المعرفة للجميع
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت من أعضاء المنتدى
او التسجيل ان لم تكن الأعضاء وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
المعرفة للجميع
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت من أعضاء المنتدى
او التسجيل ان لم تكن الأعضاء وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

منتدى للحوار الفكري والمعرفي المتصل بالتربية والتعليم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أسماء الله احفظها

{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف
القرآن
يمكن حفظ القرآن الكريم
وفق قواعد التلاوة وبكل يسر
من خلال الضغط
على الرابط التالي:


القرآن الكريم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» برنامج مادة التربية الإسلامية الثامنة أساسي
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2020-09-24, 16:05 من طرف slim kilani

» فروض في مادة التربية الإسلامية( التاسعة أساسي)
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2019-03-29, 22:59 من طرف مهدي

» الدار العربية للتنمية الادارية فعاليات الماجستيرات شهر مارس وابريل ومايو2018م والممنوح من جامعة ميزوري – الولايات المتحدة الأمريكية عنوان المؤتمر من الى للتسجيل المؤتمر العربى الخامس تكنولوجيا ادارة البلديات – المدن الذكية – smartcities 8 ابريل 11
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2018-02-18, 09:40 من طرف مروة الدار

» تدعوكم الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع مركز التقانة للتدريب والتنمية البشرية – جمهورية السودان للحضور والمشاركة في الملتقى العربي الرابع تخطيط المالية العامة } النظم المستجدة والمعاصرة { مقر الانعقاد: شرم الشيخ – جمهورية مصر العربية
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2018-02-14, 10:49 من طرف مروة الدار

» المؤتمر العربى الخامس التكنولوجيا إدارة البلديات
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2018-01-15, 11:05 من طرف مروة الدار

» دعوه للمشاركه في: ماجستير إدارة المستشفيات المهني المصغر (( اسطنبول – القاهرة )) 11 الى 22 فبراير 2018م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2018-01-11, 07:32 من طرف مروة الدار

» الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية وحدة البرامج التدريبية وورش العمل البرنامج التدريبي الموازنة الفعالة والرقابة على التكاليف القاهرة – جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 25 فبراير الى 1 مارس 2018 م يهدف
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2018-01-02, 13:46 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية إعداد القيادات الإدارية خلال الفترة من 18 الى 27 فبراير 2018م مكان الانعقاد:القاهرة – جمهوريى مصر العربية
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-12-28, 08:20 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية وضع وتنفيذ إستراتيجيات إدارة المواهب إدارة المواهب الإستراتيجية وتعزيز الأداء وتعظيم الإمكانيات ) ) خلال الفترة من 18 الى 22 فبراير 2018م مكان الانعقاد :القاهرة – جمهورية مصر العربية
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-12-27, 13:33 من طرف مروة الدار

» المؤتمر العربى السادس (التطوير الاداري في المؤسسات الحكومية ) فرص التحول البناء الاحد الموافق 24 ديسمبر الى الخميس الموافق 28 ديسمبر 2017 م القاهرة – جمهورية مصر العربية
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-11-04, 08:52 من طرف مروة الدار

» Arab House for administrative development In cooperation with International union for organizational human development Launches Sixth Arabian conference (governmental organizations administrative development) Effective transformation opportunities Locatio
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-29, 11:53 من طرف مروة الدار

» الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية تــعـــقــــــــــــد الــمــؤتــــــمر العـــربى الســادس ( لتطوير الإداري فـي المؤسـسات الحكومية ) فرص التحول للبناء مقر الأنعقاد : القاهرة – جمهورية مصر العربية مدة الانع
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-17, 09:11 من طرف مروة الدار

» البرنامج التدريبى :التخطيط المالى وإعداد الموازنات التخطيطية ودورها فى الرقابة وتقييم الأداء القاهرة– أسطنبول
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-14, 12:25 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية الأساليب الحديثة فى تكنولوجيا المعلومات ودورها فى دعم المؤسسات مقر الإنعقاد: ماليزيا موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 24 الى 28 نوفمبر 2017 م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-11, 14:15 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية الحكومة الإلكترونية (الأهمية والأهداف – التطبيقات والأداء ) مقر الإنعقاد: ماليزيا موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 24 الى 28 نوفمبر 2017 م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-10, 12:35 من طرف مروة الدار

