التشاؤم لغة؛ بمعنى الشؤم، الشر و النحس.
و تشأم تشاؤماَ و تشؤماَ ضد تيمن أي فأل فألاَ سيّئاَ. و رجل مشؤوم على قومه و الجمع المشا ئيم
جاء في المورد أن "Pessimism" بمعنى التشاؤم أو التشاؤمية ؛ و هو الاعتقاد بأن عالمنا هذا هو أسوأ العوالم الممكنة أو بأن جميع الأشياء تنزع بطبيعتها إلى الشر و الاعتقاد بأن كفة الشر و الشقاء أرجح في هذا العالم من كفة الخير و السعادة
إذا مبنى كلمة التشاؤم على مبدأ الشر في هذا العالم
أما التفاؤل لغةَ؛
التفاؤل من الفأل و هو ضدّ الطيرة و الجمع فؤول و قال الجوهري الجمع أفؤل. و في الحديث أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) كان يحب الفأل و يكره الطّيرة. و الطيرة ضدّ الفأل
إذن مبنى التفاؤل مبدأ الخير
المهم أن الإنسان كيف يلاقي الأزمات و الشدائد في حياته و كيف يواجهها؟ هل يضعف أمامه و يذلل بما أنه يشعر بالضعف و قدرته محدودة و مواجهة هذه الأمور تحتاج إلى قدرة كبيرة و الطاقاة الكبيرة التي موجودة في نفسه و هو غافل عنها، في هذه الحالة هو حامل الهموم و يعيش في الألم و العذاب و يتضجر بالحياه و لا يرى الإنسان جمالها و منظاره الذي يرى به الدنيا تغلب عليها الظلمة و يسودّ زجاجه و يرى كل شيء أسود؛ لأنه يراها بمنظار التشاؤم فتعبس نفسه و يجعلها في سجن مظلم و يبحث عن سيئات العالم و لا غير و طبعاَ يفقد أمله و يعيش عيشة السوء و يشعر بالفشل؛ إذاَ هو متشائم لأنه قهر أمام عدوه اليأس و يحسّ بأنه عدو قويّ و لا يمكن أن يتغلب عليه.
و لكن عندما يقاوم أزمات الحياة و متاعبها و مصائبها فيذللها في حياته طالت أو قصرت، و حددّ مطامعه؛ لأنه لا يستطيع نيلها جميعاَ بل لابدّ أن يدع بعضها و يسعى أن ينال بعضها الآخر فلا يغلب عليه أثناء جهده اليأس و القنوط و الضجر و لا يشعر بالفشل و ينظر إلى الحياة و حقائقها كما هي و المهم له إرضاء ربه و يؤمن بأن كل شيء في الدنيا هو أمانة بيده فيخرج منها آجلاَ أو عاجلاَ، راضياَ أو كارهاَ فلا يفرح بخيرها و لا يحزن بشرها؛ لهذا السبب يحسّ بعزة النفس و اطمئنانها. في هذا الأوان عندما يواجه الصعاب فيلذها للتغلب عليها و يحارب اليأس و القنوط و تتفتح له الآمال و يتوقع الخيرفي مستقبل حياته، إذن هو متفائل؛ لأن الصعاب في الحياة أمور نسبية و لا تختص بشخص واحد و إذا كانت النفس صغيرة في مواجهتها فهي صعب جداَ و لكن إذا كانت كبيرة فلا صعوبة عندها لأنها تعدّ هذه الصعاب صغيرة فتغلب عليها.
منقول بتصرف
كما يمكن القول
آثارالتشاؤم :
1- باب الوساوس والشيطان.
2- حياته نكد وكدر وعنت: فهو سيء الخلق، يتخيل من كل ما يراه أو يسمعه، أشد الناس خوفا، وأنكدهم عيشا، وأضيق الناس صدرا، وأحزنهم قلبا، كثير الاحتراز والمراعاة لما لا يضره ولا ينفعه، وكم قد حرم نفسه من حظ، ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة
3- صاحبه دائما في المؤخرة: صاحبه لا يرتقي نحو تحسين أحواله، وبالتالي لا يرجع إلى نفسه والتي بإمكانه أن يصحح مسارها ويتدارك ما قصر فيه. لا يعرف التطور ولا يرغب في التغيير،
4- النظر الحادة للناس: نظرته للآخرين قاسية. إذ يعتبر نفسه دائما هو الضحية
5- يرى أن أسباب الشقاء انعقدت فيه:
6- احتراق قلبه بالغيرة والحقد على كل من حوله:
7- ضعف البدن، فالمتشائم يهزل ويضعف لأنه يأكل نفسه بنفسه، حسرة وحسدا ويرى أنه لا فائدة من المعالجة، أو مقاومة أدواء النفس
8- ضعف الهمة: إن من لا يرى إلا الإخفاق ولا يفكر إلا بالخيبة، سينتهي حتما ويتوقف من كل نشاط وتتحول همته إلى الدناءات
9- يتصور أن الأمة كل الأمة مشغولة به وبإلحاق الضرر فيه وأن الناس يخططون لإيذائه فيتخلق بالخلق السيئ من الحقد والحسد والبغضاء، وحب الأذى للآخرين، والتخريب والغيرة
10- العزلة والإنطواء،
11- يصبح صاحبه عبدا للخرافات
أسباب التشاؤم :
1- عدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره،
2- عدم مشاهدة نعمة الله تعالى عليه في نفسه وأهله
3- سوء الظن بالله جل وعلا. واعتراض على أمره وحكمه وحكمته، فيرى أن فلانا أعطي ما لا يستحق من المال والولد، وأنه أحق بهذا منه..
4- جعل الدنيا أكبر همه:
5- النظر إلى من فوقه ومن فضل عليه
6- سوء الظن بالآخرين وأنهم لا يستحقون ما حصلوا عليه فهم لا يفضلونه بشيء
7- الجهل وضعف العقل
8- ضعف الإيمان وقلة ذكر الله تعالى.
منقول بتصرف