d]]بعد حوالي شهرين من اختطافها
أجواء عودة سارة لأحضان والديها[/b][b]
لأب: غياب كاميرات المراقبة افقدني سارة وحبل الغسيل أعادها لي
الأم: سامحت الخاطفة رغم ما سببت لي من آلام
الخاطفة تنهار وتعترف.. والعقم هو الدافع
صباح أمس 07/09/2010كان يوما بالغ السعادة لوالدي سارة عندما ابلغتهم السلطات بأنه تم العثور على رضيعتهم التي اكتوت كبدتيهما بفقدانها منذ حوالى شهر ونصف بمستشفى الاطفال بباب سعدون.
الصباح تابعت رحلة العثور على سارة وعايشت اللحظات الاولى لجمع شملها مع والديها كما شهدت الأجواء المؤثرة بين العائلة ومئات الجيران الذين توافدوا على منزل عزيزة العرفاوي وزوجها عماد النهدي الكائن بباب سويقة بالعاصمة.
أكدت مصادر مسؤولة أمس أن الوحدات الأمنية تمكنت من العثور على الرضيعة المفقودة منذ ما يزيد عن الشهر من مستشفى الأطفال بباب سعدون وقد أسفرت تحريات الوحدات الأمنية عن تمكن أعوان الحرس الوطني ببنزرت من الوصول الى محل سكنى بأحد مناطق معتمدية بنزرت الذي تم- بتعليمات من النيابة العمومية- تفتيشه والعثور به الى جانب صاحب المحل وبقية أفراد عائلته، على امرأة شابة وزوجها أصيلي معتمدية سجنان ولديهما رضيع من جنس الاناث رغم انهما معروفان بعدم الانجاب.
حبل الغسيل
الحكاية بدأت مع مشاهدة أحد الجيران لملابس رضيعة على حبل غسيل في بيت جارته التي طالما كانت تشكو العقم وفراغ البيت الذي يطبق على أنفاسها ويحول حياتها الزوجية إلى جحيم لا يطاق.
وبعد أن أثيرت الشكوك لدى الجار، حاول أن يترصد حركات جارته في غفلة منها دون أن يترك أمامها السبل لدرء فعلتها ثانية. وبعد أن سمع صيحات الرضيعة المنبعثة من منزلها، وتفحص وجه الجارة وتصرفاتها المريبة وغيابها المتواصل، قرر أن ينقل كل شكوكه واستنتاجاته إلى الحرس الوطني من منطقة بوزاريا، ولاية بنزرت وتمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش بالجهة من إيقاف المرأة المتورطة في الاختطاف وعمرها 26 سنة على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم نقلت الرضيعة إلى المستشفى الجهوي ببنزرت الحبيب بوقطفة قسم التوليد والرضع وطب الأطفال قبل أن تصل أم الرضيعة على عين المكان لتتعرف على ابنتها.
وبعد نقل الرضيعة بمعية أمها إلى مركز رعاية الطفولة بتونس للتأكد من أنها فعلا «سارة «، انتقلنا إلى منزل الوالدين إبان وصول الرضيعة العائدة معهما.
دموع الفرح
وقال الأب عماد النهدي للصباح « تعرفت على ابنتي منذ الوهلة الأولى رغم أن عمرها لم يتجاوز الأربعة أسابيع حين تم اختطافها، لم اعرف للنوم طعما منذ ذلك اليوم وفقدت الأمل في لقاء ابنتي ثانية، ولكن الله أنار سبيل الحق واستعدنا ابنتنا سارة قبل أن يستفحل جرح أمها الغائر. والمؤسف انه لو كان هناك كاميرا مراقبة في المستشفى لكان العثور على ابنتي اسهل. ولكن الحمد لله أن حبل الغسيل مكن من إعادتها إليّ.»
غطّت الدموع وجه الأم ولم تستطع السيطرة على يديها حين حملت رضيعتها من جديد، وضعتها في فراشها، مكانها الصحيح وقالت» كدت افقد صوابي قبل أن ترجع لي سارة أخيرا، ابنتي التي أنجبتها بعد 7 سنوات من المعاناة والصراع مع السكري وضغط الدم، واليوم عادت لى سارة وأعادت الفرح لباب سويقة الذي طال انتظار أهله لطلّتها.»
وعندما سألناها عن كيفية تلقيها الخبر قالت « لقد تلقيت اتصالا هاتفيا من احد مراكز الشرطة بالعاصمة ثم توجهت صحبة أعوان الامن الى منطقة بنزرت اين وجدت ابنتي بمركز الامن صحبة المرأة التي خطفتها. ومن الوهلة الاولى التي شاهدت فيها الرضيعة شعرت بانها ابنتي، كما ان المرأة اعترفت بذلك وطلبت مني أن أسامحها لأنها لا تنجب الأطفال كما أن زوجها مصاب بمرض مزمن .»وأضافت عزيزة « لقد سامحتها رغم ما سببته لي من ألم ومعاناة».
الاختطاف
ملابسات الحادثة بدأت يوم أفاقت أم سارة على صراخ ابنها عمر (7 سنوات) الذي تعرض لوعكة صحية، فتوجهت به مباشرة لمستشفى الأطفال «بباب سعدون»، حاملة معها رضيعتها سارة وابنة أخيها (مروى 11 سنة)، وبعد إتمام إجراءات تسجيل ابنها المريض جلست بقاعة الانتظار في بهو قسم الطوارئ بمستشفى الأطفال، لاحظت الأم في الأثناء أن هناك امرأة ظلت تراقبها طوال الوقت، نسيت الامر حين طلب منها الطبيب الذي يباشر حالة ابنها الصعود إلى الطابق الثالث لتقوم بالإجراءات اللازمة، فتركت ابنتها الرضيعة مكرهة مع ابنة شقيقها بعد ان منعها الحارس من اصطحابها لحمايتها من العدوى. ولكن ذلك لم يحمها من فكرة شيطانية راودت المرأة التي تقبع بجوارها والتي كانت على ما يبدو تصطحب زوجها الى موعده الدوري لتصفية الدم، فتقدمت المتهمة من الفتاة الصغيرة وطلبت منها أن تقتني لها علبة ياغورت من محل بالمستشفى على أن تعتني هي بالرضيعة، ومع عودة الأم، كانت الخاطفة قد غابت عن الأنظار حاملة معها سارة تاركة والديها يتلظيان تحت وطأة صدمتهما.
اعتراف..وندم
وباستنطاق المراة الخاطفة، اعترفت بأنها ارتكبت جرما كبيرا في حق رضيعة بريئة وأم ذاقت الامرين قبل ولادتها، وبعد فقدانها، ولم يكن ندمها الشديد كافيا لان ترجع الرضيعة لوالديها، كما لن ينفعها اليوم وهي في انتظار كلمة العدالة.