كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: الإعجاز التشريعي في القرآن 2010-04-14, 02:42 | |
|
الإعجاز التشريعي في القرآن 01– خصائص الخطاب القرآني: أ- من حيث المضمون :ن 2/3/4/5 ص156/161 قال تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } (158) سورة الأعراف القرآن نص عام : أنزله الله للناس كافة بخلاف الكتب السماوية السابقة التي كانت خاصة بأقوامها . القرآن نص شامل : لكل مجالات حياة الإنسان في علاقته بربه وبنفسه وبالآخرين وبالكون القرآن نص مفتوح : فهو ثري ويحتمل ما لانهاية له من التأويلات والاجتهادات يهدف النص القرآني إلى تنظيم حياة الإنسان ودفع العقل البشري للبحث والاستنباط لأن المعرفة نوجه إليها ودورنا البحث عنها لأنها غير جاهزة من خلال الاجتهاد سنن الدارقطني - (ج 10 / ص 56) وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْقُرْآنُ ذَلُولٌ ذُو وُجُوهٍ فَاحْمِلُوهُ عَلَى أَحْسَنِ وُجُوهِهِ ». 4/145 ( الذلول : السهل) ب- من حيث التشريع :ن 2/3/4/5 ص156/161 القرآن يراعي مبدأ التدرج : س1/2/ 3 ص159/160 : من ذلك تحريم الخمر : قال تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } (219) سورة البقرة الكراهية دون تحريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } (43) سورة النساء التحريم قبل الصلاة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائدة التحريم مطلقا أغراض التدرّج : 1. التأكيد على الإعجاز وعلى أن القرآن كلام الله قال تعالى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء 2. تثبيت فؤاد النّبي عليه السلام 3. التدرج في التربية والتشريع وتيسير تقبل الأحكام 4. مسايرة الحوادث ووضع قواعد تؤسس لمناج تربوية وتعليمية 5. مراعاة طبيعة النفس البشرية وتربيتها على الطاعة القرآن يراعي السياق : س3ص 160 : المكي والمدني : أن المكي ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وإن كان نزوله بغير مكة والمدني ما نزل بعد هذه الهجرة وإن كان نزوله بمكة. س 3 ص160 المرحلة المكية المرحلة المدنيّة خصائص المرحلة تركيز عقيدة التوحيد والبعث بناء أصول الأخلاق والآداب التكليف بأمهات العبادات تفاصيل التشريع والأحكام التي تنظم أحوال الناس دقائق الدّين وقوانين الإسلام مميّزات الخطاب القرآني في كلّ مرحلة خطاب قصير ومقتضب مبادئ ومفاهيم خطاب مطوّل تشريعات وقوانين اختلاف بنية النص ومضمونه بين المرحلتين المكية والمدنية مؤشر لتفاعل النص مع الواقع والزمن والتاريخ وهذا التدرج يعبر عنه بالتنجيم التنجيم : نزل القرآن مفرقا على النبي صلى الله عليه وسلم (من بداية نزول الوحي إلى وفاته 23 سنة تقريبا) قال تعالى:{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1) ) سورة هود قال تعالى: << وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا>> (الإسراء: 106) من حكم التنجيم : تيسير حفظ القرآن وفهمه تطبيق قانون التدرج في التشريع للأحكام شحذ همم المسلمين ومعايشة ظروفهم التدخل للإجابة عن سؤال أو لتصحيح فهم أو لتعديل موقف 02– مظاهر الإعجاز في القرآن : أ - المصطلحات : استثمار عنوان الدّرس الإعجاز:* لغة : لسان العرب - (ج 5 / ص 369) الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ يقال أَعْجَزَني فلان أَي فاتني و أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه وقد يكون أَيضاً من العَجْز ويقال عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه * اصطــلاحا: هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقاً لدعواه. إعجاز القرآن : جاء بكتاب مناهل العرفان في علوم القرآن- (2 / 331)للزرقاني المبحث 17 في إعجاز القرآن وما يتعلق به << إعجاز القرآن مركب إضافي معناه بحسب أصل اللغة إثبات القرآن عجز الخلق عن الإتيان بما تحداهم به.., لإظهار أن هذا الكتاب حق وأن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء به رسول من عند الله>> الغرض الأساسي من الإعجاز إثبات صدق النبي المرسل وصدق القرآن وبالتالي العمل بتشريعاته فهو وسيلة لا غاية ب - أنواع الإعجاز : الإعجاز البياني : فصاحة اللغة وبلاغة الأسلوب الإعجاز الغيبي : اشتمال القرآن على أخبار كثيرة من غيوب الماضي والمستقبل الإعجاز العلمي : احتواء القرآن على اشارات علمية لم تكتشف دلالاتها إلا مؤخرا الإعجاز التشريعي : التشريع:* لغة : لسان العرب - (ج 8 / ص 175) ( شرع ) شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً تناول الماءَ بفِيه و مَشْرَعةُ الماء هي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ والشرع: معناه: البيان والإظهار، ويطلق أيضاً على الشرب، فيقال: شرع الأمر إذا بينه، ومنه شراع السفينة؛ لوضوحه وإظهاره، *اصطلاحا : شرح الورقات في أصول الفقه - (ج 1 / ص 6) محمد الحسن ولد محمد الملقب بـ"الددو" الشنقيطي دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رسالة