الإسلام والخرافة :
لغويا :
الخرافة من فعل خرف ويقال فلان خرف عقله أي فقد التمييز بين الحق والباطل ، فالخرف هو اختلال العقل والخرافة هي الخبر الوهمي الباطل وهي أساطير وروايات لا محل لها من الصحة
اصطلاحا : والخرافة هي نقيض الفكر والمنطق الذي يدرك بالعقل ، وهي بالتالي تعتبر تخديرا للعقل في حين أن العقل هو أعظم نعم الله على العبد ، به تميز الإنسان عن سائر المخلوقات ونال شرف خلافة الله على الأرض وبه يميز الخير من الشر والنافع من الضار والخرافة إذن تعطيل للعقل عن فطرته وانحطاط في التفكير مما يفقد الإنسان إنسانيته 0
وقد جاء في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ ذرأنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسٍ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَََََهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهاَ أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُم الغَافِلُون}
موقف الإسلام :
يتخذ الإسلام موقفا جليا وواضحا فأبطل تلك العادات الجاهلية المبنية على الجهل والخرافة ليكون ذلك دليلا على عظمة الإسلام ،وفضله في إنارة العقول،وجلاء الأفهام، وتكريم البشرية بابعادها عن كل طريق يستبعد فيه العقل تتسلط فيه الأوهام على السلوك والمعتقد
فالله هو الذي خلق كل شيء ،ودبر الأمور كما يشاء ، هو الذي بيده الخير والشر والنفع والضر ، وكل إله غيره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا، ولا سعدا ولا نحسا ولا توفيقا ولا خذلانا ، والساعات والشهور لا أثر لها في شيء ولا تأثيرا، والمؤمن حقا لا يتشاءم ولا ترده الطيرة عن شيء ، ومن سلط الوهم على نفسه وتشبث بالحكايات والخرافات وتشاءم من البيوت والنساء صار لعبة للشياطين وللتخيلات أسيرا
وقد بين رسول الله صلى اله عليه وسلم أن الطيرة نوع من الشرك وهي إفساد للقلب بتعلقه بغير الله ، وإضعاف اليقين بالله ، وخوف من المخلوق مما يؤثر على توحيد المرء وإيمانه ،وذلك من خلال قوله :{من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك} ، وما يعلم البوم والغراب إذا نعق على دار ما يفعل الله بأهلها ، ولكنها أوهام الجاهلين وأساطير الأوّلين، فقال صلى الله عليه وسلم :{لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر } ، وقوله أيضا : {ليس منا من تطير أو تطيّر له}
وفي مقابل هذه العادة السيئة تأتي عادة حسنة دعا إليها الإسلام ، وهي التفاؤل، فكان صلى الله عليه وسلم {يعجبه الفأل } رواه أحمد ، ويقول :{لا طيرة، وخيرها الفأل } أخرجه البخاري ومسلم ، وذلك لأن التفاؤل يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله وتيسيره، ويحمله على حسن التوكل عليه
وأما بالنسبة للتمائم فهي أيضا من الشك وهي مظهر من مظاهر ضعف التوحيد والتوكل والتعلق بالشيء دون الخالق ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :{من تعلق شيئا وكل إليه} رواه أحمد والترمذي ، وبيّن أنّ تعليق التمائم لا يرفع مرضا ولا يدفعه، إنما تزيد صاحبها وهنا وضعفا، ولا يتم الله له أمره ، معاملة له بنقيض قصده، فقال صلى الله عليه وسلم :{من تعلق تميمة فلا أتم الله له} .