الحرب الصقلية الأولى
كان هدف معظم المدن اليونانية هو نفسه هدف قرطاج، أي السيطرة على التجارة في البحر الأبيض المتوسط، ولهذا قامت بينهما عداوة دائمة. بدأ كلاهما باستعمار جزيرة صقلية منذ زمن، ولما رأت قرطاج أن جيلون، دكتاتور مدينة سيراقوسة، يحاول توحيد المدن اليونانية في صقلية، قررت محاربته في عام 480 قبل الميلاد. فأرسلت جيشاً كبيراً بقيادة هملقار، ولكن معظم الجيش غرق مع سفنه، فهزم في هيميرا قرب باليرمو، و بسبب الهزيمة انتحر هملقار وتحولت حكومة قرطاج من أرستقراطية إلى جمهورية.
[عدل] الحرب الصقلية الثانية
بعد أقل من سبعين عاماً رجعت قرطاج إلى قوتها الأصلية، فأنشأت مدناً كثيرة في شمال تونس. وفي عام 409 ق م، انطلق حنبعل ماجو حفيد حملقار ليحارب ضد مدن صقلية اليونانية وفتح مدن سلينونتي وهيمبرا كلها، وخاصة المدينة الأقوى سيراقوسة، لكن الطاعون أصاب جيشه، فمات الكثير منهم و من ضمنهم حنبعل ماجو. استغل القائد حملكو الحرب، واحتل مدينة جيلا، لكن تحت أثر الطاعون الشديد اضطر إلى الاتفاق مع ديونيزيوس ديكتاتور سيراقوسة على العودة إلى ديارهم.
بعد مدة وجيزة - في عام 398 ق م - نقض ديونيزيوس الاتفاق وهاجم المدينة القرطاجية موتيا في صقلية، فدافع عنها القائد حملكو وبعد نجاحه احتل المدينة اليونانية ميسينا أيضاً، وأخيراً هاجم سيراقوسة طوال عام 397، لكن عاد الطاعون في سنة 396 فولوا الأدبار.
بعد ذلك، عادت الحروب مرات عديدة طوال 60 سنة، وانتهت الحروب سنة 340 ق م بتقسيم الجزيرة بين قرطاج في الجنوب الغربي والمدن اليونانية على الشواطئ الأخرى.
حن بعل قاد ثورة ضد الرومان حين انطلق من قرطاج مع جيش يعد ثمانون الف جندي من المرتزقة عبر جبال البريني ثم جبال اللآلب وحارب الروم في عقر دارهم
[عدل] الحرب الصقلية الثالثة
في عام 315 ق م احتلّ أغاثوقليس (دكتاتور سيراقوسة) مدينة ميسينا، ثم نقض اتفاق السلام بينه وبين قرطاج وهاجم الجزء القرطاجي لصقلية ومدينة اكراغاس أيضاً. على إثر هذا، أرسلت قرطاج حملقار حفيد حنى الطيار ليحاربهم، فكان نجاحه عظيماً، ففي عام 310 ق م كان يحكم تقريبا كل الجزيرة وكان جيشه يحاصر سيراقوسة نفسها. لكن أغاثوقليس ذهب سرا مع جيش قوامه 14000 جندياً ليهاجم قرطاج نفسها، فدعا مجلس قرطاج حملقار للعودة والدفاع عن المدينة. وفي النهاية، ربحت قرطاج جزءاً كبيراً من صقلية، لكن حتى بعد نصر حملقار على جيش أغاثوقليس لم يستطع فتح سيراقوسة.
[عدل] حروب بيروس الأبيري
كان بيروس الأبيري ملكاً يونانياً في البانيا، فدعته المدن اليونانية في جنوب إيطاليا وصقلية ليحكمهم ويدافع عنهم، وخلال الفترة الواقعة بين 280 و 275 ق م، حارب عدويه اللدودين روما وقرطاج. في النهاية، خسر في حروبه، فعادت صقلية إلى ما كانت وحكمت روما كل جنوب إيطاليا، وهكذا اقتربت روما من قرطاج للمرة الأولى.