كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: الإنسان بين الشهادة و الغيب 2010-02-26, 23:31 | |
| الإنسان بين الشهادة و الغيب
تعريف الغيب: لغة: كل ما لا تدركه الحواس. اصطلاحا: كل ما استأثر الله بعلمه أن يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضى من رسول. الغيب هو عبارة عن العلم الذي حجبه الله سبحانه وتعالى ، وستره عن حواسنا. لا يمكن أن نشاهده بالحواس ، وليس من شانه أن يشاهد بالحواس. الغيب كل ما غاب عنك فلم تشهده بأي وسيلة من وسائل المشاهدة. و المشاهدة هنا ذات معنى عام و لا يقصد بها الرؤية البصرية و إنما كل ما تكون شاهداً عليه إبصاراً أو سماعاً أو رصداً أو قياساً أو إخباراً من شاهد.
عالم الشهادة: لغة: عالم الشهادة: أي عالم الاكوان الظاهرة و المحسوسات الطبيعية يقال شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف. وقولهم: اشهدْ بكذا، أي احْلِف. والمشاهدة: المعاينة. وشَهِدَهُ شُهوداً، أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ. وقومٌ شُهودٌ، أي حُضورٌ، وشُهَّدٌ أيضاً. وشَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهِدٌ، والجمع شَهْدٌ. وجمع الشَهْد شُهودٌ وأشهاد. والشهيدُ: الشاهِدُ، والجمع الشُهَداءُ. وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه. واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ. والشَهيدُ: القتيل في سبيل الله. وقد استُشْهِدَ فُلانٌ. والاسم الشهادة. عالم الشهادة الذي ندركه بأبصارنا وبكل الحواس التي وهبنا الله إياها ، والذي يشكل الزمن فيه بالنسبة لنا عنصرا أساسيا ، أي الحاضر والماضي والمستقبل ( عالم الطبيعة) مفهوم الغيب في الإسلام : الغيب في الإسلام هو: كل ما غاب عن حس الإنسان سواء بقى سرا مكتوما يعجز الإنسان عن إدراكه بحيث لا يعلمه إلا اللطيف الخبير ، أو كان مما يعلمه الإنسان بالخبر اليقين عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد يعلم الإنسان بعض الغيب بتحليله الفكري أو نحو ذلك من الوسائل.(وذلك في بعض ما يمكن الوصول إليه بالوسائل المساعدة على توسيع مدى الحواس مثل المناظير وغيرها من الأجهزة وهذا مما يدخل في الغيب النسبي كما سنرى قال تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:73) (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:94) (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (الرعد:9) (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (المؤمنون:92) (ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (السجدة:6) (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (الزمر:46) (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر:22) (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (التغابن:18) أهمية الإيمان بالغيب : إن الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة للإنسان عن غيره من الكائنات. ذلك أن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده المؤهل للإيمان به بخلاف الحيوان. لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها. فقد جاءت الشرائع بكثير من الأمور الغيبية التي لا سبيل للإنسان إلى العلم بها إلا بطريق الوحي الثابت في الكتاب والسنة كالحديث عن الله تعالى وصفاته وأفعاله وعن السماوات السبع وما فيهن وعن الملائكة والنبيين والجنة والنار والشياطين والجن وغير ذلك من الحقائق الإيمانية الغيبية التي لا سبيل لإدراكها والعلم بها إلا بالخبر الصادق عن الله ورسوله. أقسام الغيب: 1.