الإسلام و العلمانية : الصراع الحتمي المقال يعبر عن رأي صاحبه
الإسلام و العلمانية : الصراع الحتمي
برز الثعلب يوما في ثياب الماكرينا
فمشى في الأرض يبكي و يسب الماكرينا
و يقول الحمد لله رب العالمينا
يا عباد الله توبوا فهو كهف العارفينا
إنهم قالوا و خير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
لقد كثرت – هذه المدة- الثعالب التي تلبس ثياب الوعظ و النصح خاصة في وسائل الإعلام من تلفزة و إذاعة و صحافة . من ذلك ما نشرته إحدى الصحف الأسبوعية الجديدة في عددها الثاني بتاريخ أمس الخميس 17 مارس 2011 في صفحتها الخامسة . المقال بعنوان " فصل المقال بين السياسة و الدين" سيسعفنا إذا كاتب المقال بالقول الفصل الذي لا يُعقب عليه و لا يُرد و يوضح لنا حدود الدين مع السياسة .
فيقول مثلا :" مفهوم الحرية ينبغي ألا يكون مستمد ( خبر كان في اللغة العربية يكون مفتوحا ) من أصل ديني لأن الصراع من أجل الحرية لا يبدو متطابقا و متفقا مع النسق الديني العادي بل يمكن لنظام سياسي قائما ( هكذا بالفتح ؟ لماذا ؟ المضاف إليه يكون في العربية مجرورا ) على الحرية أن يسمح بالحرية الدينية و المعتقد ."
هل الإسلام لا يسمح بالحرية و بإقامة الشعائر الدينية ؟؟ و بكل حرية ؟؟ ألا يوجد في تونس منذ قرون يهودا ؟ أليس لهم دور عبادة ؟ و المسيحيون من منعهم في تونس من أكل الخنزير أو شرب الخمر و العبادة في الكنائس ؟؟
ثم يقول " و تسعى ( الحرية ) إلى أن يكون المجتمع ُمُعَلمَنا و تسمح للأفراد بأن يكونوا مواطنين أحرارا و بأن يختاروا عقائدهم و يغيروها متى شاءوا دون وصاية أو محاسبة "
بلغة أوضح تريد العلمانية من الناس أن يكفروا متى شاءوا و كيفما شاءوا باتباعهم اليهودية أو المجوسية أو المسيحية أو أن يعبدوا الشيطان ..
و يقول أيضا " إن السياسة إذا وظفت الدين أفقدته روحانيته و سموّه و تعاليه و بُعده التربوي و الأخلاقي ؛ و الدين إذا فرض شريعته على السياسة قيدها و نزع عنها مرونتها و طابعها الإجرائي و الوظيفي "
لم يصف الكاتب الدين ( وهو يقصد الإسلام بلا شك ) بالقدسية لأنه لا يؤمن بشيء مقدس . ثم يلمز السياسة و يصفها بأنها لا تتماشى مع الدين فهي " عفنة و قذرة و وسخة " لذا من الأفضل أن يبعد الدين عنها . ما شاء الله و الحمد لله ؛ إذا السياسة وسط عفن قذر و وسخ ؟ و ما دامت السياسة ميدان لا يلجه إلا كل من هو قذر فالأفضل أن يُبعد الدين عنها و لا يتدخل هذا في ذاك ؟؟ ما شاء الله و لم لا نقوم بتنظيف السياسة – بالدين – من عفنها و قذارتها ؟؟
ما هذه السفسطة ؟؟ أتدرون ما معنى السفسطة ؟ هي البراعة في تعليم الناس قلب الحقائق بالجدل الكاذب .
ثم أُرفق المقال بصورة من إحدى المسيرات تظهر فيها لافتة كتب عليها : العلمانية = مارس دينك بكل حرية .
عن أي علمانية يتحدثون ؟ و أي حرية يقصدون ؟ أليست فرنسا زعيمة العلمانية ؟ أليست فرنسا اللائكية هي رمز للحرية ؟ و لكن باسم العلمانية يمنعون لباس الحجاب الإسلامي ، و باسم العلمانية يمنعون نظام الإرث الإسلامي ..و باسم العلمانية يمنعون تعدد الزوجات ثم يبيحون تعدد الخليلات و العلاقات الجنسية بين الشباب بلا قيد و لا شرط ؟
أيها المسلمون اعلموا أن ظهور و بروز الكفر و الإلحاد ضروري كي يتضح الإيمان و الخير ؛ فالأيمان في الضمير يقين اعتقادي و لكنه في الواقع قوة اندفاع لتحقيق اليقين عمليا حتى ينشأ شعور لدى صاحب الحق أنه على حق و شعور كذلك بأن الذي يقابله و يعاديه هو على باطل .
و لنتحدث الآن عن العلمانية أو اللائكية و معناها : لكن لتعلموا أن في هذه التسمية : خطأ و تلبيس .
أما الخطأ فهو في جذور الكلمة الأوربية secularism أو laïcité إذ لا علاقة لها بالعلم و معناها: اللادينية .
فلم نعلم أن من منظري هذا المذهب علماء في الفيزياء أو الفلك أو الرياضيات أو الطب ... فإلى أي علم ينتسبون ؟
و أما التلبيس فهو حجب الحقيقة عن المعنى الصحيح وهذا المعنى هو : الفصل بين الدين و الدولة بل الفصل بين الدين و الحياة ، و نزع القداسة عن المقررات الدينية و التعامل معها كمواريث بشرية بحتة و إبقاءه حبيسا في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه و بين ربه ، و إن سُمح له بالتعبير ففي الشعائر التعبدية و المراسم المتعلقة بالزواج و الوفاة .
إن اللائكية و الإسلام نقيضان لا يلتقيان أبدا , أتدرون لماذا ؟:° لأن الإسلام يقتضي الانقياد و الإذعان لما جاء من عند الله { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) } ( الأنعام )
° أما اللائكية فتقتضي التمرد على الوحي و الكفر بمرجعيته في علاقة الدين بالحياة ،
إن إلهنا - نحن المسلمين - و الذي نؤمن به قال لنا { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } ( الأعراف) فما دام هو الذي خلقنا فهو الذي يأمرنا و لا أحد غيره . كما أنه قال { وَأَنُ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) } (المائدة ) و قال {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) } ( المائدة ) كما قال {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) } ( الجاثية) فالحكم بشريعة الله من مستلزمات الإيمان .
أما أنتم أيها اللائكيون و العلمانيون فمن هو إلهكم ؟ هل قال لكم احكموا باللائكية ؟ ما هو دور الإله عندكم ؟ هل يخلق الخلق ثم يهمله ؟ هكذا بدون توجيه و لا حساب و لا عقاب ؟
لقد قال لنا إلهنا في قرآنه الذي نتلوه ليلا و نهارا { (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } ( الممتحنة) فإبراهيم عليه السلام أسوتنا بأمر من الله تعالى ، لذلك نكفر بكل ما آمن به غير المسلمين و نتبرأ منهم و مما يعبدون من دون الله حتى يعود العلمانيون إلى الإيمان .
يظن أغلب العلمانيين أن العلمانية ليست ضد الإسلام بدليل أنها تدافع عن حرية الاعتقاد و العبادة ، و هذا ليس بصحيح ؛ فالإسلام نظام عقائدي و سياسي و اجتماعي و اقتصادي وهو دين و دولة و بالتالي ففصله عن الدولة هو رفض له .
و الشعار العلماني " الدين لله و الوطن للجميع " معناه ابعدوا الإسلام عن التأثير في البشر و احبسوه في المساجد و قولوا لله : نحن لسنا بحاجة إلى هداية و لا أنبياء و لا قرآن .
فإذا كان العلماني يعتقد أن الإسلام دين سماوي صحيح و مع هذا يرفضه فهو كافر . و إذا كان يظن أن لا تعارض بين الإسلام و بين العلمانية فهو جاهل .
تريد العلمانية من الإسلام أن يقنع بركن أو زاوية له في بعض جوانب الحياة لا يتعداها .و هذا تفضل منها عليه : فعلى الإسلام أن يقنع بالحصة الدينية يوم الجمعة في التلفزيون و بالصفحة الدينية يوم الجمعة في الصحف و بحصة التربية الدينية النصف شهرية في برامج التعليم و بالمسجد كمؤسسة اجتماعية و بوزارة الشؤون الدينية في أجهزة الحكومة .
أيها العلمانيون أيها اللائكيون أيها الملاحدة : الإسلام يرفض أن يكون مجرد ضيف على العلمانية .. الإسلام ليس ضيفا على اللائكية ... الإسلام هو صاحب الدار!!! الدار دار الإسلام .عجبا من هؤلاء ..إنهم لا تنقصهم الوقاحة ...!!
لماذا نرفض اللائكية و نكفر بها ؟؟؟للأسباب الست التالية :
1 – اللائكية شرك في التوحيد :إنها تنازع الرب في جانب الهداية و الأمر الشرعي : فالذي تفرد بخلق هذا الكون تفرد كذلك بحق هدايته ، فالخلق و الأمر من خصائص الربوبية { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } ( الأعراف) فلا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله و لا دين إلا ما شرعه الله .
روى أحمد و الترمذي ( 3020 )عن عَدِي بن حاتم أنه سمع النبي يقرأ{ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } ( التوبة ) فقلت إنا لسنا نعبدهم ، قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت : بلى ، قال : فتلك عبادتهم .
و الأمثلة على ذلك كثيرة : أليسوا يجوزون الزنا بدعوى رضاء الطرفين ؟ أليسوا يتعاملون بالربا بدعوى ضرورة التقدم الاقتصادي ...
2 – اللائكية ثورة على النبوة :لأن حقيقة الإيمان بنبوة محمد تقتضي التصديق و الانقياد . و من لم يحصل في قلبه التصديق و الانقياد فهو كافر بالله العظيم ؛ ألم يقل الله { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) } ( النساء )
استمعوا إلى قول الجصاص في كتابه " أحكام القرآن " في هذه الآية دلالة على أن من رذّ شيئا من أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله فهو خارج من الإسلام سواء رد من جهة الشك فيه أو من جهة ترك القبول و الامتناع من التسليم "
أين هذا ممن ترك التحاكم إلى شريعته ابتداء و اتهامها بالجمود و الرجعية ؟؟؟
لقد نُهي الصحابة عن أن يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي و جُعل هذا الفعل سببا لحبوط الأعمال و سبيلا قاصدا إلى الردة عن الإسلام .
ألم تقرؤوا قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) } ( الحجرات) .
يقول ابن القيم رحمه الله تعليقا على الآية : " فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سببا لحبوط أعمالهم ، فكيف بتقديم آراءهم و عقولهم و أذواقهم و سياساتهم و معارفهم على ما جاء به و رفْعِها عليه ؟ أليس هذا أولى أن يكون محبطا لأعمالهم ."
فكيف إذا كان الأمر إهدارا لشريعته ؟ و اجتراء على هديه ؟ و تطاولا على سنته ؟ و نبذا لما جاء به من شرائع الإسلام بالكلية ؟؟
3 – اللائكية نقض لعقد الإيمان :كما ذكرنا الإيمان تصديق و انقياد : لمّا جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قالوا نشهد أنك لرسول الله ، لم يكونوا مسلمين بذلك ، لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم فحسب ، أي أنهم يعلمون و يجزمون أنه رسول الله ؛ فقال: فَلِم لا تتبعوني ؟ قالوا: مخافة يهود . فلو كان مجرد التصديق إيمانا لكان إبليس و اليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين صادقين { الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) } ( البقرة) .
كذلك لما أعلن أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه و سلم أن دين محمد من خير أديان البرية و ظل طول عمره يدافع عن الرسول و لكنه امتنع عن اتباعه خشية الملامة و سبة العرب .
4 – العلمانية منازِعة في أصل دين الإسلام:فمن يقول : " دع ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " أو" لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين" فهو يتصور دينا آخر غير الإسلام ربما النصرانية أو البوذية ؛ لأن في الإسلام قيصر و ما لقيصر كله لله لأن لله ملك السموات و الأرض .
و لا يخلو حال هؤلاء من أمرين :
• إما أن ينكروا كل الأحكام الشرعية و يكذبوا بما جاء فيها من الآيات و الأحاديث و حكم هؤلاء معروف : هم كافرون .
• و إما أن يقروا بوجود هذه الأحكام و ينكروا صلاحيتها للتطبيق فهو مسلك الزنادقة إذ أن من يعيب هذه التشريعات فهو بالتالي يعيب المشرع نفسه . و قد استحق إبليس اللعنة و الخلود في النار لأنه ردّ على الله حكما واحدا من أحكامه ، فكيف بمن يرد على الله أحكامه كافة ؟ متهما إياها بعدم الصلاحية و يعدّ الدعوة إلى تطبيقها لونا من ألوان التأخر و الوحشية ؟؟؟
5 – العلمانية طاغوت يجب شرعا الكفر به :إن الكفر بالطواغيت من مقتضيات الإيمان بالله ألم يقل الله { (35) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ( النحل ) ؟ ألم يقل الله { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) } (البقرة ) لاحظوا كيف ربط الله بين الإيمان به و الكفر الطاغوت .
ثم تعالوا و استمعوا لقول الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) } ( النساء ) فهؤلاء القوم يزعمون الإيمان و رغم أمرهم بعدم التحاكم إلى الطواغيت و الكفر بهم لكنهم يصرون على ضلالهم الشيطاني .
6 – اللائكية حكم الجاهلية و عبودية للهوى :لقد جعل الله طريقين للحكم لا ثالث لهما : حكم الله أو حكم الجاهلية {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) } ( المائدة ) .
لتعلموا أن حكم الجاهلية لا يختص بزمان معين فكل من أبى التحاكم إلى ما أنزل الله فهو جاهلي حتى لو توارى خلف لافتات براقة من ادعاء التقدمية و التحضر ...
ألم تتدبروا قول الله تعالى { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) } ( القصص ) أو قوله { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) } ( الجاثية ) فشريعة الله يقابلها أهواء الذين لا يعلمون ، و لا توجد منطقة وسطى بينهما : و متى خرج العبد من شريعة الله فقد دخل في عبادة الهوى من دون الله .
أيها المؤمنون إن الهجومات تتوالى تباعا على الإسلام و على شريعته في وسائل الإعلام و يبقى الإسلام الوحيد الذي لا يجد من يتكلم باسمه أو يدافع عنه إذ لا بواكي له؛ فإلى الله المشتكى .
ألقيت يوم الجمعة 14ربيع الثاني_ 18 مارس2011
منقول عن موقع فضيلة الشيخ عبد الرحمان خليف