» تطبيقات إدارة الجودة الشاملة وتطوير الأداء باستخدام 6 سيجما القاهرة – اسطنبول خلال الفترة من 3 الى 7 ديسمبر 2017م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-09, 12:52 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية المهارات الإعلامية لمسئولى العلاقات العامة مقر الإنعقاد: القاهرة – أسطنبول موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 3 الى 7 ديسمبر 2017 م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-04, 13:02 من طرف مروة الدار

» دبلوم مدير تنفيذي معتمد القاهرة – جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 12 الى 16 نوفمبر 2017م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-10-04, 13:01 من طرف مروة الدار

»  الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية تعقد المؤتمر العربى السادس (التطوير الاداري في المؤسسات الحكومية ) فرص التحول البناء مقر الأنعقاد : القاهرة – جمهورية مصر العربية مدة
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-09-30, 10:57 من طرف مروة الدار

» البرنامج الفني الهندسة العكسية وتطبيقاتها الصناعية مكان الإنعقاد : دبى – أسطنبول خلال الفترة من 1الى 10 نوفمبر 2017م
النجاعة والاغتراب Icon_minitime2017-09-28, 13:59 من طرف مروة الدار

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
كمال بوهلال - 2176
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
geographe - 1186
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
نادية - 645
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
yassine - 643
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
محمد - 465
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
مروة الدار - 238
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
محمّد الغريب - 110
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
bahita - 30
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
مهندس/سلامة - 19
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
salim0913 - 15
النجاعة والاغتراب Vote_rcapالنجاعة والاغتراب Voting_barالنجاعة والاغتراب Vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

 

 النجاعة والاغتراب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نادية
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
نادية


انثى
المهنة : طالبة
تاريخ الاشتراك : 04/05/2009
الجدي
المساهمات : 645

النجاعة والاغتراب Empty
مُساهمةموضوع: النجاعة والاغتراب   النجاعة والاغتراب Icon_minitime2009-09-18, 14:45

إنّ الحرفي يستخدم الأداة ليشكّل المواد الطبيعية ولا يتعلق الأمر إلاّ بحسن استخدام الأداة، استخدام يتطوّر ويتحسّن مع مرور الزمن واكتساب الخبرة. وفي هذا المعنى لا يختلف عمل الحرفي عن عمل الخادم أو حتى الفنان، فثلاثتهم يعالج المادة بيديه عبر الأداة، ثلاثتهم يطوّر قدرة على استخدام الأدوات وتكون إمكانات الإبداع عندها بين يدي الإنسان، فالعمل اليدوي يتحدّد باعتباره مهارة وقدرة وإبداعا متحوّلا، عملا يترك للعامل حرية المبادرة في نفس الوقت الذي يشكّل فيه الطبيعة. لكنّ هذا الوضع تغيّر مع قدوم الآلات المتطوّرة عبر الصناعة والمكننة إذ تتوسّط الآلة الإنسان والمادة ولم يعدْ العمل معالجة يدوية تقتضي مجهودات كبيرة ومهارات بل أصبح مجرّد مراقبة للآلة، إنه حتما عمل أقلّ عناء بالنسبة للإنسان، ولكن في نفس الوقت لم تعد إمكانات الخلق والإبداع في العمل موكولة للإنسان وإنما للآلة، والمهمّ هو أن يكون لنا في المصنع أو في المانيفكتورة عملة مختصين في مراقبة أنواع معينة من الآلات.
والعامل المختصّ ليس حرفيا وليس له خاصية تلقائية الاختيار الحرّ بما أنّ المنتوج قدّ وفق مقتضيات اقتصادية، وتمّ تصوّره في مكاتب الدراسات، والعامل لا يقوم إلاّ بما يُطلب منه. وظهور مجتمع صناعي والتخلص من العمل الشاق بالإضافة إلى التطوّر في الطبّ ونمط الحياة والرّخاء شبه العام ضاعف من عدد الجنس البشري كما ضاعف من حاجياته وزادت السوق توسّعا، وفي هذا الوضع كان لابدّ من تنظيم العمل عقلانيا لتأويج المردودية وتحقيق النجاعة المطلوبة من المؤسسة الاقتصادية. هاجس المردودية والنجاعة أدّى إلى تفتيت العمل، إلى مهامّ بسيطة موزّعة بين العملة وأصبح العامل "رجل العملية الواحدة" (سارتر(
ففي إطار هذا التنظيم العلمي للعمل ظهرت التيلرة. وظهور العمل المتسلسل جعل من السهل تعويض العامل بآلة للضغط على التكلفة بغية تحسين قدرة المؤسسة على المنافسة في السوق. وهكذا أصبح العمل تقنيا صرفا منمّطا ولا يترك أيّ مجال للمبادرة الخاصة من قبل العامل، إنه أصبح نشاطا آليا على وتيرة واحدة والعمل المفتت ليس إلاّ عملا مقلقا ومولّدا للحصر. وفي وضع العمل المتسلسل لا يستطيع العامل أن يحبّ عمله، إنه يبيع جهد عمله فقط،، إنه يبيع ذاته مقابل أجرٍ، هذا يعني أن ربط العمل بالنجاعة والمردودية أدّى إلى اغتراب العمل حيث تعوّض المهنة بالعملية الواحدة فعوض أن ينتج العامل منتوجا كاملا يكتفي بعملية واحدة في سيرورة الانتاج، وهو ما يجعله مجبرا على اكتساب "مهارات" تتماشى وطبيعة العمل المطلوب منه بقطع النظر عن طموحاته وذوقه العام. كما أنّ التطوّرات التقنية المتسارعة تفرض عليه رسكلة مستمرّة، للمحافظة على عمله. كلّ ذلك يجعل العامل منغلقا على ذاته ويحرم في ذات الوقت ومن كلّ مسؤولية: مسؤولية تنظيم العمل، مسؤولية الإنتاج، مسؤولية تنظيم أوقات العمل... وبالتالي يُحرمُ العامل من لذة إنتاج شيء ما، لذة القيام بشيء ما