الورقات للإمام الجويني الشرع في الاصطلاح: ما أظهره الله من الأحكام لعباده وهيئه؛ لأن يكون معيناً تشرب منه المقاصد والتفصيلات. الإعجاز التشريعي في القرآن :س2+3 ص155 * نجد بالقرآن معارف سامية وتعاليم عالية في العقائد والعبادات وفي التشريعات المدنية والجنائية والحربية والمالية والحقوق الشخصية والاجتماعية والدولية. * اشتمل القرآن على أخلاق سامية فاضلة، وشريعة عادلة كاملة، صالحة لكل الناس في جميع البقاع والأجيال، مع السلامة من التعارض والتناقض {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء جاء في مناهل العرفان في علوم القرآن - (ج 2 / ص 351) معنى الإعجاز التشريعي أن القرآن الكريم جاء بهدايات تامة كاملة تفي بحاجات البشر في كل عصر ومصر وفاء لا تظفر به في أي تشريع ولا في أي دين آخر ويتجلى هذا من خلال المقاصد النبيلة التي رمى إليها القرآن في هدايته : أولا: إصلاح العقائد عن طريق إرشاد الخلق إلى حقائق المبدأ والمعاد وما بينهما ثانيا: إصلاح العبادات عن طريق إرشاد الخلق إلى ما يزكي النفوس ويغذي الأرواح ويقوم الإرادة ويفيد الفرد والمجموع ثالثا: إصلاح الأخلاق عن طريق إرشاد الخلق إلى فضائلهم وتنفيرهم من رذائلها في قصد واعتدال وعند حد وسط رابعا: إصلاح الاجتماع عن طريق إرشاد الخلق إلى توحيد صفوفهم ومحو العصبيات وإزالة الفوارق التي تباعد بينهم {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} . خامسا: إصلاح السياسة أو الحكم الدولي عن طريق تقرير العدل المطلق والمساواة بين الناس سادسا: الإصلاح المالي عن طريق الدعوة إلى الاقتصاد وحماية المال من التلف والضياع ووجوب إنفاقه في وجوه البر وأداء الحقوق الخاصة والعامة والسعي المشروع. سابعا: الإصلاح النسائي عن طريق حماية المرأة واحترامها وإعطائها جميع الحقوق الإنسانية والدينية والمدنية. ثامنا: الإصلاح الحربي عن طريق تهذيب الحرب ووضعها على قواعد سليمة لخير الإنسانية في مبدئها وغايتها ووجوب التزام الرحمة فيها والوفاء بمعاهداتها وإيثار السلم عليها والاكتفاء بالجزية عند النصر والظفر فيها. تاسعا: محاربة الاسترقاق في المستقبل وتحرير الرقيق الموجود بطرق شتى عاشرا: تحرير العقول والأفكار ومنع الإكراه والاضطهاد والسيطرة الدينية
ب - مميزات الإعجاز التشريعي: ينبني التشريع الإسلامي على كليات ( أصول ) ثابتة يشتغل المجتهد عليها لاستنباط أحكام فرعية تناسب الواقع الذي يعيشه فهو01 يجمع بين الإجمال والبيان : ن2 ص 156/157 قال تعالى {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (109) سورة الكهف نص ثري لواقع ثري ومتغير مع عقل محدود ولديه رغبة في تنمية معارفه النتيجة هي : الجدل والتفاعل من خلال التكامل والتواصل والتعاضد بين النص والعقل والواقع تشريع يدفع إلى الاجتهاد وإلى التعود على : التعود على الفهم والاستنباط واستخراج المقاصد والمناهج الفهم المتجدد للنص الديني التعود على تعليل الأحكام الثابت: أصول العقائد والعبادات و الأخلاق والاجتماع والسياسة أو الحكم ... المتغيّر: تفاصيل المعاملات وتطبيق المبادئ في الواقع المرتبط بظروفه الزمنية المكانية الإجتهاد بمراعاة المصالح والمتغيرات ودون الخروج عن الأصول والثّوابت 02 تتميز الشريعة الإسلامية بكونها : 1. سمحة لا تكلف الناس فوق طاقتهم قال تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } (286) سورة البقرة 2. أنها جاءت شريعة عامة لا نظر فيها إلى حالات فردية أو جزئية أو شخصية. 3. أنها سنت للناس رخصاً عند الضرورة رفعاً للضرر و منعاً للمشقة فمثلاً فرضت الشريعة الصيام و لكنها رخصت بالفطر للمسافر و المريض و غير ذلك من الرخص 4. قلة تكاليفها: لأنها اقتصرت على الأركان الخمسة و ما يتصل بها 5. التدريج في الأحكام: لأنها عالجت العادات الذميمة المتأصلة في النفوس بالتدرج في استئصالها شيئاً فشيئاً من غير تشديد و لا تعقيد في النهي عنها و تحريمها، كما حدث في بعض الأحكام الخاصة بالوصية و آيات المواريث، و كذلك تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة بمكة المكرمة، كما أن بعض الأحكام السنة نسخت، 6. مسايرة مصالح الناس: و ذلك أنه شرع بعض الأحكام ثم نسخها إذا كان في ذلك المصلحة العامة ج - دور الإنسان ( ن 6 ص161/162 ): قال تعالى: << أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا>> (النساء: 82) - قال تعالى: << أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا>> (محمد: 24) - قال تعالى: <<فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ>>(الحشر: 2) دور الإنسان التدبر والبحث والاعتبار رو الاستنباط والنظر والاستدلال واستخراج المعاني والمقاصد ( الاجتهاد) العقل هو وسيلة الربط بين النص والواقع مناهج الاجتهاد تساعد المجتهد على حل مشكلات الواقع الواقع المتغير يفترض من المجتهدين الإحاطة بكل مستجداته والإجابة عن كل تساؤلاته
| |
|