الغيب المطلق : وهو الذي ليس للإنسان سبيل إلى العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه وهو نوعان. النوع الأول: ما أعلم الله تعالى الناس به أو ببعضه عن طريق الوحي إلى الرسل الذين يبلغونه إلى الناس ومن أمثله ذلك الشياطين والجن وما جاء من أخبارهم نحو قوله تعالى : (( قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرانا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا )) النوع الثاني: ما أستأثر الله تعالى بعلمه فلم يطلع عليه أحد من خلقه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب وذلك هو المقصود بقوله تعالى : (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )) ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمى الله تعالى به نفسه. قال تعالى : ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)) وقال صلى الله عليه وسلم في بعض دعائه : (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) 2. الغيب المقيد النسبي : وهو ما كان غائبا عن البعض مثل الحوادث التاريخية. فإنها غيب بالنسبة لمن لم يعلم بها ، لذلك قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر قصة آل عمران : (( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون )) 3. الغيب المقيد غير النسبي : وهو كل ما غاب عن الحس بسبب بعد الزمان ( المستقبل ) أو المكان أو غير ذلك حتى ينكشف ذلك الحجاب الزماني أو المكاني كما في قوله تعالى : (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في هذا العذاب المهين )) وذلك في موت سيدنا سليمان عليه السلام. ومن الأمثلة على الأمور الغيبية : 1. الروح : قال الله تعالى : (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) 2. علامات الساعة الصغرى والكبرى : التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل : ( و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) وهذه من الأمور الغيبية التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم ووقعت. ومن العلامات الكبرى حديث المسيح الدجال وأنه سوف يخرج في آخر االزمان. وحديث الدابة وأنها ستخرج في أخر الزمان. < أركان الإيمان : وهذه الأركان هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها البناء الإيماني، وكلها تتعلق بأمور يعتقدها المؤمن اعتقادا جازما بناء على ما ورده من خبر صادق بخصوصها. كما أن هذه الأركان متفق عليها بين جميع الأديان المنزلة من عند الله تعالى، حيث دعى كل رسول قومه للإيمان بها كما قال الله تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) ولا يصح إيمان المسلم إلا باعتقاده الجازم لجميع هذه الأركان اعتقادا صحيحا بعيدا عن الشك. وهذه الأركان هي : الإيمان بالله ،والإيمان بالملائكة ،والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقضاء والقدر. وهي جميعها متعلقة بالغيب حيث إن اعتقادها مبني على ما بلغنا من نصوص الوحي بخصوصها.
فتح نوافذ الغيب على عالم الشهادة الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه الكريم على ضرورة الإيمان بالغيب : ﴿ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ﴾ (البقرة ، آية 3). كما أن الصلاة واجبة ، الإيمان بالغيب واجب . لا يمكن للإنسان أن يدخل دائرة الأيمان ما لم يؤمن بالغيب . مع أن الله عز وجل يوجب على الإنسان أن يؤمن بالغيب. فلا شك أن الإيمان بالغيب له ارتباط بمبدأ الإنسان ، وغاية الإنسان ، وحياة الإنسان ، وإلا لم يوجبه الله سبحانه وتعالى على الناس. التأكيد على الإيمان بالغيب ناشئ من أن مستقبل الإنسان يرتبط بإيمانه بالغيب. . فعالم الشهادة يحيط به عالم الغيب من كل جانب ، فقبل الخلق نجد الغيب وبعده نجد الغيب ، فالماضي السرمدي للإنسان انطلق من الغيب ، ومستقبله ألا متناهي يسير نحو الغيب ، وبهذا الشكل فعالم الغيب وعالم الشهادة مترابطان ومتداخلان بطريقة معينة ، تجعل من علم الإنسان مهما ارتقى أكثر نسبية وأقل إحاطة بالحقيقة التي بدورها تنحوا منحى الغيب ، ومن البديهي أن نجد الجزء الكبير من رحلة الإنسان في عالم الشهادة هو تطلع نحو الغيب
منقول عن منتدى تفكير | |
|
كمال بوهلال عضو متميز جدا
المهنة : أستاذ تاريخ الاشتراك : 30/03/2009 المساهمات : 2176
| موضوع: رد: الإنسان بين الشهادة و الغيب 2011-01-02, 03:18 | |
| يمكن تحميل الدرس بكامله من خلال الرابط التالي :
اضغط هنا
عدل سابقا من قبل كمال بوهلال في 2011-01-02, 18:07 عدل 1 مرات | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الإنسان بين الشهادة و الغيب 2011-01-02, 17:50 | |
| |
|