بطريقة ذاتية مع الآخرين. ولكلّ هذه الأسباب يجدُ العامل نفسه مسلوبا في عمله غريبا عن ذاته لأنه لا يضع شيئا منها في العمل ولا يقوم إلاّ بما يُطلبُ منه القيام به. ويلاحظ "ماركس" أنّ الاغتراب هو الحالة التي تميّز التناقضات القائمة في كلّ مرحلة من مراحل تطوّر المجتمع فهو السيرورة التي يفقد فيها الإنسان ذاته تحت تأثير العوامل الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، ويصبحُ عبدا للأشياء المادية فتتصرّف فيه السلطات الحاكمة تصرّفها في السلع التجارية.
ويجب أن نلاحظ أنّ النجاعة التي كانت وراء تفتيت العمل في التقسيم التقني لم تلغ التقسيم الاجتماعي للعمل ذلك أنّ التقسيم الاجتماعي للعمل يرتكز على مبدأين أساسيين. يتمثّل المبدأ الأوّل في اعتبار أنّ كلّ حاجة اجتماعية يقابلها عمل، ويتمثل المبدأ الثاني في اعتبار أنّ كلّ فرد لا يقوم إلا بعمل واحد في نفس الوقت. وهذا يعني أن التقسيم الاجتماعي للعمل يتمثل في تأمين ما لا يستطيع الفرد تحقيقه بمفرده على الصعيد الاجتماعي للعمل أي تأمين معاش كلّ الأفراد بما في ذلك الأفراد الذين لا يعملون. وعلى خلاف ذلك يتعلق الأمر في التقسيم التقني للعمل بتحقيق النجاعة والمردودية عبر جعل عدّة عمّال يتشاركون في إنتاج سلعة واحدة. فلا يشارك كلّ واحد منهم إلا بجزء ضئيل في سيرورة الإنتاج، وما يقسمه التقسيم التقني للعمل، هو إذن سيرورة الانتاج مثلما بين ذلك "ماركس" عندما قدّم مثال صناعة الدبابيس في مانيفكتورة في نيرنبورغ بألمانيا. فتقسيم العمل تقنيا يزيد في الإنتاجية وبالتالي نجاعة العمل بحيث تنتج أكثر ونتمكن من الضغط على كلفة الإنتاج و بالتالي غزو أسواق جديدة. وإذا كان التقسيم الاجتماعي للعمل هو استجابة لحاجة كلّ الأفراد ويوفر للعامل فرصة اندماجه في المجموعة، بحيث يحتلّ العامل موضعا مصادق عليه عبر إسناد أهلية مهنية تمثل اعترافا رسميا ومؤسساتيا بقدرات العامل وبصلاحيته الاجتماعية، فإنّ التقسيم التقني للعمل يجعل رأس المال المستثمر أكثر إنتاجية ويخدم مصلحة صاحب رأس المال دون العامل الذي لا يجني من هذه العملية إلاّ إجبارا مضاعفا لإجبار العمل وبالتالي يزيد في اغترابه.
غير أن الاغتراب الذي تحدّث عنه ماركس في مخطوطاته وفي "رأس المال" تجاوز أوقات العمل ليشمل أيضا أوقات الفراغ حيث بيّن "هاربارت ماركوز" أنّ أوقات الفراغ ذاتها أصبحت مغتربة، ولم تعد الأوقات الحرّة التي يعمل فيها العامل ما يريد بل أصبح العامل، عبر صناعة الترفيه والدعاية والإشهار، مراقبا حتى في أوقات فراغه، ذلك أن ولوج عدد متزايد من الأفراد إلى أوقات الفراغ بعد النضال النقابي، وتطوير وضعية العملة، أنتج سعي مختلف قوى سلطوية إلى توجيه ذلك نحو خدمة مصالحها، ذلك هو دور المنظمات الشبابية في النظم الفاشية والنازية أو في سياق مختلف تماما، وظيفة الترفيه التي تنظمها الشركات اليابانية. مما جعل علماء الاجتماع يتساءلون عن الوظيفة التحرّرية