الثورة الفرنسية تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي. وأدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الإجتماعي لـ جان جاك روسو، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها.
في السنوات الـ 75 التالية للثورة، حدثت في الحكومة الفرنسية عدة تقلبات بين الجمهورية والدكتاتورية والدستورية والإمبراطورية، إلا أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية.
لا شك أن السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية كان تسلط الكنيسة وتدخلها في حياة الناس ، بل ومحاربتها للعلوم التجريبية وربطها لها بالشعوذة ( ولا أدل عل ذلك من إعدام العالم الفلكي الكبير في ذلك الوقت جاليليو جاليلي من قبل الكنيسة التي وصفته بالسحر والهرطقة لمعارضته بعض معتقداتها مثل كروية الأرض وغيرها )، ولا ننسى أيضا دعمها Adams Bdayللنظام الإقطاعي الذي كان سائدا في ذلك الزمان وكان عامة الناس يعانون منه الأمرين ...
الأسباب العامة
كان المجتمع الفرنسي سنة 1789 مجتمعا فيودالي تسيطر عليه أقلية من النبلاء أصحاب الامتيازات الموروثة من القرون الوسطى على حساب أغلبية مكونة من التاجر و صاحب المصنع و الفلاح البسيط. فقد كان المجتمع الفرنسي مكونا من 3 هيئات:
هيئة النبلاء و هم مع قلتهم و امتناعهم عن العمل, أصحاب امتيازات ضخمة و متمكنون من أجود الأراضي يعيثون من ريعها.
رجال الاكليروس الذين ينقسمون إلى أقليات تنتمي إلى الطبقة النبيلة و تعيش من احتكارها لخيرات الكنيسة, و أغلبية من الكهنة الصغار المقيدون بالطاعة العمياء للأساقفة النبلاء كبرائهم.
في حين تضم الهيئة الثالثة باقي أفراد الشعب.
لم تعد الطبقة البرجوازية تستطيع صبرا أمام الجمود الذي لحق المجتمع و سيطرة النبلاء عليه. يضاف لذلك أن لويس السادس عشر ملك فرنسا أنداك كان ضعيف الشخصية عاجز عن تفهم تناقضات المجتمع الفرنسي, يحيط به في بلاطه بفرساي كل متملق متعطش لهباته, غارق في جو الحفلات المبذرة لأموال الدولة.
قبل الثورة
الأزمة الاقتصادية
الأسباب المباشرة
توالت بفرنسا مند 1786 مواسم فلاحية رديئة أثرت بشكل مباشر على الإنتاج الفلاحي فانتشرت المجاعة و اشتد الشقاء على الفلاحين لدرجة تحول عدد من سكان البوادي لقطاع طرق. و رغم الأزمة فلم يتأخر النبلاء في المطالبة بالواجبات الفيودالية مما سبب حنق الجماهير على أصحاب الامتيازات.
أثرت الأزمة الفلاحية على باقي القطاعات من صناعة و تجارة و ضرائب فأمام قلت مداخيل الخزينة الملكية اضطر الوزراء لفرض ضرائب جديدة على النبلاء. إلا أنها أثارت غصب هذه الفئة فقرروا العصيان و المطالبة بعقد المجالس العامة للأمة. ففي صيف 1788 أصبح النظام الملكي الفرنسي مهددا من قبل جميع الهيئات التي اتفقت على المطالبة بعقد المجالس العامة لدراسة الوضع مع الحكومة قصد اتخاذ التدابير لمعالجة الوضع. واضطر الملك لقبول الاقتراح و تم عقد المجالس يوم فاتح ماي 1789.