عمل تأليفي حوا رسالة الغفران
1- مصادر الخيال
- النص الديني ( القرآن – الأحاديث ..)
- المعتقدات المذهبيّة بعض تصورات السنة والشيعة ليوم الحشر والحساب –الجنة-النار ..
- تصورات العامة من الناس عن العالم الأخروي ومكوناته .
- النص الشعري بمختلف العصور ( الجاهلي- شعر المولدين – العباسي .....)
- الأخبار والخرافات والأساطير حول صورتي الجنة والنار
- كتب التفاسير والنصوص الحافة .
- قصص المعراج الصوفي والرحلة إلى العالم الأخروي ..
2- مظاهر الـــــخيال
تجلّت مظاهر الخيال في رحلة الغفران في عدّة مظاهر وهي المكان , الزّمان , الشخصيات , الأحداث.
-مظاهر الخيال في المكان :
عالم الغفران عالم عجيب غرائبي لا معقول : عالم ما ورائي عجيب مفارق للعالم الأرضي مبالغة في وصف غرائبيّة المكان وجغرافيّته " كثبان من عنبر , نوقه من ياقوت ,ودر ّ , وصخوره من زمرّد , خمره وحليبه أنهار, سحابه ينثرُحصى من كافور , ظلال شجره تأخذ ما بين المشرق والمغرب , مُكوّناته لايّصيبها التّغيير , والتحوّل , ثمر شجره تخرج منه الحور العين , ماء الحيوان فيه يمنح الخلُود " وتجري في لأصول ذلك الشّجر أنهار تختلج من ماء الحيوان من شرب منها النّغبة فلا موت فقد أمن هنالك الموت ..."
مظاهر الخيال في الزمان : يتميّز :بــ :
أ: زمن إلاهي مُطلق لا نهائي مُتحرّر من قيود النّسبيّة والمحدُوديّة ..." يومٌ مقداره خمسين ألف سنة "
ب: زمن لا يُؤثّر في الأشياء والشّخُوص : " وسُعدٌ – أنهار- من لبن متخرّقات لا تُغيّر منها الأوقات
ج : زمن ما بعد الموت بعد الحياة الدّنيا زمن عجيب لم يدركه البشر بعد
مظاهر الخيال في الشّخصيّات:
تجسمت مظاهر الخيال في الشخصيات من خلال :
أ: كسر الحاجز الزمني بين بينها : اجتماع شخصيّات من مرجعيّات زمنيّة مُختلفة من ذلك " الجاهلي , والأموي , والعبّاسي , وآدم
ب: كسر الحواجز اللّغويّة بينها : إنطاق المعرّي شخوص عالم الغفران باللّغة العربيّة والحيوان نفسه " الأفعى , الأسد , يحاور ابن القارح بالعربية الفصيحة ويُناقش
ج:كسر الحواجز بين الأجناس اجتماع الإنسان بالحيوان , والجن والملائكة وزبانية النار والعفاريت وإبليس .......في عالم الغفران
د : التغيّرات الطّارئة على بعض الشّخصيّات: الأعشى مبصر بل أحور , أجمل عيون عند عُوران قيس , توفيق السوداء أنصع من الكافور تحول زهير بن أبي سلمى إلى شاب ...ظاهرة التعويض والقلب قال حُميد بن ثور عن بصره " إنيّ لأكونُ في مغارب الجنّة فألمحُ الصّديق وهو بمشارقها وبيني وبينهٌ ألوف الأعوام ..."
مظاهر الخيال في الأحداث:
تجسم الخيال من خلال : خروج حور العين من الثمار , عودة الحيوان " الطاووس .الإوز..." بعد أكله إلى حاله الأول انقضاب عنقود العنب من الشجرة إلى فم ابن القارح , الأغصان تنضح البطل بماء الورد , الخيل تحلق حينما اشتدّ الزحام , السهم يتوقف عند تصويبه الخيل والجواري تسير بسرعة البرق سرب الإوز يتحول إلى جواري راقصة " ويمرّ رف " جماعة" من إوز الجنّة ..فينتفضن فيصرن جواري جواري يرفلن في وشي الجنة .."
- 3-البنية القصصية
-( بناء الرحلة ) قيام القصّ على خمسة مقاطع :
- المعراج – النزهة – المحشر – الجحيم – الجنّة يتسم المقطع 1-2 بالهدوء بينما يمثل موقف الحشر لحظة اضطراب , فكان وجوده متوسّطا ممّا أحدث بنية محكمة .
