المعرفة للجميع
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت من أعضاء المنتدى
او التسجيل ان لم تكن الأعضاء وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
المعرفة للجميع
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت من أعضاء المنتدى
او التسجيل ان لم تكن الأعضاء وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
المعرفة للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة للجميع

منتدى للحوار الفكري والمعرفي المتصل بالتربية والتعليم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أسماء الله احفظها

{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف
القرآن
يمكن حفظ القرآن الكريم
وفق قواعد التلاوة وبكل يسر
من خلال الضغط
على الرابط التالي:


القرآن الكريم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» برنامج مادة التربية الإسلامية الثامنة أساسي
مع التوحيدي Icon_minitime2020-09-24, 16:05 من طرف slim kilani

» فروض في مادة التربية الإسلامية( التاسعة أساسي)
مع التوحيدي Icon_minitime2019-03-29, 22:59 من طرف مهدي

» الدار العربية للتنمية الادارية فعاليات الماجستيرات شهر مارس وابريل ومايو2018م والممنوح من جامعة ميزوري – الولايات المتحدة الأمريكية عنوان المؤتمر من الى للتسجيل المؤتمر العربى الخامس تكنولوجيا ادارة البلديات – المدن الذكية – smartcities 8 ابريل 11
مع التوحيدي Icon_minitime2018-02-18, 09:40 من طرف مروة الدار

» تدعوكم الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع مركز التقانة للتدريب والتنمية البشرية – جمهورية السودان للحضور والمشاركة في الملتقى العربي الرابع تخطيط المالية العامة } النظم المستجدة والمعاصرة { مقر الانعقاد: شرم الشيخ – جمهورية مصر العربية
مع التوحيدي Icon_minitime2018-02-14, 10:49 من طرف مروة الدار

» المؤتمر العربى الخامس التكنولوجيا إدارة البلديات
مع التوحيدي Icon_minitime2018-01-15, 11:05 من طرف مروة الدار

» دعوه للمشاركه في: ماجستير إدارة المستشفيات المهني المصغر (( اسطنبول – القاهرة )) 11 الى 22 فبراير 2018م
مع التوحيدي Icon_minitime2018-01-11, 07:32 من طرف مروة الدار

» الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية وحدة البرامج التدريبية وورش العمل البرنامج التدريبي الموازنة الفعالة والرقابة على التكاليف القاهرة – جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 25 فبراير الى 1 مارس 2018 م يهدف
مع التوحيدي Icon_minitime2018-01-02, 13:46 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية إعداد القيادات الإدارية خلال الفترة من 18 الى 27 فبراير 2018م مكان الانعقاد:القاهرة – جمهوريى مصر العربية
مع التوحيدي Icon_minitime2017-12-28, 08:20 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية وضع وتنفيذ إستراتيجيات إدارة المواهب إدارة المواهب الإستراتيجية وتعزيز الأداء وتعظيم الإمكانيات ) ) خلال الفترة من 18 الى 22 فبراير 2018م مكان الانعقاد :القاهرة – جمهورية مصر العربية
مع التوحيدي Icon_minitime2017-12-27, 13:33 من طرف مروة الدار

» المؤتمر العربى السادس (التطوير الاداري في المؤسسات الحكومية ) فرص التحول البناء الاحد الموافق 24 ديسمبر الى الخميس الموافق 28 ديسمبر 2017 م القاهرة – جمهورية مصر العربية
مع التوحيدي Icon_minitime2017-11-04, 08:52 من طرف مروة الدار

» Arab House for administrative development In cooperation with International union for organizational human development Launches Sixth Arabian conference (governmental organizations administrative development) Effective transformation opportunities Locatio
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-29, 11:53 من طرف مروة الدار

» الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية تــعـــقــــــــــــد الــمــؤتــــــمر العـــربى الســادس ( لتطوير الإداري فـي المؤسـسات الحكومية ) فرص التحول للبناء مقر الأنعقاد : القاهرة – جمهورية مصر العربية مدة الانع
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-17, 09:11 من طرف مروة الدار

» البرنامج التدريبى :التخطيط المالى وإعداد الموازنات التخطيطية ودورها فى الرقابة وتقييم الأداء القاهرة– أسطنبول
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-14, 12:25 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية الأساليب الحديثة فى تكنولوجيا المعلومات ودورها فى دعم المؤسسات مقر الإنعقاد: ماليزيا موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 24 الى 28 نوفمبر 2017 م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-11, 14:15 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية الحكومة الإلكترونية (الأهمية والأهداف – التطبيقات والأداء ) مقر الإنعقاد: ماليزيا موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 24 الى 28 نوفمبر 2017 م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-10, 12:35 من طرف مروة الدار

» تطبيقات إدارة الجودة الشاملة وتطوير الأداء باستخدام 6 سيجما القاهرة – اسطنبول خلال الفترة من 3 الى 7 ديسمبر 2017م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-09, 12:52 من طرف مروة الدار

» الدورة التدريبية المهارات الإعلامية لمسئولى العلاقات العامة مقر الإنعقاد: القاهرة – أسطنبول موعد الإنعقاد: خلال الفترة من 3 الى 7 ديسمبر 2017 م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-04, 13:02 من طرف مروة الدار

» دبلوم مدير تنفيذي معتمد القاهرة – جمهورية مصر العربية خلال الفترة من 12 الى 16 نوفمبر 2017م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-10-04, 13:01 من طرف مروة الدار

»  الدار العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع الإتحاد الدولى لمؤسسات التنمية البشرية تعقد المؤتمر العربى السادس (التطوير الاداري في المؤسسات الحكومية ) فرص التحول البناء مقر الأنعقاد : القاهرة – جمهورية مصر العربية مدة
مع التوحيدي Icon_minitime2017-09-30, 10:57 من طرف مروة الدار

» البرنامج الفني الهندسة العكسية وتطبيقاتها الصناعية مكان الإنعقاد : دبى – أسطنبول خلال الفترة من 1الى 10 نوفمبر 2017م
مع التوحيدي Icon_minitime2017-09-28, 13:59 من طرف مروة الدار

مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
كمال بوهلال - 2176
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
geographe - 1186
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
نادية - 645
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
yassine - 643
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
محمد - 465
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
مروة الدار - 238
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
محمّد الغريب - 110
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
bahita - 30
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
مهندس/سلامة - 19
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
salim0913 - 15
مع التوحيدي Vote_rcapمع التوحيدي Voting_barمع التوحيدي Vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

 

 مع التوحيدي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-05, 21:58

بسملة2

هذه مجموعة من الدراسات المتعلقة بالتوحيدي

شكرا لأصحابها

الدراسة الأولى : المنزع العقلي عند التوحيدي

1 ( أسلوب التوحيدي و لغته :

أ-أسلوب التوحيدي: تجلّى احتفاء التوحيدي بالعقل في مستوى الأسلوب من خلال القرائن التالية :

****كثافة حضورالاستفهام و الأسئلة و المسامرات مثال (ما الحلم ؟ ما الحسد ؟ ما الشجاعة ؟ ماالرّغبة ....) و هو أسلوب ساهم في تأسيس ليالي الإمتاع و المؤانسة . يقول زكرياإبراهيم :" التوحيدي فيلسوف التساؤل , لأنّ لديه روحا تساؤلية تعشق الجدل و لا تكاد تكفّ عن إثارة السؤال تلو السؤال "
****حرص التوحيدي على التوسّع و الأطناب و التّنقيب و الاستقصاء و الشّرح المستفيض و التّفصيل للفكرة أوالمسالة الواحدة (حديث أبي حيّان عن النفس في الجزء الأوّل (
****التدقيق في بعض المسائل لنزع الشبهة و ضمان الدّقة : مثال لما سألها لوزير ابن سعدان عن الفرق بين تفعال ( التاء مكسورة ) و تفعال ( التاء مفتوحة ( فقال له التوحيدي " المصادر كلها على تفعال بفتح التّاء و انّما تجيء تفعال ( التاء مكسورة في الأسماء (
****تواتر أسلوب التعليل : فكثيرا ما يقدم التوحيدي الفكرة ثمّ يفصّل النظر فيها تفصيلاتعليليا.
مثال لما سألهالوزير " ما الفرق بين الإرادة و الحياة " قال أبو حيّان :" كلّ مراد مختار و ليس كلّ مختار مراد
****استعمال مفاهيم علمية و مصطلحات فلسفية و عبارات تجريدية .مثال : الرّوح- الحقيقة –الهيولي -الصّورة..
****أسلوب التّوليدالسّقراطي و ذلك من خلال الانتقال من البسيط البديهي إلى المعقّد المركّب و من خلالالانطلاق من معنى رئيسي ثمّ الشرح التفصيلي ,تسلسل الأفكار , توالدالأفكار...
**** تقريب المعنى بضرب الأمثال .