لأوقات الفراغ و"جون بودريار" تماما مثل "ماركوز" يبيّن أنّ أوقات الفراغ ليست إلا مواصلة للعمل لأنها حسب رأيه لا تتخلص من الإجبار الجوهري الذي يتمثل في قياس الزمن، ويلاحظ أن المجتمع الاستهلاكي يدفع الفرد بطريقة خفية إلى استهلاك أوقات فراغه عبر توجيهه لأنشطة الترفيه بحيث تصبح أوقات الفراغ هدفا للحياة وهو ما يزيد في اغتراب العمل الذي يصبحُ مجرّد وسيلة لجمع الأموال لاستهلاكها في أماكن الترفيه، وعوض أن يطوّر العامل ذاته، ويوجه اهتماماته نحو الوعي بوضعية الاستلاب التي أصبح عليها، يوجّه اهتماماته نحو الترفيه كهدف لوجوده، ولا تكون أوقات الفراغ بهذا المعنى إلا أوقات للاستعداد لعمل الغد. وهذا يعني أن تحسين ظروف العمل واختزال الوقت الشرعي للعمل يوميا وتحسين أوضاع العامل كلها عمليات، وإن تحققت تحت ضغط المطالب النقابية، فقد وقع تلبيتها فقط لخدمة مصالح أصحاب رؤوس المال لتحسين مردودية العامل أثناء عمله ولمنعه من ادخار الأموال عبر دفعه إلى الاستهلاك خاصة وأنّ صناعة الترفيه هي صناعة يشرف عليها أصحاب رؤوس المال.
ارتباط العمل بالمردودية والنجاعة وتطوير وسائل الإنتاج لم يحسّن أوضاع العمل إذن، بل زاد في اغترابه، يبدو أن العمل كميزة انسانية محكوم عليه بأن يتحرّك دائما في إطار التناقضات ففي مقابل العمل كمحدّد لإنسانية الإنسان ننظر إليه أيضا كسالب لهذه الإنسانية، وفي مقابل العمل كمحرر الإنسان من الحاجة والفاقة ننظر إليه كمولّد للاستعباد، وفي مقابل العمل كأساس للعدالة ننظر إليه كنشاط مغترب في ارتباطه بالنجاعة. وهكذا نتبين أن العمل كظاهرة إنسانية يرتبط بعوامل متنوعة ومتداخلة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وبذلك يبدو أنه من الضروري أن تتظافر الجهود لتجعل من العمل إنسانيا ونتجاوز التناقض بين النجاعة والعدالة فالعدالة تحمل معنى "المساواة والإنصاف" والنجاعة بما تحققه من ربح يتجلّى في فائض القيمة كمولد للإستغلال وتفاوت متزايد بين من يعمل والذين لا يعملون.
وهذا الواقع المغترب للعمل جعل الناس اليوم يعدلون عن الانخراط في الرؤية المقدسة للعمل بما هو مصدر كلّ قيم، خاصة وأن الاستهلاك أخذ حجما كبيرا في الحياة اليومية، بحيث أصبحت إيديولوجيا الاستهلاك مسيطرة على العقليات، والمجتمع الاستهلاكي عبر الدعاية والإشهار عوّض معيار العمل برغد العيش في إطار سعادة فردانية وأصبحت القيم الهيدونية مقياسا لكلّ الأشياء، والإنسانية التي كانت تعلم أنباءها أخلاق العمل هي ذاتها التي تساهم اليوم في اختزال العمل في ربح المال الذي يمكن الأفراد من اشتراء سعادتهم من البضائع المعروضة، فالعمل في المجتمعات الاستهلاكية، مجتمعات الوفرة ليس إلا وسيلة لجمع المال الضروري لتحقيق رغد العيش حيث أصبح الرفاه غاية الوجود الإنساني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نادية
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
نادية


