كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: الزمن والبناء الحضاري: الزمن في القرآن 2010-02-26, 22:30 | |
| الزمن والبناء الحضاري: الزمن في القرآن إعداد الوثيقة : الأستاذ لطفي التلاتلي فشكرا له
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه و سلم لرجل و هو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " رواه الحاكم - المستدرك على الصحيحين
الزمان هو من نعم الله التى ينبغي حسن استغلالها فالزمن قابل للقسمة و مجدد و ممتد و متراخى و في حركة مستمرة . لقد اختلف تعامل المجتمعات مع الزمن فالمجتمعات التقليدية و الريفية لا تبالى بالحصر الدقيق المنسق و المضبوط للزمان إذ تورخ المجتمعات التقليدية و الريفية لا تبالي بالحصر الدقيق المنسق و المضبوط للزمان إذ تؤرخ المجتمعات التقليدية أحداثها المهمة بطريقة عشوائية مثال : عام الفيل ، عام الطاعون، حرب الألمان، يؤثر الزمان على الإنسان وواقعه المعيش فعمر الإنسان و نشاطه محدد بفترة زمنية عليه استثمارها و إلا لن تتوفر له فرصة للتدارك و الرجوع إلى الوراء في الزمن.إن الدلالة الإنسانية للزمان تعنى شيئا أكثر من مجرد الأرقام " كما يقول - جون جرانت - فالزمن مجال للتخطيط الدقيق و ضبط الأهداف و تحديد المدة لإنجازها وتحقيقها و الإنسان مدعو للإعتبار بالتجارب الماضية و الحاضرة التي وقعت في فترات معينة من الزمن كما أن الزمان فصحة للتأمل و الآكتشاف والاستثمار و البناء والتعمير فضياء النهار دافع للحركة و طلب الرزق و تبادل المصالح و سكون الليل جعل لأخذ قسط من الراحة الازمة لضمان تجدد النشاط الإنساني. قد سمى العرب الليل و النهارالجديدين لأنهما كل يوم يتجددان، تداول الفصول ،اختلاف طول الليل و النهار حسب الفصول - الهلال يصبح بدرا . لقد طرح مفكروا الإسلام مجموعة من الإشكاليات و الأسئلة حول الزمن نذكر منها: الرازي : إلى أي مدى يمكن للعقل الحكم على الدهر بالوجود أو العدم الايجي : الزمن متجدد يقدر به متجدد فكل بحسب ما هو مقدر عنده يقدر غيره . كما ذهب الايجي أن تفاوت الزمان في الحركات إنما هو بحسب تفاوت المعاوق فالبديهة تشهد بأن الحركة مع المعاوقة و إن كانت قليلة تكون أبطأ و أكثر زمانا من الحركة التي لا معاوقة معها أصلا .ابن سينا : الزمان لا يتصور إلا مع الحركة كما ميز ابن سينا بين نوعين من القدم : القدم الذاتي الذي هو من صفات الخالق الذي لا أول له و القدم الزماني و هو الذي له أول بوجوده في زمان ماض غير متناه.قال تعالى :" يقلب الله الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار " النور11 فالعبرة التي يستخلصها أولو الأبصار من تقلب الليل و النهار أن دوام الحال من المحال مما يبعث روح الأمل في الإنسان للتغلب على العوائق و كشف المجهول . و العبرة الأخرى التي يستخلصها أولو الأبصار من تقلب اليل و النهار هي فكرة التغيير و التجدد المستمرين . امتداد الزمان فرصة للإنسان لإنجاز ما لم يستطع إنجازه في زمن سابق فعدم وعي الإنسان بالزمان يجعل هذا الأخير يتحكم فيه و عندما يعي الإنسان بالزمان يصبح قادرا على تجاوز حتمياته فلا أحد ينكر أهمية الزمن في حياة الكائنات الحية و غير الحية . عمر الإنسان قصير لذا عليه حسن استثمار الزمن للعمل البناء و الفعل الحضاري و هو الغاية من خلق الإنسان الزمن ينفي حياة الإنسان و المؤمن مطالب بإفناء الزمن بالعمل الصالح للفوز بالخلود الأبدي في الآخرة .من الناس من وعى بقيمة الزمن و الهدف من خلقه فأحسن العمل ففاز في الدنيا و الآخرة و من الناس من لم يع بقيمة الزمن و الغاية من وجوده فكان مآله الخسران المبين في الدنيا و الآخرة . فحسن التعامل مع الزمن هو مسؤولية دينية و دنيوية فالزمن لا يرحم و إن لم يقطعه الإنسان قطعه أي إن لم يغلب الإنسان على الزمن غلبه . ووقفت الإنسان إما أن يعمر بمصلحة أو مفسدة أو لا يعمر بشيء . و قد يكون الإنسان مغبونا في الفراغ بعدم استغلاله في أنشطة قد لا يسمح الوقت و الزمن و مشاغل الحياة بالقيام بها في فترة لاحقة و يكون الغبن بالحصرة و الندم على عدم القيام بتلك الأنشطة في زمن ذلك الفراغ المهدور الذي لا يمكن أن يعود . ليس هناك تناقض بين حق الإنسان في الراحة و اعتباره مغبونا في الفراغ فيمكن للإنسان أن يقضي أوقات فراغه و راحته في الترفيه عن نفسه و عن أفراد عائلته و ممارسة الرياضة و السياحة الثقافية و بذلك يقضى على الملل و الكآبة و كل الأمراض النفسية التي يسببها الفراغ .إن وقت الفراغ فرصة لمطالعة كتاب أو مجلة في حافلة أو قطار و هو فرصة للتعارف و تبادل الأفكار و هو أيضا فرصة لقراءة التاريخ عبر زيارة الآثار و المتاحف. حسن تصرف المسلم في الزمن يبرز حسن تمثله لخلافة الله تعالى في الأرض.فحسب الراغب الأصفهاني تتطلب القوة الشهوية من الإنسان استغلال الزمن لتحصيل المكاسب و المنافع أما القوة الغضبية تجعله في حاجة إلى الزمن للتدرب على ترويض النفس و حمايتها و القوى الفكرية تتطلب منه وقتا للمعرفة و تحصيل العلوم . تجدد الزمان و استمراره دافع للإنسان لمزيد التذكير والتعقل ليكون يومه أفضل من أمسه و غده أحسن من يومه فتجدد الزمن فرصة للتدارك والإصلاح و مزيد البذل و العطاء والتفاني لتحقيق الأهداف و استشراف مستقبل زاهر . التجدد سنة كونية مما يجعل المسلم يتصف بهذه القيمة للفعل الحضاري ولتغيير الواقع نحو الأفضل. يقول مالك " الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الأزل " فمن أوجه الشبه بين النهر والزمن التجدد المستمروعدم الثبات و التحول فالزمن يصير ثروة عند حسن استثماره و يصبح عدما عند إضاعتهو إهداره كلما نما الوعي بالزمن و قيمة العمل المثمر فيه كلما ازداد الإنسان و الإنسانية رقيا و تقدما و عدم الوعي بالزمن و الاستهتار به و سوء التصرف فيه يؤدي حتما إلى التفكك و الانحطاط و الإنهيار و الفناء و الشعوب التي تعرف اليوم الازدهار و التقدم مثل كوريا و البيان ، الصين و غيرها من بلدان شرقي آسيا كل هذه الدول عرفت بتقديسها و باحترامها للوقت و العمل مما جعلها دول فاعلة في الحضارة الإنسانية
منقول | |
|
كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: رد: الزمن والبناء الحضاري: الزمن في القرآن 2010-02-26, 23:03 | |
| الزمن والفعل الحضاري مداخلة الأستاذ: خالد بن عائشة الوضعيـة الأولـى
في أيام الحرب العالمية الثانية تخرجت طبيبا من جامعة برلين وحالت ظروف الحرب دون خروجي من ألمانيا فبقيت أعمل في إحدى مستشفياتها وفي إحدى الليالي لم تترك لنا الطائرات الأمريكية مجالا للنوم. وفي الصباح وصلت إلى المستشفى متأخرا عن الوقت بعشر دقائق. فما راعني إلا أن دعيت من طرف مدير المستشفى الذي بادرني بعد التحية بالسؤال عن سبب تأخري فقلت: تسألني عن السبب كأنك لم تنم معنا البارحة في برلين ولم تر ما قاسيناه من قصف طول الليل. قال بل كنت معكم ولهذا السبب أسألك لماذا تأخرت ولم يتأخر الآخرون؟ فقلت: هذا صحيح. فقال: ولكن ليس هذا هو المهم.- بل تصور أن في هذا المستشفى مائة طبيب وتأخر كل واحد منهم عشر دقائق فكم يكون المجموع. ثم ضرب نتيجة عملية الضرب في عدد المستشفيات الموجودة في ألمانيا وما تحتويه من أطباء تخلفوا كلهم على سبيل الفرض – عشرة دقائق- في نفس الوقت ومن أجل نفس السبب أو سبب يتصل به من ظروف الحرب. إن مجموع الوقت سيحسب بالأيام بل بالأسابيع وأخيرا كم مريضا وخاصة كم من جريح – في ظروف الحرب- يمكن أن يموت بسبب تخلف الأطباء.قال الصديق المتحدث: وهكذا وضعني المدير أمام أكداس من جثث الموتى كنت أنا المسؤول عن موتهم.. فرد أحد المازحين: لعن الله الكفار ما كل هذه العبادة للوقت فليأتوا عندنا نعطيهم منه ما شاؤوا.عبد الله شريط: معركة المفاهيم ص127-128
الوضعيـة الثانيـة عن معاوية بن خديج قال: بعثني عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الأسكندرية فقدمت المدينة في الظهيرة فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد فبينما أنا قاعد فيه إذ خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فقالت: من أنت؟ قلت: أنا معاوية بن خديج رسول عمرو بن العاص فانصرفت عني ثم أقبلت تشتد فقالت: قم فأجب أمير المؤمنين فتبعتها. فلما دخلت فإذا بعمر يتناول رداءه بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى فقال: ما عندك؟ قلت خير يا أمير المؤمنين فتح الله الأسكندرية. ثم قال: ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد؟ قال: قلت أمير المؤمنين قائل (نائم وقت الظهيرة)قال: بئسما ظننت لئن نمت النهار لأضيعن الرعية ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا معاوية؟ ابن حنبعل: الزهد 1/122 الوضعيـة الثالثة استقبل اليابانيون القانون الذي أقره البرلمان مؤخرا بخفض ساعات العمل إلى 46 ساعة أسبوعيا بتحفظ شديد فالاسترخاء والكسل من السلوكيات الاجتماعية الغريبة عن المجتمع الياباني حتى ان الحكومة تجد صعوبة في حث المواطنين على استخدام حقهم كاملا في اجازاتهم السنوية فالمواطن الياباني من حقه قانونا 15 يوما عطلة سنوية مدفوعة الأجر ولكنه لا يأخذ عادة سوى أسبوع واحد.ومن المعروف أن اليابانيين يحتلون المركز الأول بالنسبة لعدد ساعات العمل في العالم مجلة الهداية عدد 2 السنة 14 - ص 27فهم الوضعيات
لمزيد التوسع يمكن الاعتماد على الرابط التالي : اضغط هنا | |
|