ب (لغة التوحيدي :

ترتبط لغةالتوحيدي ارتباطا وثيقا بشخصيته المتميّزة . فكما تميزت شخصية هذا المفكر شاع في أسلوبه الازدواج . فكتاب الإمتاع و المؤانسة تمرّد على أسلوبه الازدواجو التناقض. فكتاب الإمتاع و المؤانسة تمرّد على أسلوب السّجع و حافظ على توازن الجملة . يقول " الإنسان ذو قوّة متقاصرة و موانع معترضة ,و إنّه مع هذه الأحوال منتبه بالحسّ عالم بالعقل, عاشق للشاهد , ذاهل عن الغائب ...".
و قد استطاع التّوحيدي أن يتحرّر من تعسّف أساليب الفلاسفة و وضع أسلوبا متوازنا لم يجعل اللّفظ القصير فتسحر به عن المعنى العريض, فإنّ اللّفظ للعامة و المعنىللخاصة"
و هذا لا يعنيأنّه يستهين بدلالة الألفاظ بل إنه يحذّر في الاغترار باللّفظ الذي سيطر على لغةأدباء عصره و العصور القريبة منه.
لقد تحرّرالتوحيدي من قيد السّجع (المقامات-الرّسائل...) و عوّضه بالتوازن بين الفقرات و هوما أسماه النقاد القدامى بالسّجع المعطّل حيث يقسّم الفقرات إلى جمل قصيرة أشبه ماتكون بالأساليب الشعرية الحديثة يراعي في ذلك التنغيم اللّفظي . و هذا ما جعل لغته جسرا بين الشعر و النثر . و يقول " أحسن الكلام ما رقّ لفظه و لطف معناه و قامت صورته بين نظم كأنه نثر و نثر كأنّه نظم ".

ج (أنماط الكاتبة عند التوحيدي :

1 الحجاجي : تنوّعت المسارات الحجاجيّة التياعتمدها التّوحيدي في الإمتاع و المؤانسة و يمكن ذكر المسارات الحجاجيةالتالية:
أ -المسارالحجاجي البرهاني : و هو ضرب من الحجاج يقوم على البرهنة وفق انساق متعددة وهما النسق الاستنباطي( الانطلاق من العام إلى الخاص ) و النسق الاستقرائي (الانطلاقمن الخاص إلى العام(.
****مثال للحجاجالبرهاني الاستنباطي: انطلاق التوحيدي من فكرة الخلق الإلاهي عامّة ثم تدرّج إلىالتميّز الإلاهي للإنسان بالعقل لينتهي إلى المقارنة بين الإنسان و الحيوان . فيرىأنّ الإنسان مفضّل على الحيوان بالعقل لأنه يختار أفعاله بينما الحيوان ملهم غريزي .
****مثال للحجاجالبرهاني الاستقرائي: انطلاق التوحيدي من ظاهرة الاختلاف بين المذاهب ليتدرّج منهاإلى مظاهر أخرى في الاختلاف (الاختلاف في تفضيل الأمم و الرّجال و المال ...) ليخلصإلى قاعدة عامة جوهرها أنّ الاختلاف ظاهرة ملازمة للإنسان و لا يمكن بأي حال منالأحوال أن تزول .
ب - المسارالحجاجي القائم على العرض: و هو ضرب في الحجاج يقوم على عرض أطروحة ما فتحليلهاو التوسّع فيها. و من أمثلة ذلك :
****أطروحة شروطصلاح الدنيا ( نصّ متى تطيب الدنيا) : عرض التوحيدي الأطروحة ديوجانس التي تقرّبانّ صلاح الدنيا لا يتحقق الاّ بالتلازم بين الفلسفة و السلطة , ثمّ توسّع بالاستدلال عليها من عرض مجموعة من الحجج تدعم أطروحة ديوجانس و تؤكد حاجة السائسإلى الاستنارة بآراء العقلاء.
ج - المسارالحجاجي الحواري : و هو ضرب من الحجاج يقوم على عرض الرّأي و نقيضه و يتجلّىهذا النوع من الحجاج في المناظرات و المساجلات من ذلك:
****المناظرة بينكتابة البلاغة و الإنشاء من جهة و بين كتابة الحساب من جهة أخرى ( نصّ البلاغةوالحساب ) فهذه المناظرة أطرافها صاحب البلاغة ( التوحيدي) و صاحب الحساب (ابن عبيدالكاتب ) و هي مناظرة انتهت بالإنتصار للبلاغة و تفضيل الكتابة على الحساب .
**** المناظرة بين النثر و الشعر : هذه المناظرة أطرافها راو مناصرللنثر و التوحيدي ضمنيا و راو مناصر للشعر من جهة أخرى و التي انتهت بتفضيلالنثر.
****المناظرة بينالنّحو و المنطق و التي جرت بين مناصر النّحو أبي سعيد السّيرافي و مناصر المنطقمتّى بن يونس و التي انتهت إلى تفضيل النحو على المنطق في إشارة إلى أفضلية الثقافةالعربية على الثقافة اليونانية.
إن تنوّع مضامينالحجاج و مساراته من شأنه أن يولّد منطقيا تعدد الحجج و من أهمهانذكر:
--الحجّةالدينية
--الحجّةالواقعية
--الحجّةالتاريخية
--الحجّةالقولية
-- حجّةالمشابهة
-- حجّة الشاهدالقولي
-- حجّةالمنطق
و أمثلة هذهالحجج تزخر بها نصوص الإمتاع و المؤانسة.( أنظر النصوص المشروحة في حصص شرح النص( .
ملاحظة : أنواع الحجج على قدر كبير من التنوّع والتعدّد.
ب - الأسلوب التعليمي
لقد خضعت مسامرات الإمتاع والمؤانسة إلى جدلية الوزير السائل و التوحيدي المجيب . و هي جدلية تذكرنا ببنيةالحكاية المثالية في كتاب "كليلة و دمنة " أين نجد الملك دبلشيم يسأل و بيدياالفيلسوف يجيب و هذا ما أضفى على بعض المسامرات الطابع التعليمي و من العلاماتالدّالة على ذلك:
- توظيفالحكايات و الأمثلة لاستخلاص العبرة منها.
- تفرّدالتوحيدي بالإجابة مما يجعل كلامه مستفيضا طويلا ( عكس الحوار السّجالي ) و في ذلكإشارة إلى أن التوحيدي هو صاحب رسالة عليه أن يؤديها ( الإصلاح – الإرشاد (
-أسلوب التضمينو أسلوب متواتر في نصوص الإمتاع و ذلك لإيصال موقف و رأي التوحيدي مع تجنب المواجهةو الصّدام مع ابن سعدان .
- توظيف الحججالمتنوّعة لحمل الطرف الآخر على التراجع عن موقفه.
- تحوّل موقفابن سعدان و حالته من الجهل إلى العلم و ذلك في نهاية أغلب المسامرات .
يقول :" فقال (أي الوزير " :(ما كان عنديهذا كلّه".
-تواتر الأساليبالإنشائية ( الأمر-النهي-الاستفهام –التعجّب...) التي تضفي على النصّ طابعاتعليميا( النصح – التحذير-التوجيه (
"أماتعلم أن الرعية وديعة الله عند السلطان".
ج - الأسلوب السّردي : لقد جاءتالكثير من المسامرات شكلا من أشكال الكتابة النثرية المقصودة القائمة على الأسلوبالسردي . فقد هيّأ التوحيدي شروط النوع السردي فلم تكن المسامرات بعيدة الصلة عنتقاليد السرد القصصي في التراث السابق عليه. ذلك أنّ التوحيدي بدا متجاوبا مع (ألفليلة و ليلة ) و مع (كليلة ودمنة ) من زاوية وجود الحكاية الإطار التي يتولد منداخلها حكايات اقتضت بدورها تقسيم الليالي و ترتيبها. و قد تبين لنا كيف كانت عمليةاسترجاع التوحيدي لما دار بينه و بين ابن سعدان قائمة على السرد حتى أصبح هذا السردبدوره إطارا خارجيا للمحاورة أو بعبارة أخرى تولدت المحاورات في داخل السرد ثمّتولّدت المحاورة بعد ذلك من داخل المحاورة .
لقد تجاوبالتوحيدي مع تقاليد القصّ السّابقة من خلال توظيفه لبنية الخبر و ما يتأسس عليه منسند و متن على شاكلة أخبار الجاحظ و التي تتوفّر فيها مقومات السّرد من أطر وشخصيات و أحداث و تداخل في أنماط الكتابة (خبر ابن يوسف و خبر المعتضد مع ابنسليمان( وننبه إلى أسلوب السرد لا يخرج عن النزعة العقلية التي توخاها التوحيدي فيكتابة الإمتاع والمؤانسة فهذه الأخبار والحكايات هي بمثابة حجج واقعية تاريخيةلأطروحات ضمنية . مثال : خبر ابن يوسف يمكن أن يكون هذا الخبر حجة تدعم أطروحةضمنيةهي فساد العلاقة بين الحاكم والحاشية في بلاط السلطة.

