القدس بضمتين وبإسكان الثاني هو الطهر،والأرض المقدسة:المطهرة.وتقدس الله:تنزه وهو القدوس.
وإنما نسب الأحاديث إلى القدس لإضافة معناها إلى الله وحده،على ما في التعريفات للحديث القدسي-فإن ما أخبر الله بن نبيه صلى الله عليه وسلم بالإلهام أو المنام،فأخبر عليه الصلاة والسلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه- فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا،أي من عند الله تعالى.
وقال علي القاري:الحديث القدسي ما يرويه صدر الرواة ومصدر الثقات عليه الصلاة والسلام عن الله تبارك وتعالى تارة بواسطة جبريل وتارة بالوحي أو الإلهام أو المنام،مفوضا إليه التعبير بأي عبارة شاء من أنواع الكلام. وهي تغاير القرآن الكريم بأن نزوله لا يكون إلا بواسطة الروح الأمين،ويكون مقيدا باللفظ المنزل من اللوح المحفوظ على وجه اليقين،ثم يكون نقله متواترا قطعيا في كل طبقة وفي كل عصر وحين.
ويستثنى منها أمور:*عدم صحة الصلاة بقراءة الأحاديث القدسية
*عدم حرمة لمسها وقراءتها للجنب والنفساء والحائض
*عدم تعلق الإعجاز بها
*عدم كفر جاحدها.
ويظهر الفرق بين القرآن والأحاديث القدسية،أن القرآن معجز ومنزل بواسطة جبريل وهذا غير معجز وبدون واسطة.فالقرآن هو اللفظ المنزل به جبريل على النبي،والقدسي هو إخبار الله معناه بالإلهام أو المنام،فأخبر النبي أمته بعبارة نفسه.
والحديث إما نبوي وإما إلهي،ويسمى حديثا قدسيا أيضا.فالحديث القدسي هو الذي يرويه النبي عن ربه عز وجل، والنبوي ما لا يكون كذلك.
ويمكن حصر الفرق بين القرآن والحديث القدسي في ستة أوجه:
- الأول:أن القرآن معجز،والحديث القدسي غير معجز
- الثاني:أن الصلاة لا تكون إلا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي
- الثالث:أن جاحد القرآن يكفر،بخلاف جاحد الحديث القدسي فلا يكفر
- الرابع:أن القرآن لا بد فيه من كون جبريل عليه السلام واسطة بين النبي وبين الله تعالى،بخلاف الحديث القدسي.
- الخامس:أن القرآن يجب أن يكون لفظه من الله تعالى،بخلاف الحديث القدسي،فيجوز أن يكون اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم.
- السادس:أن القرآن لا يمس إلا بالطهارة،والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث