفاً ذاتياً,لانها عين ذاته. وصفات أخرى تسمى صفات الفعل وهو سبحانه لايوصف بهذه الصفات إلا بعد ان يفعل الأشياء كوصفه بأنه خالق,ورازق,وراض وساخط وغاضب,ومحب وكاره ومحيي ومميت..الخ.وكل تلك الصفات واقعة تحت صفات الذات من العلم والقدرة والحكمة.وتوحيده سبحانه في أفعاله هو الإيمان بأنه وحده قادر على فعل أفعاله ,كالخلق والرزق والحياة والإمانة,وان هذا العالم ومايجري فيه من توالد وفناء وأحداث في عالم الطبيعة والحياة ان هو الا فعله سبحانه,وليس بوسع أحد أن يفعل فعله أو يرد إرادته أو يؤثر في الخلق,وإن العلل والأسباب المسيرة لعالم الطبيعة والفكر والحياة والمؤثرة فيه إن هي إلا من فعله وخلقه,فهو الذي جعل نظام الموجودات قائماً على أساس العلل والأسباب ,لذا فإن الايمان بقانون العلية والسببية لاينافي توحيد الله في أفعاله,فالأسباب الطبيعية والبشرية هي القوى التي شاء الله سبحانه ان تكون هي المحركة والمؤثرة في مسبباتها من الأحداث الطبيعية والأفعال السلوكية البشرية وان كان ذلك جار تحت قدرته وسلطانه ووفق ما شاء وأراد. وقد آمن الفكر الإمامي بقانون العلية في عالم الطبيعة والفعل البشري وحركة التاريخ,وأنكر الأشاعرة قانون السببية والعلية ينافي توحيد الله في أفعاله فأوقعهم ذلك التفسير في مشكلة الجبر بإسناد فعل الانسان الى الله سبحانه,ونفي دور الإرادة البشرية كعلة مباشرة للفعل الإنساني. ( وثمة قضية عقيدية أثير الجدل حولها بين الفكر الإمامي والفكر الأشعري يتعلق بالغاية في الفعل الإلهي,فذهب الفكر الإمامي الى أن أفعال الله سبحانه كلها مغياة,ومعللة بالمصالح للعباد,فالله سبحانه لايفعل شيئاً إلا لغرض وغاية,وهو منزه عن الحاجة لأي علة أة غاية تعود عليه,فهو غني مفيض الخير على الخلائق كلها.) أما الأشاعرة فقد انكروا أن تكون هناك غاية للفعل الإلهي,سواء الطبيعي التكويني منه,أو الاجتماعي الحادث في عالم الإنسان,كالإيجاد والموت والغنى والفقر والقوة والضعف والابتلاء...الخ,متذرعين بأن من يفعل لغاية يكون محتاجاً إليها. وقد أجابت المدرسة الإمامية: بأن الحاجة هي في الخلائق,والمصلحة تعود عليها,والله غني منزه عن ذلك,فشكل الأرض الكروي له غاية طبيعية وفيها مصلحة للخلق,ومستوى الضغط على سطح الأرض له غاية حياتية تعود على الإنسان نفسه,وخلق الإبهام وتكوينه من سلاميتين له غاية مدنية وحركية يحتاجها الانسان في حياته,ووجود الشعيرات داخل الأنف لوجودها غاية ومنافع,وابتلاء هذا الانسان بالمرض او الفقر له غاية,والحوادث التأريخية الكبرى التي وقعت بقضاء وقدر الهي لها غاية ...الخ,ذلك لأن الفعل الذي لاغاية له هو فعل عابث,والخالق حكيم لايعبث.وقد علل الله سبحانه كثيراً من أفعاله في كتابه المجيد وبين الغاية منها,كقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ),( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور),( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً),(..وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) ,( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون),( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً والى الله ترجع الأمور)..فإن التعليل القرآني للفعل الإلهي هو مصدر الإحكام في التفسير الإمامي للفعل الإلهي,وتثبيت قانون العلية والغائبة. 4- توحيد الله في العبادة: قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس الإ ليعبدون ) تشكل العبادة جوهر الدين وغاية الخلق,فكل موجود ,سواءاً كان حياً أو جماداً,هو عابد لله سبحانه,بل الكون كله عابد قديس متجه الى بارئه ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم). وتوحيد الله في ذاته وصفاته وأفعاله يرتبط به توحيده في العبادة الاختيارية ,فلا يعبد إلا الإله الخالق المنعم المحيي المميت. وأن من يعبد من دون الله أو يطاع في معصية الله فهو صنم وطاغوت,لذا توقفت صحة العبادة في الفقه الإمامي على نية القربة لله تعالى. وعلى هذا الاساس قسم فقهاء الإمامة الأحكام الى أحكام عبادات ومعاملات,وعرفت العبادة بأنها الفعل الذي تتوقف صحته على نية القربة الخالصة لله تعالى,ولذا أيضاً اعتبرت العبادة التي يخالطها الرياء أو النفاق عملاً باطلاً تجب إعادته. المصدر: التشيع ( نشأته , معالمه ). منقول عن الموسوعة الإسلامية
عدل سابقا من قبل كمال بوهلال في 2009-12-30, 01:39 عدل 1 مرات | |
|