د -الأسلوب الوصفي التسجيلي : يمكن اعتبار مسامرات الإمتاع و المؤانسة وصفا تسجيليا لأحوال مجتمع القرن الرابعللهجرة . يقول أحد النقاد :" و أيّا ما كان ,فالكتاب يلقي نورا كثيرا على العراق في النّصف الثاني من القرن الرّابع أعني في العصر البويهي".
فرسم الكتابلأحوال المجتمع جعل من صاحبه منخرطا في الواقع تصويرا و رسما . فالمؤانسة في كتابالإمتاع و المؤانسة ليست مؤانسة ممتعة فقط و إنما هي مؤانسة جادة . يقول زكرياإبراهيم :" تحدّدت شخصية أبي حيّان التوحيدي بثورته على أخلاق المجتمع الذي كان يعيش فيه و نقده لسائر الناس الذين كان يحيا معهم , و تمرّده على العصر الذي كان ينتسب إليه".
على أننا لا يجبأن نعتبر العديد من المسامرات وثائق تاريخية ( قصّة الفتنة ) بل هي عمل أديببالأساس لذلك يجب تخليص هذه المسامرات و كتاب الإمتاع و المؤانسة من وهم التاريخ والتعامل مع ما جاء فيها بإسقاط البعد التاريخي لأنّ التّوحيدي أديب و ليس مؤرخا و إنكانت مادة أدبه متصلة بالتاريخ و ذلك لعدة أسباب :
-موسوعية ثقافةالتوحيدي الملّمة بالكثير من المسائل و منها التاريخية.
-التوحيدي لايسعى إلى تأريخ الأحداث بقدر ما يسعى إلى النقد السياسي و الاجتماعي بطريقة أدبية, و الذي يؤكد هذا المنحى الأدبي عدّة قرائن :
**** خلو الكتاب من الأرقام و النسب و الموضوعيّة
****عدم البحثالعميق في الأسباب و النتائج.
****مزج السردالتاريخي بالوصف الانطباعي و الحوار مما يخرج الحديث عن طابعه التاريخي و يضفي عليهطابع المباشرة.


2 - مسائل متعلقةبالتوحيدي و فكره و أدبه :
-1 مركزية العقل في الإمتاع و المؤانسة :

احتل العقل فيمسامرات الإمتاع منزلة محورية باعتباره قطب الرّحى الذي تدور حوله جميع القضايا والمعارف . و هذا ما انتهى ببعض النقاد إلى اعتبار التوحيدي " أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء".
و هذه المنزلةالمحورية انتهت بأبي حيّان إلى عقلنة الأدب شكلا و مضمونا و هذا من شأنه أن يؤكدعلى:
أ‌- جدّية كتاب الإمتاع والمؤانسة : فقد تناولت مسامراتالكتاب قضايا جادّة و بروح نقدية تساؤلية توّاقّة إلى التغيير و إلى تخليص المعارفمن الوثوقيّة . و هذه الجدّية تؤكد غربة التوحيدي , فهو الجّاد في عصر الهزل و هوالعاقل في زمن أشباه العقلاء و هو المفكّر الحرّ في عالم التمهذب و هو اللاّمنتميفي زمن الفرق و الملل .
ب‌ - تحرير الأ ديب من أدب التّسلية والتكدّي إلى أدب السؤال و المساءلة و من أدب الصّنعة و البديع إلى أدب صياغة علامةالاستفهام .
يقول أحمد محمّدالحوفي:" كان أبو حيّان مكتبة جامعة لأكثر هذه الثقافة , خبير بالنّحو و اللّغة و الدب و الكلام و التصوّف و الفقه و الفلسفة....".
و كتاب الإمتاعيخاطب العقل قبل القلب و يحفّز إلى التفكير لا إلى الاستفادة السّلبية أو السهلة . و يقول أحد النقاد عن الإمتاع و المؤانسة " هو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة في فنون العلم , فانّه خاض في كلّ بحر و غاص في كل لجّة ."

خاتـمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

لميكن التوحيدي عالما بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى شامل كما أنّه لم يكن فيلسوفالأننا لا نستنتج من أثاره فلسفة أو مذهبا بل هو أديب و نحوي وفقيه و متكلّم أكثرمنه فيلسوف . فالتوحيدي إذن موسوعيّ يمثل أرقى ما وصلت إليه ثقافة الأديب في عصره , فقد شارك بأنواعها دون أن يتوغّل في أحداها فكانت له مزيّة التعبير عن عصر ازدهرفيه الفكر و نضجت فيه العقلية العربية و ارتقى الفنّ الكتابي .
و التوحيدي اطمأنّ إلى مرجعه الأكبر اطمئنانا كاملا و آمن به إيمانا تامّا. و هو العقل , فهوأداة سبر الأغوار و كشف المجهول و ميزان الحكم و معيار الحقيقة . و من ثمّ لم يكن مستغربا أن يصفه أي العقل بقوله" أن العقل هو الملك المفزوع اليه و الحكم المرجوعإليه , لديه من كلّ حال عارضة و أمر واقع عند حيرة الطّالب ......به ترتبط النّعمة وتستدفع النقمة و يستدام الوارد و يتألّف الشارد و يعرف الماضي و يقاس الآتي , شريعته الصدق و أمره المعروف و خاصّيته الاختيار و وزيره العلم و ظهيره الحلم و كنزهالرّفق و جنده الخيرات و حليته الإيمان و زينته التقوى و ثمرته اليقين"

منقول

مع التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-06, 00:33

الدراسة 02 المنزع العقلي كتاب الإمتاع و المؤانسة :


المنزع العقلي كتاب الإمتاع و المؤانسة :

إن الحديث عنالمنزع العقلي في كتاب الإمتاع و المؤانسة يستوجب إعادة النظر في موضوعات الكتاب وفيما دار بين أبي حيّان و الوزير من مسامرات و أحاديث و تساؤلات وتعليقات.
غير أننا نحتاجإلى تحديد مفهوم العقل لدى أبي حيّان خاصّة و أنّ الرجل قريب في أدبه من الفلسفة لاسيما و انه " أديب الفلاسفة و فيلسوف الأدباء " .
و لئن اتّجهالتّوحيدي في كتابه وجهة أدبية فنية فإنّ الكتاب لا يخلو من عمق التفكير الدال علىامتلاك صاحبه قدرة عقلية فائقة جعلته يحوّل متعة السّمر إلى مواقف فكرية و إفرازاتعقلية ثابتة و دقيقة و لربّما احتاج دارس هذا الموضوع إلى مراجعة مؤلفات أخرى لأبيحيّان مثل : " الهوامل و الشوامل" و "البصائر و الذخائر " , يظفر بفهم متكامل لمدلولالعقل لدى أبي حيّان .
إن دراسة مؤلفاتالتوحيدي تبين أن العقل في أدبه نوعان:
1 - عقل مفكّر فيمشاغل الخاصة الفكرية و الفلسفية و اللغوية و الأدبية و المساهمة في تدارس القضاياالثقافية العامة المطروحة في الأوساط الفكرية في عصره.
2- عقل ناقد متفحصلحياة الناس بمختلف وجوهها السياسية و الاجتماعية و العقائدية...و هو عقل يحللالموجود و يشير إلى مواضع الخلل مقترحا أوجه إصلاحه.
بهذا يكون العقلفي الإمتاع و المؤانسة ضربان : عقل مفكّر و منظّر وعقل ناقد مصلح .
i-منزلة العقلعند التوحيدي:

يعتبر التوحيديأن للعقل منزلة متميزة متفرّدة و ذلك من خلال القرائنالتالية:

1-العقل بما هوهبة إلهية : يرى التوحيدي أن العقل هبة ربانية و قوّة تميّز الإنسان عن سائرالمخلوقات. يقول:" وهب الإنسان الفطرة, و أعين بالفكرة و رفد بالعقل..."و يقول أيضا "العقل قوة إلهية و هو خليفة الله "
2- العقل بما هوأساس التفاضل بين الناس : اعتبر التوحيدي أن الناس لا يتفاضلون بالمال أو الجاه أوبالانتماء العرقي و إنما بالعقل لا غير. يقول :"فهو الذي يتفاضل به المتفاضلون والمدار عليه ".
3- العقل بما هوأساس الغنى الحقيقي : يقرر التوحيدي أن الغنى الحقيقي هو الغنى العقلي و أن الفقرالحقيقي هو الفقر من العقل و العلم . يقول :" من حرمه فهو أنقص من كلفقير".
4-العقل لما هومصدر الحقيقة : التوحيدي أن الحكمة و العلم و الحقيقة مصدرها العقل لا غير . يقول:" العقل ينبوع العلم" و يقول :" صواب بديهة الفكرة من سلامة العقل " و يقول :" من قلّنصيبه من العقل كثر نصيبه من الحمق ".
5- العقل بما هوأفضل من المال : يؤكد التوحيدي أن العلم أفضل من المال و أن جوهر التفضيل للعلم علىالمال أرجعه إلى أفضليّة النفس العاقلة على النفس الشّهويّة يقول :" حظّ الإنسان منالمال إنما هو من قبيل النّفس الشّهويّة....و حظّه من العلم إنما هو من قبيل النفسالعاقلة".
و ينتهيالتوحيدي إلى اعتبار أنّ ضياع المال يورث مالكه الضياع و الحسرة بينما صاحب العلملا خشية عليه حيث يقول :" لا ترى عالما سرق علمه و ترك فقيرا.. و قد رأيت جماعةسرقت أموالهم و نهبت و بقي أصحابها محتاجين لا حيلة لهم ".