تماسك البنية الحدثيّة :
تماسك الأحداث وترابطها بفضل الحرّية التي منحها المعرّي للبطل كي ينتقل من فضاء المجهول ثم ّينصرف إلى ...{ فإذا هما برجل يحتلب ناقة في إناء من ذهب **ويشرف على الجحيم فيطلع فيري إبليس وهو يضطرب في الأغلال والسلاسل ..... تبدو النزهة على غير منهج ولكنّها محكومة ببناء دقيق يحكمه طبيعة المكان
عناصر القص
المكان:
توزع بين المحشر والجنّة وجهنّم . وسم بالتدرج في الكشف عن ملامحه و اتسامه بالغرابة والعجيب عالم الغفران عالم عجيب غرائبي لا معقول : مفارق للعالم الأرضي مبالغة في وصف غرائبيّة المكان وجغرافيّته كثبان من عنبر , نوقه من ياقوت ,ودر ّ , وصخوره من زمرّد , خمره وحليبه أنهار, سحابه ينثرُحصى من كافور.
الزمان :
التوفيق بين الزمن الخارجي والزمن القائم على الذاكرة لاسترجاع حياة كلّ شخصيّة
أ: زمن إلاهي مُطلق لا نهائي مُتحرّر من قيود النّسبيّة والمحدُوديّة { يومٌ مقداره خمسين ألف سنة **
ب: زمن لا يُؤثّر في الأشياء والشّخُوص : {وسُعدٌ – أنهار- من لبن متخرّقات لا تُغيّر منها الأوقات **
ج : زمن ما بعد الموت بعد الحياة الدّنيا زمن عجيب لم يدركه البشر بعد .
الشخصيات : العلاقات
:- تعدد الشخصيات وتنوعت : ( إنسانيّة , حيوانيّة , ملائكيّة )- العلاقات : تكامل : رضوان زفر, تباين النابغة الجعدي والأعشى , تماثل عوران قيس , توفيق السوداء وحمدونة الحلبيّة ..: كسر الحاجز الزمني بينها : اجتماع شخصيّات من مرجعيّات زمنيّة مُختلفة من ذلك الجاهلي , والأموي , والعبّاسي , وآدم .
أدوات القص :
السرد :
- تنوعت أصناف السرد في الرّسالة فنجد السرد الآني وهو سرد في صيغة الحاضر يسرد ه راو خفي له إحاطة تامّة بكلّ ما يجري من أحداث وإلمام شامل بكلّ الملابسات المادّية والنفسيّة التي تحفّ بالوقائع - يخطر له , يركب , .......- يجعل القاريء يعيش الأحداث بالمشاهدة وهو سرد يوسع أفق التخيّل ويوفر مصادر المتعة – المفاجأة – وكذلك اللّواحق ووظائفها متعددة من بينها إلقاء الضوء على عنصر من عناصر الحكاية أو سدّثغرة في القصّ أوجعل الشخصيّة تسرد حكايتها بنفسها استجابة لسؤال { بم غفر لك ؟** . ويضطلع به الراوي الفرعي الغيري وهو راو يشارك في الأحداث ينقل مغامراته السّابقة ولكنّه يظل مهما انفصل تابعا لأفكار الكاتب محقّقا لرغباته الخفية يوجهه أنّى شاء وكيف شاء..
الوصف :
براعة الوصف لرسم ملامح المكان العجائبي ورصد حركة الشخصيّات , كثرة التشابيه والاستعارات غلبة الزخرف اللفظي واعتماد جمل موشاة بالبديع , كالسجع والمطابقة والجناس الاقتراب من فنّ المقامة { وفي تلك الأنهار أوان على هيئة الطير السّابحة والغانية عن الماء السائحة ** فللوصف دور هام في إحداث المتعة باعتباره يؤطّر الأحداث ويساهم في امتداد الأثر مكانيّا ويحسّد للمتقبل جماليات المكان .
الحوار :
أكسب الحوار نص الغفران حيوية وواقعيّة فساهم في تطوير الأحداث باعتباره عنصر تواصل بين الشخصيّات فشخّصها أمامنا ناطقة بلسانها مدافعة عن مواقفها أو ساردة لأطوار من حياتها .
4-السخرية
رسالة الغفران نصّ ساخر.فضاء الغفران فضاء يعج بالمواقف الساخرة :
- التفارق بين المكان المقدّس والسّلوك المدنّس :
- الجنّة / وسلوك البطل المعربد في الجنان ( مجون , شذوذ , الخصومات ’ الجنس , المنادمة , ......)
اختلال التوازن بين الفعل والجزاء :
سُخرية المشهد : قلب المواقف الجادّة إلى مشاهد هزليّة :
- الرّسم الكاريكاتوري السّاخر : عبور الصراط زقفونة على ظهر جارية تسير بسرعة البرق ؟
وهو " ابن القارح " لا يستمسك ويتساقط يمنة ويسرة
- المفارقة بين المقام والمقال : توسل ابن القارح يوم الحشر الشّعر طريقا للدّخول خلسة وعن عدم استحقاق للجنّة
- مفارقة الصفة للسلوك : ابن القارح شيخ يُظهر الورع والوقار ولكنه يعربدُ ويُقيم مجالس الأنس والطّرب ويخاصم ُ بفعل
- مفارقة السّن للسلوك : ابن القارح شيخ هرم ضعيف ولكّنهُ مع ذلك يهربُ مهرولا من الأفعى التي دعتهُ إلى خُلوة جنسيّة
- سخريّة اللفظ : من خلال : التورية استعمال ألفاظ تثير الالتباس بحكم تأديتها للمعنى ونقيظه مثل قوله
- الإغراب اللّغوي: استعمال أبي العلاء لألفاظ يثيرُ نُطقها الضّحك لأجل غرابتها مثل : كفرطاب , زقفونة , جحجلول .....
- 5-—القـضـــــــايا :
-عقديـــــــة :
– معتقد الغفران : الإيمان بالغفران يقلب الجزاء بالنّعيم أمرا يسيرا بلوغهُ ممّا يشجّعُ النّاس على استهلاك حياتهم في اللذة والمتعة
- مفهوم الشّفاعة : ثورة المعرّي على هذا المُعتقد الشّيعي لأنه إبطال ٌ للحُكم الإلهي وتأكيدعلى التدخل البشري في الجزاء وهو أمرٌ مردود دينيّا بالإضافة إلى الخلفيات السّياسيّة الشيعيّة لهذا المعتقد
نقد التّصوّرات المادّية للجنّة والبعث والحشر : هذه التّصوّرات الحّسية أفقدت الجنّة والبعث والحشر قُدسيّتها .
: معتقد الوساطة وعٌبور الصّراط والجزاء على الأقوال و ليس الأفعال
نقد أبي العلاء المعرّي للواقع العقائدي في رحلة الغفران هو نقد العقل لمجتمع اللاّمعقول وهو ثورة على زمن أفلس حضاريّا وتميّز بالبُؤس القيمي ورقّة الإيمان
أخـــــــلاقية
فضح لمجتمع مغرق في الشّهوات الجنسيّة - اللواط ,المجالس الخمريّة , الخلوات الجنسية , العربدة والمجون , مثال { ويخلو لا أخلاه من الإحسان بحوريتين من حور العين .. ويقبل على كلّ واحدة منهنّ يترشّفُ رضابها **
– اجتــــــماعية :
أ: الطّبقيّة : تشهير المعرّي بالتّناقض الصارخ بين حياة القصّور والبيوت الحقيرة : زهير بن أبي سُلمى و{ُهب له قصرٌ من ونيّة ** والحطيئة { بيتٌ في أقصى الجنّة كأنّه حفش أمة راعية **
ب: الوصوليّة والوساطة : تودّد البطل ابن القارح إلى فاطمة الزّهراء قصد الدّخول إلى الجنّة فقالت للرسُول :{ هذا رجلٌ سأل فيه فلان وفلان **
ج: نقد تدهور واقع المرأة استحالت وعاء للذّة وملبّية لرغبات الرجل فهي إمّا قينة أو جارية أو راقصة
سّيــــــــاسيّة :
أ: التشهير بتحكّم الحاشية في السّلطة السّياسيّة : دور آل البيت في تقرير مصير الشّخصيّات بمعزل عن الإرادة الإلهية مُعادل رمزي لتحكّم الحاشية في الحكم في ظلّ غياب السّلطان .
ب: فضح الدّسائس والنميمة : {يجبُ أن يُحذر من ملك يعبر فيرى هذا المجلس فيرفع حديثهٌ إلى الجبّار الأعظم فلا يجٌرّ ذلك إلاّ ما تكرهان **
ج: نقد انصراف الرّاعي عن الرّعيّة : غياب اللّه في الجنّة أشبه بغياب السّلطان السّياسي في الواقع .==) موقف المعرّي من رجال السياسة تميّز بالحدة إزاءهم حيثٌ أدخلهُم ْ جميعهم النّار : والشّوس الجبابرة من الملوك تجذبهم الزّبانية إلى الجحيم والنّسوة ذوات التيجان يُصرن بألسنة من الوقود فتأخذ فروعهنّ وأجسادهنّ
القـــضايا الأدبـــيّة
أ:حدّ الشّعر ومفهومه ووظيفته وفضح الشعرالمدحي التكسّبي{ بئس الصّناعة إنّها تهبُ غُفّة من العيش لا يتّسعُ بها العيال **
ب: السخرية من شعراء الرجز : وضعهم المعري في جنّة خاصّة بهم وحرمهم من نعيم الفردوس ولذاته : إنّ الرّجز لمن سفساف القريض , قصّرتم أيّها النّفر ُ فقُصّر لكم
ج : الانتحال الشعري : قال الأعشى " ما هذا ممّا صدر عنّى وإنك منذ اليوم لمولعٌ بالمنُحولات
د : السّرقات الشّعريّة : قال ابن القارح : عملت ُ كلمة ووسمتها باسمه " رضوان " في وزن قول لبيد.