بنية القصيدة الجاهلية تبدأ القصيدة الجاهلية بالمقدمة الطللية وفيها وقوف على الأطلال ووصف للآثار الباقية بعد خلو الديار من أهلها،
وينتقل الشاعر إلى وصف الرحلة وعناء السفر ومعالم الطريق ووحوش الصحراء وحيوانها وغيرها.
ثم ينتقل إلى الغزل أو النسيب فذكر المحبوبة والتغني بحسنها وجمالها وقد يذكر بعضا من المواقف
والمغامرات مع المحبوبة كما فعل امرؤ القيس في المعلقة.
وينتقل بعد هذه المقدمات الطويلة إلى الغرض الأساس في القصيدة
وقد يكون المديح أو الهجاء أو الفخر والحماسة وانتصار لشرف القبيلة وما إلى ذلك.
يقول ابن قتيبة في مقدمة كتابه " الشعر الشعراء ":
سمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فبكى واشتكى
وخاطب الربع، واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سبباً لذكر أهلها الظاعنين، إذ كان نازلة العمد في الحلول والظعن،
على خلاف ما عليه نازلة المدر؛ لانتقالهم من ماء إلى ماء وانتجاعهم الكلأ، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان.
ثم وصل ذلك بالنسيب، فشكا شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق، ليميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه،
وليستدعي إصغاء الأسماع، لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب؛ لما جعل الله في تركيب العباد
من محبة الغزِل وإلف النساء، فإذا استوثق من الإصغاء إليه، عقب بإيجاب الحقوق،
فرحل في شعره وشكا النَّصَب والسهر، وسُرى الليل وحرّ الهجير وإنضاء الراحلة والبعير.
فإذا علم أنه أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمام التأميل، بدأ في المديح، فبعثه على المكافأة وهزه على السماح".
منقول