ii مظاهر انعكاس العقل في الإمتاع والمؤانسة :

1 مظاهر المنزع العقلي في القضاياالسياسية و الاجتماعية و الثقافية و الدينية :
في القضاياالسياسية : تصوير التوحيدي لفساد الحكم و الحاشية و لرداءة الوزراء إضافة إلى رسم ملامحالعلاقة بين الرّاعي و الرعية ...
ب‌- مثال في فسادالرّاعي : يقولالتوحيدي ّ انهمكوا في القصف و العزف و أعرضوا عن المصالح الدّينية و الخيراتالسياسية "
ت‌ - مثال في فسادالحاشية :يقول :" ومنابع الفساد و منابت التّخليط كلّها من الحاشية التي لا تعرف نظام الدّولة و لااستقامة المملكة ".
ث‌ - مثال في رداءةالوزراء : يقولمتحدثا عن الوزير ابن عبّاد :" لا يرجع إلى الرقة و الرأفة و الرحمة , و النّاسكلّهم محجمون عنه لجرأته و سلاطته و اقتداره و بسطته , شديد العقاب طفيف الثّواب ".
ج‌- دعوته الساسة إلى الاستنارة بآراءالعقلاء و مراقبة الحاشية و الاقتصاد في الشهوات و النّزوات و النّظر في أمورالرّعية و رفع مظالم الحاشية عنها . يقول التوحيدي موجّها الكلام إلى ابن سعدان :" و آخر ما أقول أيها الوزير : مر بالصدقات فإنها مجلبة السّلامات و الكرامات و مدفعةللمكاره و الآفات , و اهجر الشّراب و أدم النظر في المصحف و افزع إلى الله فيالاستخارة و الثقات بالاستشارة ".
ح‌ - دعوة السّاسة إلى اصطفاء حاشية نصوحةقادرة على توجيههم نحو الحلول السّليمة . يقول مخاطبا ابن سعدان :" لا تبخل علىنفسك برأي غيرك ....فان الرّأي كالدّرة التي ربّما وجدت في الطّريق والمزبلة"
خ‌ - دعوة السّاسة إلى النّظر في شؤونالرّعية و تخفيف المحن و الشقاء و الفقر عنها لانّ تعمق الفاقة يولّد الثورة والتمرّد.
د‌ - دعوة السّاسة إلى مراقبة الحاشيةلانّ التوحيدي يراها أصل الفساد و البلاء و المحن لأنّهم "قوم همّهم أن يأكلوارغيفا و يشربوا قدحا, لا هم ممّن يقتبس من علمهم و لا هم يتكلّفون له نصحا "
القضايا الاجتماعية : إنّ متابعة أبي حيّانللظّاهرة الاجتماعية ليست مجرد وصف أو نقل لما يدور في الأوساط الاجتماعية أو تصويرلحياة الناس كما شاهدها و عايش أوضاعها , و إنما هي متابعة واعية تحاول فهم الظّاهرةفي مختلف مكوّناتها تحديدا لعواملها و انعكاساتها على العامّة و الخاصّة ,إنّه فهممتبصّر لا يكتفي بالمعاينة بل يسعى إلى تتبع المعطيات تتبعا عميقا , و بهذا تسنّىلأبي حيّان أن يكون شاهدا واعيا معاينا مدركا لأسرار ما شاهدته حضرته و بذلك كانتأجوبته على أسئلة الوزير دقيقة وعميقة.
و يتسم وصفالتوحيدي لمجتمعه بإتباع منهجية مقنعة تدّل على أنه تمكن من رصد جميع المعطيات التييحتاجها تحليله.
لذلك كان حديثهشافيا رسم من خلاله الحالة الاجتماعية , فقد تعّرض التوحيدي إلى ما تعانيه العّامةمن فقر و خصاصة بالإضافة إلى ظاهرة التفاوت الطبقي المجحف التي أحدثت خللا فيالعلاقات الاجتماعية ممّا ولّد تناحرا بين الأجناس ( ظاهرة الشعوبية ).
و هذه الأوضاع أدّت إلى عدّة ثورات و انتفاضات احتجاجا على سياسةالرّاعي و ما نتج عنها من رداءة في الواقع الاجتماعي.
يقول متحدّثا عنظاهرة الفقر" إنها تشكو غلاء القوت و عوز الطعام و تعذّر الكسب و غلبة الفقرو تهتك صاحب العيال..." .
و يعلّق علىرداءة التجّارقائل ا:" أما أصحابالأسواق فإنّا لا نعدم من أحد منهم خلقادقيقا و دينا رقيقا و حرصا مسرفا و دناءة معلومة ...قد تعاطوا المنكر حتى عرف وتناكروا المعروف حتى نسي ."
و يشير إلىمسألة رداءة العلاقات الاجتماعيةقائلا :" أرى واحدا في فتل حبل و آخر فيحفر بئر و آخر في نصب فخّ و آخر في دسّ حيلة و آخر في تقبيح حسن و آخر في شحذ حديدو آخر في تمزيق عرض و آخر في اختلاق كذب ..." و هذا ما كان سببا فيانهيار صرحالمجتمع . و يقول " سفكت الدّماء و استبيح الحريم و شنّت الغارات و خرّبتالدّيارات و فشا الكذب و المحال و أصبح طالب الحق حيران و محبّ السلامة مقصودا بكلّلسان.."
رسم الأوضاعالثقافية:
لم تكن الحياة الثقافية بمعزل عن تناقضاتالمجتمع و محاور الصّراع و أمراض السّلطة . و إذا كان للمجالس الثقافية و الفكريةالتي أقامها الوزراء و الأعيان فائدة في تنشيط الحركة الثقافية إلاّ أنّ المثقف فيمثل هذه المجالس يكو ن مسلوبا من حرّية الرّأي و التّفكير المغاير لأهداف صاحب المجلس .
و يعترف التّوحيدي بمصادرة الفكر و تبعية الأديب في عصر كان القلم فيهأداة للتكسّب و البيع في سوق الكساد . و يقول :" إنّ العاجلة محبوبة و الرّفاهيةمرغوبة و المكانة عند الوزراء مطلوبة و الدنيا خضرة حلوة , و من التهب طعمه ظهرعجزه و العزلة محمودة إلا أنها محتاجة إلى الكفاية".
و قد حدّدالتوحيدي طبقات المثقفين و حصرها في العلماء و الأدباء و المتكلمين و القضاة والصّوفية . و قد ندّد بالفلاسفة الذين احتكروا المعرفة و استخدموها للمكاسب الماديةو يورد رأي ابن يعيش اليهودي الذي يشكو من الفلاسفة قائلا:" بأنهم صدّوا عن الطريقو طرحوا الشّوك فيه , و اتخذوا من نشر الحكمة فخّا للمثالية "
إلاّ أنّ ذلك لم يثن التوحيدي عن الإشارة إلى الحركة الثقافية التيازدهرت في عصره و التي تجسّدها مجالس المناظرات و المحاورات بين المذاهب إضافة إلىالمشاغل الفكرية و الفلسفية والكلامية و البلاغية و الفقهية والنحوية.

- مثال فيالمشاغل الأدبية: ( المقارنة بين النثر و النّظم – الموازنة البحتري و أبي تمام) يقول ابن سعدان " حدّثني في اعتقادك في أبي تمّام و البحتري " (
-المشاغل الفكرية (قضية الجبر و الاختيار / الحق و الباطل / النفس والجسد.. (
-المجالس والمناظرات ( المناظرة بين ابن يونس القناني و أبي سعيد السيرافي (
رسمالواقع الديني و العقادي:
سأل ابن سعدان أباحيّان عن سبب اختلاف المذاهب و تباينها بقوله :" من أين دخلت الآفة على أصحابالمذاهب حتى افترقوا هذا الافتراق و تباينوا هذا التباين , و خرجوا إلى التكفير والتّفسيق و إباحة الدّم و المال .." فكان الجواب " إنّ المذاهب فروع الأديان , والأديان أصول المذاهب , فإذا ساغ الاختلاف في الأديان –و هي الأصول – فلم لا يسوغ فيالمذاهب و هي الفروع "
بهذا التفسيرالمنطقي يرّد التو حيدي على تساؤل ابن سعدان و يجيبه جوابا ربط فيه الأسباببمسبّباتها على طريقة الجاحظ في أساليبه المنطقية.
لقد كشفالتوحيدي عن كثرة المذاهب و الصّراع بين الفرق و التناحر بينها مما كان سببا فيتراجع الدّين و انقلاب القيم و الإفلاس الأخلاقي...
يقول متعرّضالمسألة انقلاب القيم " صار المنكر معروفا و المعروف منكرا" و يقول بارت البضائع وغارت البدائع و كسد سوق العلم و خمد ذكر الكرم و صار الناس عبيد الدّرهم بعدالدّرهم"
و يقول متحدّثاعن كثرة المذاهب و الفرق :" صار الناس أحزابا في النّحل و الأديان, فهذا نصيري وهذا أشجعي و هذا جارودي و هذا قطعي و هذا جبّائي و هذا أشعري و هذا خارجي و هذاشعيبي.... و من لا يحصي عددها إلاّ الله..."
و هذا التنوّعفي المذاهب ولّد صراعا و نستحضر هنا قول ابن سعدان آنفا من أين دخلت الآفة على أصحابالمذاهب ....و إباحة الدّم و المال "
هكذا نرى أنّاحتفال التوحيدي بالحقل في المستوى المضمون تجلى من خلال و وظائف العقلالتالية:
العقل الناقد : اضطلاع العقل في الإمتاع و المؤانسة بنقدالأوضاع السّائدة اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا و عقائديا . فانتهى إلى أن الزّمانالذي يعيش فيه " زمان تدمع له العين " و العقل الناقد تحقق من دون تعصّب أو مذهبيةو إنما بجرأة و موضوعية و حرية . لذلك يقول ماجد يوسف :" كان التوحيدي مفكّرا حرّالم ينتم لمذهب و لم ينضو في جماعة و لم يتحزّب لرأي".
العقل المصلح : سعى التوحيدي إلى تقديم حلول إصلاحية من شأنها أن تنقل الموجودالمتدهور إلى عالم أجمل و الزّمان الذي تدمع له العين إلى مدينة فاضلة و ذلك منخلال :
دعوته السّاسةإلى الاستنارة بآراء العقلاء و مراقبة الحاشية و الاقتصاد في الشهوات و النّظر فيأمور الرعية و رفع مظالم الحاشية عنها ...يقول التوحيدي مخاطبا ابن سعدانّ : " و آخرما أقول أيّها الوزير : مرّ بالصدقات فإنها مجلبة السلامات و الكرامات و مدفعةللمكاره و الآقات و اهجر الشراب و أدم النظر في المصحف و افزع إلى الله فيالاستخارة والى الثقات بالاستشارة.
العقل المفكّر :
اضطلع العقل فيالإمتاع و المؤانسة بالتفكير في قضايا حارقة و معارف صعبة و أسئلة ماهوية في مجالاتمتعدّدة فقد فكّر عقل التوحيدي في علم التنجيم وعلم السّحر و الكهانة و علم السّماعوالغناء و علم الطّب و الحيوان و النبات و الإنسان و علم الأخبار و النجوم و السّحبو علم تعبير الرؤيا و الأحلام و علم اللّغة و البلاغة و المنطق و الفلسفة و علمالكلام...
العقل المصحّح : كثيرا ما يتوسّل التوحيدي العقل من أجل ممارسة الرّوح النقدية لبعض الرؤى أوالأفكار أو الأطروحات أو التصوّرات لينتهي إلى دحضها و تصحيحها بعيدا في كل ذلك عنمنطق التعصّب أو الوثوقيّة و ملتزما الى أبعد الحدود بالرّوح الموضوعية من ذلك : اعتراضه على بعض آراء أستاذه أبي سليمان المنطقي أو دحضه لتصّورات بعض المتكلّمينالذين قال عنهم " إن الطّريقة التي قد لزموها و سلكوها لا تقضي بهم إلاّ إلى الشك والارتياب"
العقل الحجاجي : توسّل أبو حيان بالعقل في ممارسة الحجاج وخاصّة في مجال :
- المناظرات مثلالمناظرة بين النثر و الشّعر....
-المفاضلات : مثلالمفاضلة بين العرب و العجم أو بين شعر أبي تمام والبحتري .
و العقل الحجاجي في الإمتاع و المؤانسة اقتضى من التوحيدي أن ينوّعالمسارات الحجاجية ( حواري –برهاني –العرضي ) مثلما أملى عليه تنويع الحجج (واقعية –منطقية –تاريخية (....

العقل المؤرّخ أو التسجيلي:
توسّل التوحيديالعقل ليؤرخ لبعض ملامح العصر أو ليسجّل بعض الأحداث أو المظاهر و قد تميّزالتوحيدي في هذا المجال :
-الالتزامبصرامة التاريخ و ذلك بذكر الأسماء و الأعلام و التّواريخ و نقل الأخبار الصحيحة بعدمعاينة
يقول معلقا عن ثورة الرّوم : » ذلك أن الرّم تهايجت على المسلمين فصارت إلى نصيبين بجامع عظيم زائد على ما عهد على مرّ السنين و كان هذا آخر سنة 362 هجري فخاف الناس بالموصل و ما حولها .
-الحرص علىالموضوعية و الأمانة العلمية و من مظاهر ذلك تحليل أحاديثه بشواهد من النّقل أوالواقع أو التّجربة , تحقيق النصوص و توثيقها و نسبتها إلى أصحابها , و إذا اختصرالكلام الذي سمعه نبّه على اختصاره , و إذا حكى معنى و عبّر عنه بأسلوبه صرّح بذلك . من ذلك قوله : فقال كلاما كثيرا أنا أحكيه على وجهة من وجهة المعنى و إن انحرفت عن أعيان لفظه و أسباب نظمه , و اجتهد أن ألتزم متن المراد و سمت المقصود ".

منقول


عدل سابقا من قبل كمال بوهلال في 2010-11-10, 01:20 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-10, 01:14

النّزعة العقليّة في الإمتاع و المؤانسة

تقديم كتاب الإمتاع والمؤانسة:

ذكر أحمد أمين فيمقدمة تحقيقه لكتاب "الإمتاع و المؤانسة " قصة طريفة حول تأليف هذا الكتاب , يقول :" ذلك أن أبا الوفاء المهندس كان صديقا لأبي حيّان و للوزير أبي عبدا لله العارض (ابن سعدان ) فقرّب أبو الوفاء أبا حيّان من الوزير و مدحه عنده حتى جعل الوزير ابنسعدان أبو حيّان من سمّاره. فسمره سبعا و ثلاثين ليلة كان يحادثه فيها, و يطرحالوزير عليه أسئلة في مسائل مختلفة فيجيب عنها أبو حيّان .
ثم طلب أبو الوفاء من أبي حيّان أن يقصّ عليه كل ما دار بينه و بينالوزير من حديث و ذكّره بنعمته عليه بوصله بالوزير , مع أنّه ( أي أبا حيّان ) ليسأهلا لمصاحبة الوزراء لقبح هيئته و سوء عاداته و قلّة مرانته و حقارة لبساه .
و هدّده إن هو لم يفعل يغض عنه ويستوحش منهويوقع به عقوبته و ينزل الأذى به. فأجاب أبو حيّان طلب أبي الوفاء و نزل على حكمه وفضّل أن يدوّن ذلك في كتاب يشتمل على كلّ ما دار بينه و بين الوزير....." .

وصف الكتاب :

قسّم أبو حيّانكتابه إلى ليال, فكان يدّون في كلّ ليلة ما دار بينه و بين الوزير على طريقة: " قاللي / سألني / قلت له / أجبته...".
و كان الوزير هوالذي يقترح موضوع المسامرة و ربّما أثارت إجابة أبي حيّان تساؤلات أخرى لدى الوزيرفيطرحها مباشرة أو يسال أبي حيّان أن يراجع فيها أساتذته. و أحيانا كان الوزير يطلبمن التوحيدي أن يستكمل حديث السّمر برسالته يدّونها في نفس الغرض لمزيد الفائدة والتوّسع. و إذا انتهى المجلس في آخر الليل طلب الوزير من أبي حيّان أن يختم حديثهبطرفة أو نادرة أو يبت رقيق و يسمّي هذه الخاتمة "ملحمة الوداع ".
يتكوّن الكتاب من ثلاثة أجزاء, و لا تخضع موضوعات الحديث فيها لترتيبواضح المعالم أو تبويب و إنما تخضع لخواطر العقل و شجون الحديث. و تتنوّع هذهالموضوعات تنوّعا شاملا يصّور مختلف وجوه الثقافة العربية الإسلامية حينئذ و يعبّرعن اهتمامات الناس و مشاغلهم الفكرية, و يمكن أن نحدّد أهم المواضيع المقترحة والمطروحة في الكتاب بالعناصر التالية:
× نقد المعاصرين من الفلاسفة والمفكرينو الأدباء المتكلّمين.
× البحث في طبائع الحيوان .
× بين الفلسفة و اللغة .
× بين الفلسفة والشريعة.
× مختارات من جوامع الكلام و الأحاديثالفصيحة .
× المفاضلة بين الشعر والنثر.
× المفاضلة بين الحساب والبلاغة.
× الحديث عن المغنين و المغنيات ببغدادو أحوال الناس في الطرب.
× أمر المطعمين والطّامعين.
× أسئلة فلسفية عن النفس و المعاد وحدود الأخلاق.
× أحداثتاريخية.
×أحوال المتكلّمين في أقوالهم وشكوكهم.
× الحديث عن خصائصالأمم.
×المفاضلة بين العرب والأعاجم.
× التفرقة بين العقل والحسّ.
× الحديث عن الجبر و القدر .
لعلّ هذا الثراء و هذا الثراء انعكاس لطبيعة الثقافة الشمولية التيوسمت مؤلفات ذلك العصر وهي الثقافة التي حدّدها الجاحظ بقوله "الأخذ بكل شيء بطرف " لهذا يكون الإمتاع و المؤانسة صورة جلية لما ينبغي أن يكون عليه المصنفات النثريةفي عصر التوحيدي و قد أكد النقاد و الدّارسون القدامى على هذه النزعة الشمولية التيميّزت الكتاب و اعتبروها شهادة على سعة علم صاحبه و اتساع دائرة معارفه .
و قد وصف التوحيدي كتابه في بداية جزئه الأوّل (ج ) مخاطبا أباالوفاء المهندس قائلا:"...و إن كان فيه أيضا غير ذلك ممّا يضحك السّن , و يفكّهالنفس و يدعو إلى الرّشاد , و يدلّ على النّصح , و يؤكد الحرمة و يعقد الذّمام , وينشر الحكمة , و يشرّف الهمّة و يلقح العقل, و يزيد في الفهم و الأدب ,و يفتح باباليمن و البركة ,و ينفّق بضاعة أهل العلم في السوق الكاسدة , و يوقظ العيونالنّاعسة........و يكون سببا قويّا على حسن الحال و طيب العيش ."
و إذا أردنا أن نراجع هذا القول يمكن أن نستنتج منه العناصرالتالية:
للكتاب مجموعةمن الفوائد:
§ فائدة و قيمة ترفيهية : " يضحك السنّ ويفكّه النّفس "
§ فائدة وقيمة أخلاقية :" يدعو إلىالرّشاد و يدّل على النّصح و يؤكد الحرمة ".
§ فائدة وقيمة عقلية :" ينشر الحكمة ويشرّف الهمّة و يلقح العقل ".
§ فائدة وقيمة أدبية علمية :" يزيد فيالفهم و الأدب ".
§ قيمة إصلاحية :" يوقظ العيونالنّاعسة...طلب العيش ".

العوامل المؤثرة في أدب أبي حيّان التوحيدي:

× فساد الإدارة الحاكمة مما أوجدتدهورا سياسيا و أخلاقيا و اجتماعيا...و فتح الباب لتهديداتالرّوم.
× نشأته في أرقى العصور الإسلاميةحضارة و ثقافة.
× بصيرة نافذة و خيال خصب إلى جانب فكريقظ و حاسّة فنية ذوّاقة للجمال.
× نزعة عقلية لمحاولة فهم أحوال مجتمعهو عصره .
× إحساس مرهف مع صراحة في القول و ميلإلى تتبع العيوب.
× حياة الخصاصة والفقر التي جعلتهناقما.
× تتلمذه على يد مجموعة من مشائخ عصره : السبرافي – الرماني – أبو سليمان المنطقي...
× مطالعته و رحلاته الكثيرة و مخالطتهلمجالس العلماء.
× إعجابهبالجاحظ.
× تفرّغه للعلم ممّا جعله غزير المعرفةواسع الثقافة.....

التّوحيدي وأستاذه أبو سليمان المنطقي :

أبو سليمانالمنطقي ,هو محمد بهرام السجستاني , جاء إلى بغداد و عرف بلقب المنطقي . و كانالتوحيدي من أشدّ الناس إعجابا بسعة معرفته و شمولية علمه مما اثر في أبي حيّانأدبا و تكوينا , و قد دوّن له التوحيدي كثيرا من الآراء المستطرفة في النفس و في ماوراء الطبيعة و في الفلسفة الإلهية و في أمور أخرى . و قد وصفه بأنّه كان غزيرالمعرفة واسع الصّدر , و لا ينغلق أمامه باب من الأمور الرّوحية و الأسرارالغيبية.
لقد اختار أبوسليمان " السيرة الفاضلة " التي يمثلها "سقراط" و هي سيرة تجمع بين الزّهد والفلسفة , فرضي بحالة الفقر و قنع بالقليل من الطعام غير أنّه لم يكن محروما منعطايا الكبراء و خاصة عضد الدولة البويهي.

التوحيدي و ابن سعدان:

لئن حققالتوحيدي في اتصاله بابن سعدان شيئا من الرّاحة النفسية و اليسر المادي فان صلتهبالوزير لم تحقق له كل ما كان يصبو إليه , و هذا ما جعله يتوسط من جديد بصديقه أبيالوفاء المهندس و هو يعتذر بانّ الوزير مشغول و لا يجد لديه متسعا من الوقت لينظرفي أمره , و لعلّ ابن سعدان كان يقصد هذا المنع عن أبي حيّان و كأنّه كان يريد أنيتركه دائما في حاجة إليه , و قد تفطن ابن سعدان إلى نقطة ضعف أبي حيّان فأراد أنيستغلّها و أن يعيّنه جاسوسا بين الرّعية ينقل الأخبار و يصوّر الأحوال و يعيد عليهالشائعات .
و لمّا أحسّالتوحيدي بخلفيات مطالب الوزير امتنع أن يكون عينا له فرفض الخروج صحبة أحد رجالالوزير في مهمة فهم من خلالها غاية الوزير ابن سعدان و هي أن يجعل منه مراقبا وجاسوسا .
هكذا يفرّقالتوحيدي في علاقته بابن سعدان بين المشورة و النصح و بين التجسّس و نقل الأخبارلأنه كان يعتقد أنه أرفع من أن ينقلب عينا لمخدومه بل انه لا ينقل خبرا إلا و هويعتقد في إمكانية إصلاح ما هو موجود و توعية الوزير بمواضع الخلل في دولته .

و نتيجة لهذا الإخلاص عمل التوحيدي على أن يرسم للوزير خطوطا عريضةتساعده على تيسير حكمه في ما ينفع و يعود عليه بالأمن و الاستقرار . و هنا يكمنالتوجه الإصلاحي في كتاب الإمتاع و المؤانسة .

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
زائر
زائر
avatar



مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-10, 11:36

شكرا جزيلا علي ه\ة الدراسة

 و لكنني اريد كذلك دراسة حول ابن الهانئ الاندلسي و المذهب الشيعي في  شعره 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-10, 23:42

chirine manai كتب:
شكرا جزيلا علي ه\ة الدراسة

 و لكنني اريد كذلك دراسة حول ابن الهانئ الاندلسي و المذهب الشيعي في  شعره 

لا شكر على واجب ولكن ما أطلبه هو وضع الطلبات في أماكنها

هذه الصفحة خاصة بالتوحيدي لذا ما تطلبينه حول ابن هانئ يوضع في الصفحة المخصصة له

ومع ذلك ستجدين الرد على طلبك من خلال الرابط التالي:

اضغط هنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
????
زائر
avatar



مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-25, 10:50

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-11-25, 12:56

de rien
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-04, 20:42

فلسفة السؤال والتساؤل عند ابى حيان التوحيدى


أ.د. حامد طاهر(*)
السؤال رغبة فى العلم ، أما التساؤل فهو أسلوب فى التعلم . ولا يكاد يوجد مفكر عربى وصلتنا مؤلفاته مملوءة بالأسئلة والتساؤلات مثل أبى حيان التوحيدى ، صحيح أن الحارث المحاسبى (ت 243هـ) وضع كتابه "الرعاية" فى صورة سؤال منه وإجابة من شيخه (المجهول) ، وصحيح أيضًا أن الحكيم الترمذى (ت 285هـ) قد طرح بدون إجابة (155) سؤالا حول موضوع الولاية ، وظلت أسئلته مطروحة على الجميع إلى أن أجاب عنها محيى الدين بن عربى (ت 638هـ) فى موسوعته الكبرى "الفتوحات المكية" . لكننا مع التوحيدى نلتقى بنزعة غالبة فى طرح الأسئلة ، وإثارة التساؤلات، بل بفن متكامل يمكن أن نطلق عليه "فن السؤال والتساؤل". ومن المقرر أن لكل فن أصولاً وقواعد ، كما أن له غاية وأهدافاً ، وهو دائمًا مرتبط بفلسفة عامة يصدر عنها ، ويتحرك فى إطارها .
وإذا كان السؤال يعبر عن استفهام مباشر يطرحه التوحيدى على أحد أساتذته أو زملائه ليتلقى عنه إجابة محددة ، كما فعل مع مسكويه (421هـ) فإن التساؤل يتم طرحه على النفس ، أو كما فعل التوحيدى على أحد أساتذته الذين لا يمكننا أن نتأكد تمامًا من أنهم قد أجابوه عنه ، أو حتى نتأكد من أنه قد طرح عليهم أساسًا تلك الأسئلة، كما فعل مع السجستانى (ت حوالى 38.)(1) .
وأنا أميل إلى الشك فى أن التوحيدى قد سأل السجستانى بالفعل كل هذه الأسلة ، كما أشك فى أن السجستانى قد أجابه عنها بتلك الصورة ، وأذهب إلى أن كلاً من الأسئلة والإجابات معًا هى من صنع التوحيدى . ومن أقوى الأدلة على ذلك ما نجده من نضج فى الأسئلة ، يتجاوز مستوى التلميذ الذى يسأل لكى يعرف ، بل إنها أقرب إلى أسئلة الصحفى المخضرم الذى يكون على دراية تامة بالموضوع ، ثم يختار شخصية مشهورة لكى يجعلها تنطق بما يريد(2). كذلك فإن الملاحظة الدقيقة للغة السؤال والإجابة تكشف عن نقاط تشابه كثيرة . تؤكد كلها أنها من صنع شخص واحد (وأنا هنا أدعو إلى إجراء دراسة أسلوبية تهدف إلى استخراج البصمة اللغوية للتوحيدى ، ومقارنتها بأساليب الشخصيات التى أورد لها أقولاً فى مؤلفاته) .
المعروف أن السؤال يطرحه الإنسان على ذوى الخبرة والمعرفة ليجيبوه عنه ، وأن التساؤل هو السؤال الذى يطرحه الإنسان على نفسه ، إما مندهشًا أو متحيرا أو أحيانًا متهكمًا – وقد استخدم التوحيدى الأسلوبين معًا . أما السؤال فكان مع فيلسوف الأخلاق مسكويه(3) . ومسكويه فيلسوف معروف ومشهور . وآراؤه مبسوطة فى كتبه التى وصلتنا بعضها . وأما التساؤل فقد استخدمه التوحيدى باسم السجستانى(4) ، وكان من هؤلاء المثقفين الكبار الذين يميلون إلى إشاعة التنوير عن طريق الجلسات والمنتديات أكثر مما يركزون على تأليف الكتب والرسائل ، وربما كانوا أكثر علمًا وثقافة من المؤلفين المحترفين(5) .
ويبدو لى أن التوحيدى قد استغل اسم هذه الشخصية الثقافية الكبيرة ليقدم من خلالها تصوراته وآراءه ووجهات نظره فى شتى مجالات المعرفة والثقافة فى عصره ، إلى جانب أخلاقيات المجتمع وسلوكياته. وذلك مثلما فعل أفلاطون عندما قدم آراءه ونظرياته من خلال أستاذه سقراط . وهكذا فإن أسئلة التوحيدى – التى طرحها بصفة خاصة على السجستانى – ليست أكثر من تساؤلات أى أسئلة مطروحة على النفس ، استخدم فيها اسم السجستانى كما استخدم أفلاطون فى محاوراته اسم سقراط(6) .
لماذا يلجأ المفكر إلى أسلوب السؤال والتساؤل ؟ هناك عدة أسباب ، ويمكن أن تكون كلها أو بعضها وراء ذلك . فهناك أولاً : حساسية الدهشة المفرطة لدى بعض المفكرين الذين يقفون من الكون والأحداث والبشر موقف الاستغراب ، أو محاولة الوصول إلى حقائق الأشياء ، وعللها البعيدة(7) . وهناك ثانيًا : الشعور بالخشية من مواجهة الجو السائد فى المجتمع ببعض الآراء التى تخالفه ، أو تصدمه ، وبالتالى تثير الغضب على صاحبها . وهناك ثالثًا : الرغبة فى تعليم الآخرين ، والأخذ بأيديهم من حالة الجهل واللامبالاة إلى حالة المعرفة والاهتمام ، ثم هناك أخيرًا : إحداث الصدمة الضرورية فى بيئة تسيطر عليها المقولات الجامدة ، والخطاب القاطع الوحيد .
إن الثقافة عندما تنتشر فى مجتمع ما قد تتحول فى لحظة معينة، وبفعل عوامل محددة ، إلى حالة من الاستقرار الذى يكرس الثبات والتقليد والنمطية . وهنا لابد من أن تجدد الثقافة نفسها ، بظهور بعض المفكرين الذين يفتحون فى هذا الجدار السميك ثقبًا ، أو يلقون فى تلك البحيرة الراكدة بحجر . وفى هذه لحالة ، يعتبر كل من السؤال والتساؤل مدخلاً ضروريًا لتحريك السكون ، ودفع الواقفين إلى مواصلة المسير ، وإقلاق راحة الواثقين !
لقد دارت أسئلة التوحيدى وتساؤلاته حول النفس البشرية ، وأسرار الوجود ، وخفايا اللغة ، كما لمست أخلاق الناس ، وتعرضت لمناهج التفكير ، وتناولت علاقة الفلسفة بالدين ، وصلة الأصيل بالوافد ، أو المحلى بالعالمى . وفى هذا الإطار قد لا تكون الإجابات مهمة بنفس القدر الذى ينبغى أن تكون عليه الأسئلة والتساؤلات ، وذلك لسبب بسيط هو أن الإجابات تختلف فى قوتها وضعفها ، وتتفاوت فى صحتها واستمرارها ، ولكن الأسئلة والتساؤلات تظل محتفظة بقيمتها، وخاصة عندما تدور حول القضايا الرئيسية المتصلة بالإنسان والكون والمصير .
لقد اشتهر التوحيدى بما سبق أن أطلقه عليه ياقوت فى معجم الأدباء بأنه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء ، وتنازعه الدارسون فى مجالى الأدب والفلسفة. والواقع أن التوحيدى يمثل فى الثقافة العربية نموذجًا يوجد أمثال له فى الثقافات الأجنبية . وقد حاول الباحث الموسوعى الكبير عبد الرحمن بدوى أن يقيم علاقة تشابه بين التوحيدى وكافكا فى مجال التشاؤم ، والنزعة العدميه(8) . ولكننى أختلف معه فى ذلك . فالتوحيدى يدور فى إطار بينما كافكا متحرر من أى إطار ، والتوحيدى مؤمن يحيره الشك أحيانًا ، ولكن قلب كافكا فارغ من الإيمان ، وأخيرًا فإن التوحيدى يرتكز على مجموعة من المبادئ الأخلاقية والاجتماعية فى حين أن كافكا يسعى إلى هدمها من الأساس .
وفى حدود معرفتى بالثقافة الفرنسية ، أقول باطمئنان إن دور التوحيدى فى الثقافة العربية يتشابه إلى حد كبير مع دور ميشيل دى مونتانى M.ntagne فى الثقافة الفرنسية(9) ، وهو الدور الذى يتمثل فيما يمكن أن نطلق غليه "إعادة النظر" فى كل ما يحيط بالإنسان ، مع الغوص فى أعماقه للبحث عن أصل الوجود ، وأسرار الكون ، وختام الحياة . ومن الواضح أن "إعادة النظر" تتطلب عينًا تتوقف أمام المألوف على أنه غريب ، وأمام العادى على أنه نادر مدهش ، كما أنها ليست عينًا بطيئة الحدقة ، تنظر فى اتجاه واحد ، بل هى عين واسعة الرؤية تنتقل بين العديد من الأشياء ، وبسرعة كبيرة ، وأحيانًا خاطفة .
