قال حكيم الهند القديم كونفوشيوس «إذا أردت أن تتعرف في بلد ما على إرادته ومبلغ حظه من الحضارة والمدنية، فاستمع إلى موسيقاه».
فالموسيقى غذاء الروح وهي لون من ألوان التعبير الإنساني، ووسيلة تواصل فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي، وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفي تجميل العالم من حولنا.
تأثير الموسيقى
علماء عصرنا يؤكدون ما قاله الأقدمون عن تأثير الموسيقى على الإنسان والحيوان، وحتى بعض النباتات، فالتجارب التي أجريت في بعض البلدان الأوروبية أثبتت بأن الأبقار
إذا ما استمعت إلى أنماط معينة من الموسيقى أثناء حلبها، فإنها تدر الحليب بنسبة أكبر، وتصير هادئة الطبع، وإن أنواعاً من النباتات إذا ما نقلت إلى مكان يشتد فيه
الصخب والضجيج فإن نموها يتوقف وربما تذبل وتموت.
والدراسات الأخيرة التي أجريت لتحديد علاقة الإنسان بالمتعة الموسيقية تثبت أن أساس المتعة الموسيقية هو مراكز المخ، حيث وصلت الدراسات إلى عدة ملاحظات منها سلوك المستمع وتفاعله يحددان مدى تمتعه بالموسيقى،
فالإنسان المهيأ لسماع الموسيقى يتأثر بها أكثر من الإنسان المشغول عنها.
وتأثير الموسيقى على أجهزة الجسم يعتمد إلى حد كبير على طبيعة الموسيقى، فبعض ألوان الموسيقى مثلاً يؤثر على الجهاز الدوري (القلب والأوعية) للإنسان، كما أن بعض ألوان الموسيقى الأخرى يؤثر على الجهاز العصبي، لهذا يختلف الناس فيما بينهم بتأثرهم وتمتعهم بالموسيقى.
وعلى النقيض، فإن نفس النغمة قد تؤثر على الجهاز الهضمي لشخص ما، بينما هي تؤثر على الجهاز الدوري لشخص آخر، أو قد تؤثر على المخ والجهاز العصبي لشخص ثالث. أما بالنسبة لتأثيرها على الإنتاج فقد اثبت الباحثون برسم وتخطيط كفاءة العضلات، أن سماع الموسيقى المناسبة يزيد من نشاط العضلات ويرفع كفاءتها، مما يرفع بالتالي كفاءة مجموعة النشاطات لدى الفرد، وهذا ينعكس بالطبع إيجابياً على مردود الإنتاج.
وفي دراسة للدكتور عبد الناصر كعدان رئيس قسم تاريخ الطب في معهد التراث العلمي في
جامعة حلب في سوريا في دراسة حول العلاج بالموسيقى في الطب العربي أكد أن لو في كل
أسرة عربية فرداً واحداً يعزف على آلة موسيقية، لاستطاعت كل أسرة أن تحل مشاكلها وتنطلق، لأن الموسيقى تحل لنا مشاكلنا النفسية، وبالتالي مشاكلنا الصحية العضوية، بل لقد اقتحمت الموسيقى المجال الاقتصادي وساعدت على زيادة الإنتاج.
إن الموسيقى الرفيعة من عالمية وعربية تشكل كالكتاب والفن والمسرح، الغذاء الروحي للشعوب
، وبالتالي فهي ليست ترفاً بل ضرورة تكاد تكون مادية يتعين أن توفرها كل دولة لكل فرد، وأن تبدأ في تقديمها له منذ الطفولة وطوال حياته حتى نهاية مرحلة العمر
ما هي الموسيقى؟؟
هل يستطيع الإنسان الإجابة على هذا السؤال؟؟
هل هي عالم الأصوات؟ هل هي فن تنسيق الأصوات بحيث تشجي الأذن و تحرك المشاعر عن طريق التأثير على الجهاز العصبي عند الإنسان أو الحيوان؟ هل هي نرآة الحضارة عند الشعوب؟
(على حد قول الفيلسوف الصيني كونفشيوس) هل هي قمة التجريد في الفنون؟
لقد أعطى الفلاسفة أجوبة عديدة هذا السؤال و لكنها لم تستوف بعد تعريف هذه المادة الأثيرية.. و من نفس هذا المنطق يصعب تعريف أشياء أخرى .. فما هي الحياة مثلاً أو ما هي السعادة؟
و أنا أقف متعجبة أمام الأثر الذي لا يفسر بالكلام الذي تحدثه الأنغام في بني الإنسان.. فهل تتجاوب ذبذبات الأصوات الموسيقية مع الذبذبات التي يصدرها جسم الإنسان؟؟ و أتعجب أيضاً للنوعيات المختلفة من التأثيرات التي تحدثها الموسيقى حتى أصبح الأطباء يستعملونها في علاج بعض حالات الأمراض النفسية أو يستعملها الزراعيون في إدرار حليب الأبقار..
إن الكلمة المنطوقة أو المكتوبة لها دلالة يفهمها العقل و لكن العبارات الموسيقية و
هي مادة أثيرية لا تلمس و لا ترى و لاتثبت في الهواء ليست موجهة للعقل مباشرة.. بل هي تخاطب الأحاسيس و الوجدان و تحرك المشاعر المختلفة عن طريق أعماق النفس.
و في اللغة كلام يكذب به الإنسان أحياناً ليخفي ما يريد أن يعبر عنه في الواقع..