انثى
المهنة : طالبة
تاريخ الاشتراك : 04/05/2009
الجدي
المساهمات : 645

النجاعة والاغتراب Empty
مُساهمةموضوع: رد: النجاعة والاغتراب   النجاعة والاغتراب Icon_minitime2009-09-18, 14:46

لكن هل أنّ الإنسان محكوم عليه بأن لا يكون إلا مغتربا في العمل؟ أليس هناك إمكانية ليتحرّر؟ ثمّ إذا كان العمل والعدالة متضايفان ألا تكون النجاعة ملازمة للعدالة وبالتالي تسقط عنها ولو نسبيا صفة الاغتراب التي ارتبطت بها؟ ذلك على الأقل ما يذهب إليه "ايريك فايل"، فإذا كان النظام الاجتماعي العادل هو أساس الاجتماع فإننا نكون بالضرورة في حاجة إلى مقتضيات الحساب العقلي وبالتالي في حاجة للنجاعة لتحقيق العدالة. ومطلب العدل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح باعتبارها متمادية مع الوجود الإنساني خاصة وأنّ العمل ذاته هو مصلحة اجتماعية، و"فايل" يذهب إلى أبعد من ذلك حين أقرّ "إنّ المصلحة هي مدار المجتمع"، والعدالة من هذا المنطلق ليست إلا عدالة المصالح. ولا يجب أن نفهم من ذلك أن "فايل" يدعو إلى إتباع المصالح مهما كانت، فلا يتعلق الأمر بالنسبة إليه إلاّ بإتباع المصالح التي تكون كونية لأنّ المصلحة الكونية وحدها في الحقيقة عادلة، أما المصالح غير المشروعة على مستوى معقوليتها فإنها تؤدي إلى تحطيم المجتمع إما عبر تمرّد الأطراف المحرومة وإما عبر يأس هذه الأطراف من العدالة فتكون مقاومتها سلبية وتتمظهر في شكل عدم اكتراث ولا مبالاة بالمصالح الاجتماعية.
ولكن يجب أن نلاحظ أنّ هذا التضايف بين العدالة والنجاعة على أساس العمل لا يمكن أن يتحقق إلا إذا وقع ردّ الاعتبار للعمل. إذ يجب أن نتعلم من جديد ضرورة العمل، العمل لا لجمع المال من أجل التمتع في العطل واستهلاك الاستهلاك، إذ عندها "ما فائدة أن يربح الإنسان قوته بالعمل إذا كان يخسر نبله في أوقات الفراغ" كما أشار إلى ذلك "بول ريكور". وهذا يعني أنه علينا أن نغيّر نظرتنا للعمل ليكون حقا أفق تحرّر، فلماذا ننظر للعمل باعتباره جحيما؟ لماذا لا نولي عناية للعمل كعنايتنا بأوقات الفراغ؟ إن الموقف الهيدوني يفرغ الحياة من كل قيمة. والنظر إلى العمل باعتباره توجها نحو الذات في الحياة هو شرط جعله طريق تجربة واعية، فالعمل يجد معناه عندما يكون في ذات الوقت تشكيلا للطبيعة وتشكيلا للذات، ومن هذا المنطلق فإنه على الإنسان أن يسعى إلى التحرر لا فقط من إجبار العمل الذي يسبب اغترابه بل عليه أيضا أن يتحرّر من النظرة السلبية للعمل ليعيد إنتاج إنسانيته بطريقة كونية، فالعمل هو شرط التحرّر حيث بيّن لنا "هيقل" أن الفرد لا يتحرّر من طبيعته المباشرة إلا عبر اغتراب الذات المشكلة، حيث يمكن له أن يحقق اعتراف الآخرين به في بعده الإنساني النوعي ككائن ثقافي قادر على تحقيق كلّ أنواع الغايات، وأن الحرية لا تتحقق إلا إذا تعالت الإرادة الفردية على الرغبات والدوافع الفردية، والعنصر المحرّر الذي يحتوي عليه النشاط الغائي للعمل يمنع من تجذير الحياة في المباشر حتى وإن كان رفاه. وربما تكون مسؤولية الدولة هذا الجهاز الذي يرعى حق العمل مسؤولية مضاعفة بما أنها مطالبة أوّلا بتوفير موطن شغل لكلّ مواطن ولكن أيضا مطالبة بأن تمنع أن يكون هذا الحق الذي توفره للمواطنين عامل اغتراب وتشيّئ، وهذه المهمة ليست بالأمر الهيّن في إطار العولمة واقتصاد السوق حيث تتقلص سيادة الدولة على رقعتها الجغرافية إلى حدّ كبير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

النجاعة والاغتراب Empty
مُساهمةموضوع: رد: النجاعة والاغتراب   النجاعة والاغتراب Icon_minitime2009-09-18, 20:17

كالعادة دائما مع مشاركاتك الرائعة فشكرا لك على هذا المجهود الرائع جازاك الله خيرا وجعل ما تقدمينه صدقة جارية
ملاحظة : الرجاء إن كانت المساهمة مقتبسة ذكر المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
نادية
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
نادية


انثى
المهنة : طالبة
تاريخ الاشتراك : 04/05/2009
الجدي
المساهمات : 645

النجاعة والاغتراب Empty
مُساهمةموضوع: رد: النجاعة والاغتراب   النجاعة والاغتراب Icon_minitime2009-09-19, 23:56

المصادر التي اعتمدت عليها متنوعة وكثيرة لدرجة أني نسيتها وبقيت هذه المعلومات مسجلة على حاسوبي طيلة السنة الماضية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجاعة والاغتراب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: منتدى المواد الاجتماعية والفنية والرياضية :: منتدى الفلسفة :: بكالوريا : القيم بين النسبي والمطلق-
انتقل الى: