المقدمة : تعددت محاولات الإصلاح في البلاد التونسية في القرن التاسع عشر مع أحمد باي مؤسس المدرسة الحربية بباردو رافقتها إصلاحات اجتماعية وسياسية وإدارية هدفها الخروج بالبلاد من الأزمة . فكيف تتضح ميادين الاصلاح ؟
1)الإصلاحات العسكريّة و الإجتماعية :
عوامل عديد ة أثّرت على أحمد باي و جعلته يقوم بهذه الإصلاحات من أبرز هذه العوامل
*حرصه الشّديد على إصلاح الجيش و تعصيره و خاصّة و أنّ فرنسا احتلّت الجزائر سنة 1830 م و أصبح جيشها يشكّل خطرا على البلاد التّونسيّة .
*تأثره بما شاهده خلال زيارته لفرنسا من تقدّم معماري و خاصّة في تنظيم جيشهم فأراد أن ينسج على منوالهم و يكوّن جيشا تونسيّا على النّمط الفرنسي.
و لمّا كان تأسيس الجيش يتطلّب إطارات تونسيّنة تكون قادرة على قيادته أسّس أحمد باي مدرسة حربيّة تونسيّة بباردو سنة 1840 م و اعتمد في ذلك على المساعدة الفرنسيّة .كما عمل على توفير المعدّات اللازمة لتطوير الجيش فاهتم ببعث بعض المصانع مثل مصنع البارود بتونس و كوّن بحريّة حربيّة متطوّرة كما بنى المكتبة الأحمديّة و جهّزها بالكتب و شرع في بناء قصر المحمّديّة الذي لم يتمكّن من إتمامه بسبب ضعف موارد الدّولة .
و لعلّ من أبرز إصلاحات أحمد باي هو منع توريد العبيد و منع بيعهم في الأسواق التّونسيّة و بدلك ألغى الرّق نهائيّا سنة 1846 م.
الاصلاحات الاجتماعيّة تمثلت في إلغاء الرق : حيث أصدر أحمد باي قانونا سنة 1846 ينص على منع العبودية لنشر المساواة والعدل كما منع بيع الرقيق و ضمن الحرية لكل مولود في المملكة التونسية , كان متأثرا في إصلاحاته بمبادئ الثورة الفرنسية وتعد من أولى التجارب في العالم الاسلامي.
لقي هذا الاجراء استحسانا من الخارج خاصة من قبل الدول الاروبية رغم أنه لم يحقق تغييرا جذريا في المجتمع .