و لكن لا كذب في لغة الموسيقى.. فهي تعبير صادق عما يدور في خلد المؤلف ، تنبع من داخله لا من خارجه -و تتعدى تعبيرات لغة الموسيقى حاسة السمع لتنفذ إلى روح المستمع دون عناء- لهذه الأسباب... إختصت الموسيقى لنفسها بعرش لا يشاركها فيه أي فن آخر
أثر الموسيقى على طاقة الإنسان
كثر الحديث عن فوائد الموسيقى وبالذات الموسيقى الهادئة والتي تسمى بغذاء الروح
مع أن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام في حرمة المعازف واضح وضوح الشمس، ويؤكد على هذا كثير من كبار العلماء، وهذا ليس موضوعنا هنا.
أما بخصوص العلاقة بين الموسيقى والطاقات السلبية فسأتحدث من بعض الزوايا لعلي اوضح وأقرب الصور والمعاني أكثر. أقول وبالله التوفيق
كما عرفنا أن ماهية الطاقة هي موجات كهرومغناطيسية. وان كل شيء عبارة عن موجات كهرومغناطسيسة (او يصدر موجات كهرومغناطيسية).
إذن نحن نصدر ونتلقى موجات كهرومغناطيسية.
وكما نعلم ان للدماغ موجات كثيرة منها الموجات الأربع المعروفة (بيتا، ألفا، ثيتا ودلتا).
وان لكل موجة من موجات الدماع حالة معينة تدل على حالة نشاط دماغ الإنسان.
فمثلا عندما يكون الإنسان نشيطا فإنه دماغه يكون في موجة بيتا، وهذا يعني أن بيتا هي موجة النشاط والحيوية. وإذا كان الإنسان في حالة خمول واسترخاء فإن دماغه يكون في حالة موجة ألفا.
وهذا يعني أن موجة ألفا هي موجة الاسترخاء والهدوء النفسي وهكذا. وإذا عندنا لما ذكرت أن كل شيء عبارة عن موجات كهرومغناطيسية (طاقة)، فإن الصوت عبارة عن موجات كهرومغناطيسية، والصوت له طبقات وتسمى في علم الموسيقى بنوتات (على ما اعتقد) والتي هي دو ري مي فا صول لا سي دو . إذن فكل نوتة عبارة عن طاقة (قد تكون سالبية وقد تكون إيجابية) وهذا يقودنا إلى ان جميع الأصوات عبارة عن طاقة (موجات كهرومغناطيسية). فأصوات الشلالات وأصوات العصافير ونحيق الحمار (أنكر الأصوات) وصهيل الحصان وحفيف الأشجار وفحيح الأفاعي وأصوات السيارات وأصوات
المعدات وأصوات البشر وغيرها عبارة عن موجات كهرومغناطيسية (طاقة).
وقد اجريت كثير من الأبحاث حول أثر الموسيقى على الإنسان وخرجت بعض النتائج ان الموسيقى الـ ..... تساعد على تهدئة الأعصاب وتساعد على تسريع عملية الشفاء .. إلخ. وإذا تأملنا في مثل هذه النتائح وقارناها فيما ذكرنا سابقا لوجدنا الآتي:
إن موجة ألفا هي موجة لاسترخاء وللاسترخاء فوائد كثيرة منها أن يزيد الهموم والمتاعب ويساعد على تسريع عملية الشفاء ويهدئ الضغظ ويصفي الذهن .. إلخ. ولكي تصل إلى موجة ألفا هناك عدة طرق منها:
- طريقة ذهنية وفيزيائة تقوم بها بنفسك من خلال استرخاء أعضاء الجسد والاسترخاء الذهني.
- عن طريق مصدر آخر يقوم على تقليل نشاط الدماغ وإخفاض موجته من موجة بيتا إلى موجة ألفا.
وهذا المصدر قد يكون كلام شخص يتحدث إليك بوتيرة واحدة كما يفعل المعالج بالتنويم
الإيحائي. أو عن طريق صناعة جهاز أو آلة تصدر صوتا له طول موجي وتردد (ذبذبات)
نفس الطول الموجي والتردد لموجات ألفا بحيث يصدر ذاك الجهاز او الآلة ذلك الصوت
بشكل - مثلا - متواصل لمدة معينة فتصل تلك الموجة إلى الدماغ فتأثر عليه شيئا فشيئا (لأنها تنبع من مصدر ثابت ) إلى ان يصل الدماغ لحالة موجة ألفا.
وفلو تأملنا إلى ما تفعله تلك الآلات الموسيقية لوجدناها تصدر أصواتا معينة. تلك
الأصوات لها موجات معينة منها موجة ألفا (هذا بشكل عام بالنسبة للموسيقى الهادئة).
ولو تاملنا فيمن يقرأ القران لوجدنا انه يصدر صوتا ذو موجات معينة والغالب (والله أعلم)
على هذه الموجات انها موجات ألفا. فكل كلمة في القرآن الكريم تؤثر في الإنسان تأثيرا إيجابيا لا شك فيه ويظهر ذلك جليا عند رؤية الهالة من الجميل أن تسخر ما خلق الله لنا من متع الدنيا في تحسين أعمالنا وتحسين أجسادنا وزيادة تنبيه أفكارنا .
والعلم المخاطب للعقل يبقى جافاً والتعليم الأكاديمي على الصغار مملاً فإذا دمجنا علوم العقل وحملناها على موجة الطاقة بصوت هادئ بين ارتفاع وانخفاض فإن العلم المجرد سوف يحتل الوجدان ويأخذ مكانه في العقل الباطن .
هكذا نستطيع أن نربط بين الفائدة والمتعة وبين غذاء الروح والعقل وبين القديم والجديد وفقنا الله للخير
منقول