مفهوم الصحة النفسية
الصحة النفسية تعني
التوافق الاجتماعي و التوافق الذاتي والشعور بالرضا والسعادة والحيوية والاستقرار بالاْضافه إلى الانتاج الملائم في حدود إمكانية الإنسان وطاقاته وليس مجرد الخلو من الأمراض
خلو الانسان من اعراض المرض النفسي بفضل تحقيق التوازن بين الذات و البيئة من خلال القدرة على حل المشاكل و الاسهام في تنمية المحيط و النتيحة هي الاحساس بالسعادة
و حتى لا تختل الصحة النفسية لابد من مراعاة التوازن بين الحاجيات المادية و المتطلبات الروحية و ان طغيان الجانب المادي يسبب الامراض النفسية مثل القلق و الخوف و الاكتئاب و الوسواس القهري و الانانية و التكبر و الانفصام
مظاهر الصحة النفسية السليمة
الأمن والاطمئنان
تقدير الذات
الأستفاده من الخبرة
وجود هدف في الحياة
وجود رغبات والسيطرة عليها
الاتزان الانفعالي
الدين والصحة النفسية
إن التمسك بمنهج الإسلام يساعد على تنمية بعض الصفات التي تمثل أركان الصحة النفسية والتي تبنى شخصية المسلم وتجعله قادرا على مواجهة كافة الاحتمالات وبذلك تقل نسبة الإصابة بالأعراض النفسية ومن أهم هذه الصفات
قوة الصلة بالله :
وهي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الأولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والمشاكل النفسية بشكل عام وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ما جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباسSadيا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة (احفظ الله تجده أمامك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
التوازن
الإيمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من عوامل القلق والخوف
والاضطراب.... قال تعالى {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) سورة إبراهيم
وقال تعالى {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (4) سورة الفتح
الصبر
يربي الإسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله تعالى: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وألئك هم المتقون
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
المرونة في مواجهة الواقع
وهي من أهم ما يحصن الإنسان من القلق أو الاضطراب حين يتدبر قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
التفاؤل وعدم اليأس
فالمؤمن متفائل لا يتطرق اليأس إلى نفسه فقد قال تعالى: ({ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف
ويطمئن الله المؤمنين بأنه دائما معهم، إذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم إذا دعوه قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة وهذا قمة الأمن النفسي للإنسان.
توافق المسلم مع نفسه
حيث انفرد الإسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيدا مناسبا من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم والسيطرة على
نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الإيمان والتربية الدينية
الصحيحة
توافق المسلم مع الآخرين
الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى، والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم ويبعد البغضاء، وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن
النفسي لقوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }سورة فصلت
ان الانسان المؤمن بالله يشعر بمراقبة الله التي تدفعه إلى فعل الصالحات و تجنب المفاسد و يسعى الى نفع اخوانه مما يحقق له الطمأنينة و الراحة النفسية بتكريم الله له و قيمة تكليفه له و خضوعه لحكمته تعالى و الاحساس بمساندته تبعد عن هذا الانسان الوساوس و الشكوك حول المصير و الوجود فتطمئن نفسه و تتزن شخصيته و يتمتع بصحة نفسية كما ان عبادة الله تجعل حياة الانسان ذات قيمة و انه لم يخلق عبثا فيحس بقيمته و قيمة ما يقوم به من اعمال صالحة و هذا يحقق له التوازن الذاتي و خاصة الصلاة تقوي صلة المرء بخالقه و تطهر نفسه و تكسبه القيم التي تساعده على التوافق مع محيطه ,و قد اكد الطب النفسي ان
الشيوخ الذين يؤدون الصلاة في اماكن العبادة بانتظام اطول عمرا و اكثر صحة من
امثالهم الذين لا يقومون بذلك.و الانسان كلما اقترب من الله احس بالراحة و الطمأنينة و كلما ابتعد عنه احس بالخوف و التعاسة و القلق و الاضطراب
منقول عن منتدى
تفكير