المقدّمة:
عاشت البلاد التونسيّة في ظل الدولة الحفصيّة أزمة شاملة منذ 1488 مما جعلها مجال تنافس وصراع بين القوى المتوسطيّة العظمى العثمانيّين والاسبان.
- فما هي مظاهر الأزمة التي عاشتها الدولة الحفصيّة ؟
- و ما هي مراحل الصراع العثماني الاسباني على تونس ؟
- و ما هي انعكاسات ذلك على البلاد التونسيّة؟
I- أزمة الدولة الحفصيّة:
1) مظاهر الأزمة الاقتصاديّة:
- شهد النشاط الفلاحي تراجعًا حيث قلّ النتاج وارتفعت الأسعار بسبب تدهور الأوضاع الأمنيّة ( الخوف من استيلاء الأعراب على إنتاجهم).
- تدهور الإنتاج الحرفي نتيجة أزمة القطاع الفلاحي وارتفاع الضرائب ومنافسة السلع الأوروبيّة.
- نتيجة تدهور القطاعين الفلاحي والحرفي تضرّر القطاع التجاري بالدولة الحفصيّة قد تزامن ذلك مع نتيجة تحوّل أهم الطرق التجاريّة من البحر المتوسّط إلى المحيط الأطلسي وتراجع التجارة الخارجيّة للحفصيّين.
أزمة اقتصاديّة خانقة انعكست سلبًا على الوضع الاجتماعيّة للبلاد.
2) مظاهر الأزمة الاجتماعيّة:
أدّت الأزمة الاقتصادية وتواتر الأوبئة على البلاد في:
- تفكّك المجتمع الحفصي إلى سكان مستقرين بالمدن والقرى من جهة والبدو الرحل من جهة ثانية وقد تميّزت العلاقة بينهما بالتوتر والنفور.
ب)- احتلال بلغراد والمجر:
- تمكّن سليمان القانوني من بسط النفوذ العثماني على بلغراد سنة 1521, أما المجر فقد ضمّها سنة 1541 بعد العديد من المحاولات الفاشلة.
3) التوسّع في بلاد المغرب:
تمكّن العثمانيّون من بسط نفوذهم على الجزائر وطرابلس وإفريقيّة بالاستعانة بالقراصنة خاصّة القرصان درغوث رايس والأخوين بربروس.
أ)- السيطرة على المغرب الأوسط (الجزائر):
تمّ ذلك سنة 1519 في عهد السلطان سليم الأوّل الذي قدّم المساعدة للقرصان خير الدين بربروس شرط العمل تحت الراية العثمانيّة.
ب)- السيطرة على طرابلس:
نجح القرصان درغوث رايس في طرد " فرسان مالطة " العاملين لحساب إسبانيا من طرابلس سنة 1551 التي تحوّلت إلى إيالة (ولاية) عثمانيّة.
ج)- السيطرة على إفريقيّة:
منذ 1534 وفي أواخر الحكم الحفصي تحوّلت إفريقيّة على مجال للصراع بين الإسبان والعثمانيين, وانتهى هذا الصراع بطرد الإسبان من إفريقيّة وتحوّل تونس إلى إيالة عثمانيّة إثر حملة سنان باشا.
تمكّن العثمانيّون من تكوين إمبراطوريّة متراميّة الأطراف تطلّبت إحكام تنظيمها وحمايتها.
II- التنظيم الإداري والعسكري:
1. التنظيم الإداري:
أ)- الإدارة المركزيّة:
تنتظم الإدارة المركزيّة في الدولة العثمانيّة في شكل هرمي على النحو التالي:
• السلطان: يتمتع بسلطة مطلقة ( ظلّ الله في الأرض) ويشرف بصفة شخصيّة على الإدارة وقيادة الجيش.
• الصدر الأعظم: وهو رئيس الوزراء والإدارة وقائد الجيش ونائب السلطان.
• الوزراء: وهم ثلاثة وزراء:
الكاهية باي: وهو وزير الداخليّة.
رئيس الكتاب: وهو الذي يقوم بحفظ القوانين والأوامر السلطانيّة.
الدفتردار: يتولى هذه الخطة اثنان وهما وزيرا الماليّة.
• الديوان: وهو المجلس السلطاني أو مجلس الوزراء يضمّ شخصيات إداريّة وسياسيّة وعسكريّة ودينيّة عليا, ينظر في القضايا الهامّة كالسلم والحرب و مقاضاة كبار موظّفي الدولة.
ب)- الإدارة الجهويّة:
- تم تقسيمك الإمبراطوريّة العثمانيّة إلى ولايات (35 ولاية في نهاية القرن 16) على رأس كلّ ولاية بيلرباي (والي) يعيّنه السلطان, وقسّمت كل ولاية على دوائر أو سناجق يديرها بيك.
2. التنظيم العسكري:
أ)- تركيبة الجيش العثماني:
عدد عناصرها في عهد سليمان القانوني اختصاصها الفرقة
60 ألف هم المشاة ويتكوّن من عناصر غير تركيّة الجيش الانكشاري الجيش النظامي
صنّاع السلاح, سوّاق عربات المدافع ورماة المدفعيّة المدفعيّة وصنّاع السلاح
بين 40 و 50 الف الخيالة والسباهيّة جيش الولايات
20 الف عند الحاجة جيش الاحتياط
300 سفينة البحريّة الأسطول
ب)- خصائصه:
يتميّز الجيش العثماني بعدّة خصائص جعلته أقوى جيش في العالم أنذاك وهي: تعدّد الفرق و تعدّد اختصاصاتها و كثرة عدد الجنود الذين يتميّزون بروح التضحية والشجاعة والانضباط والتدريب الجيد وحسن التجهيز.
الخاتمة:
مثّل عهد سليمان القانوني أوج قوّة الدولة العثمانيّة التي توسّعت على ثلاث قارّات و ضمّت غليها مناطق بعيدة مثل إفريقيّة التي حوّلتها إلى ولاية عثمانيّة.
فما هي ظروف توسّع العثمانيّين في إفريقيّة؟