كيف يمكن للمثقف الجاد أن يعيد النظر فيما حوله ؟ بوسائل متعددة ، من أكثرها فعالية استخدام طريقة السؤال والتساؤل ، التى كان يتقنها التوحيدى ، موظفًا طاقته الأدبية فى حسن الصياغة ، وتشقيق الكلام ، وحشد المترادفات التى تمتلئ بها لغة غنية مثل اللغة العربية . يقول التوحيدى : "يا هذا ! قد صرفت لك القول فى فنون من العبارة ، على ضروب من الإشارة"(1.) وعدم التنبه لذلك هو الذى أدّى بكثير من الباحثين إلى تصنيف التوحيدى فى مجال الأدب ، مع أنه لا يستخدم الأدب وأدواته المتاحة فى عصره إلا كوسيلة للتعبير عن أفكاره الفلسفية ، أو بمصطلح أدق : نزعته الفكرية والأخلاقية .
لقد كان التوحدى بدون شك يملك نفسًا متطلّعة إلى المعرفة ، وروحًا موسوعية تهدف إلى الإلمام بكل شئ ، ولعل هذا هو السبب الذى جعله ينفر – فى مطلع حياته من العزلة التى هى طابع المفكرين المتأملين ، ويسعى بكل نشاط إلى المشاركة فيما يمكن أن نطلق عليه "الصالونات الأدبية" التى ازدهرت فى عاصمة الخلافة ، خلال القرن الرابع الهجرى (11). وميزة هذه الصالونات أنك تلتقى فيها بالثقافة الحيّة ، والأفكار التى تشغل الناس فى حياتهم اليومية . لكنها من ناحية أخرى تضم إلى جانب رجال الفكر الرفيع : أدعياء العلم . والمتفيهقين بالمعرفة ، وأصحاب المنصب والثروة الذين يرغبون فى استكمال وجاهتهم الاجتماعية برعاية الفنون والآداب . وهنا يجد المثقف الجاد نفسه فى مأزق حقيقى : فإما أن يجارى الزيف ، والنفاق ، والمظهرية ، وإما أن ينسحب من الميدان تاركًا كل شئ . وهذا ما فعله التوحيدى فى آخر حياته .
لقد قيل إنه قد انتهى من رحلة الرغبة العارمة فى المعرفة ، والشك والحيرة ، والسؤال والتساؤل – يانسًا أو مستسلمًا ، والدليل على ذلك ما نقرأه فى آخر مؤلفاته "الإشارات الإلهية"(12) – الذى هو عبارة عن أطول مناجاة بشرية لله تعالى فى اللغة العربية ، وربما فى سائر اللغات الأخرى . وفيه يقول : "إذا ضللت عن حكمة الله فقف عند قدرته ، فإنه إن فاتك من حكمته ما يشفيك ، فلن يفوتك من قدرته ما يكفيك(13) ويقول أيضًا : "ويحك ! كيف تحكم بـ لم على خالق لم ؟ أم كيف تحتج بالحجة على مظهر الحجة ؟ أم كيف تدل بالعقل على منشئ العقل ؟ أم كيف تباهى بالعلم واهب العلم ؟ .
ولكننا هنا ينبغى أن ننبه إلى أمر هام ، وهو أن حالة الاستسلام عن إدراك الحقيقة ، أو إجابة الأسئلة والتساؤلات التى تظهر بوضوح تام عند التوحيدى فى آخر مؤلفاته – لا يصح تعميمها على "المعرفة الإنسانية" بكل فروعها . فهو يقول بصراحة "إن الله وهب لك هذا الإحساس (جمع حس يعنى حاسة) لتعتبر بها فيما ترى ، وتسمع ، وتذوق ، وتشم ، وتلمس"(15) وإذن فالمقصود من الاستسلام هو العجز البشرى عن الاحاطة بأبعاد القدرة الإلهية فى سموها وتعاليها . يقول التوحيدى : "من توجه إلى الله استسلم"(16) وهذا ما نجده عند كبار فلاسفة الصوفية على مر العصور .
فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى دراسة أولية لأسئلة التوحيدى ، وجدنا أهم مؤلفاته فى هذا الصدد ، وهو كتاب (الهوامل والشوامل)(17) الذى طرح فيه (175) سؤالاً على مسكويه . وأول ما نلاحظه على تلك الأسئلة هو مدى التنوع الشديد فيما بينها . فهى تدور حول الإلهيات والطبيعيات والإنسانيات . وتلك هى الدوائر الثلاث ، التى إذا أضيف إليها دائرة الرياضيات تمثلت أمامنا الموسوعة الفلسفية فى إطارها الكلاسيكى ، التى وصلت إلينا من الإغريق .
وكما تختلف أسئلة التوحيدى فى مجالاتها السابقة ، فإنها تتراوح بين البساطة والعمق . فهناك الأسئلة السهلة التى يمكن أن ينشغل بها عامة الناس ، وإذا سمعها أى إنسان تطلع إلى معرفة الإجابة عنها (بل من الممكن جدًا أن تستغلها حاليًا ، أى مجلة معاصرة لتجذب بإثارتها القراء) ومن ذلك مثلاً :
1-لماذا تواصى الناس بكتمان الأسرار ، وتحرجوا من إفشائها ، ومع ذلك لم تنكتم ؟
2-ما السبب فى اشتياق الإنسان إلى ما مضى من عمره ؟
3-لم قبح الثناء فى الوجه ، وحسن فى المغيب ؟
4-لم صار بعض الناس إذا سئل عن عمره نقص فى الخبر ، وآخر يزيد على عمره ؟
5-لم صار البنيان إذا لم يسكنه الناس تداعى عن قرب ، وما هذا هو إذا سكن واختلف فيه ؟
6-لم صارت غيرة المرأة على الرجل أشد من غيرة الرجل على المرأة ؟
وإلى جانب أمثال هذه الأسئلة البسيطة ، أو التى تبدو كذلك ، نلتقى بأسئلة أخرى تؤدى مباشرة إلى ما نطلق عليه "التفلسف" ، أى تأمل أحداث الحياة من منظور فكرى يسعى للفهم ، ومحاولة إزالة الغموض أو التناقض عن المعنى الكلّى للحياة والكون ، ومن ذلك :
1-ما وجه الحكمة فى آلام الأطفال ، ومَنْ لا عقل له من الحيوان ؟
2-ما علة كثرة غم من كان أعقل ، وقلة غم من كان أجهل فى الأفراد والأجناس .
3-لم كلما شاب البدن شبّ الأمل ؟ وهل اشتمل الأمل على مصالح العالم ؟ وإن كان مشتملاً فلم تواصى الناس بقصر الأمل ، وقطع الأمانى ؟
4-لم اشتد عشق الإنسان لهذا العالم حتى لصق به ، وآثره ، وكدح فيه ، مع ما يرى من صروفه ونكباته وزواله بأهله ؟
5-لم كان فرح الإنسان بنيْل ما لم يحتسبه ويتوقعه أكثر من فرحه بدرك ما طلب ، ولحوق ما زال ؟
6-لم صار اليقين إذا حدث وطرأ لا يثبت ولا يستقر ؟ والشك إذا عرض أرسى ورض (أى استقر) ؟
ثم إن هناك مجموعة من الأسئلة ، تتجه إلى تفسير الظواهر والتغيرات الطبيعية ، وتستدعى بالتالى نوعًا من المعرفة التجريبية ، وحثًا عليها . ومن ذلك :
1-ما الحكمة من وجود الجبال ؟
2-لم صار البحر فى جانب من الأرض ؟
3-لم صارت مياه البحر ملحًا ؟
4-لم كان صوت الرعد إلى آذاننا أبطأ وأبعد من رؤية البرق إلى أبصارنا ؟
5-على ماذا يدل انتصاب قامة الإنسان من بين سائر الحيوان ؟
وأخيرًا ، هناك مجموعة من الأسئلة تشير – بصورة غير مباشرة – إلى نقد اجتماعى ، وتعبر بذاتها عن موقف أبى حيان نفسه من بعض الظواهر والمفارقات التى تحدث فى المجتمع ، وتنتشر فى الحياة الثقافية ، ومن ذلك :
1-ما بال أصحاب التوحيد لا يخبرون عن البارى إلا بنفى الصفات ؟
2-ما الفرق بين العرافة والكهانة والتنجيم والطرق والعيافة والزجر ؟ وهل تشارك العرب فى هذه الأشياء أمة أخرى ؟
3-ما علة كراهية النفس الحديث المعاد ؟ وما سبب ثقل إعادة الحديث على المستعاد ؟ وليس فيه فى الحال الثانية إلا ما فيه فى الحالة الأولى ؟ فإن كان بينهما فارق فما هو ؟
4-لم صار الإنسان إذا صام أو صلى زائدًا على الفرض المشترك فيه حقر غيره ، وتكبر حتى كأنه صاحب الوحى ، أو الواثق بالمغفرة والمنفرد بالجنة ، وهو مع ذلك يعلم أن العمل معرض للآفات التى تحبطه وتجعله هباء منثورًا ؟
ولعل من أوضح الأمثلة فى هذه المجموعة ما نجده فى السؤال التالى ، وما ألحقه به التوحيدى من تعليق حاد ، يكاد يصادر به على الإجابة المطلوبة ، إن كان الأمر – من وجهة نظره – يحتاج إلى إجابة :
5-ما الذى سوّغ للفقهاء أن يقول بعضهم فى فرج واحد : هذا حرام ، ويقول الآخر فيه بعينه هذا حلال ؟ وكذلك المال والنفس ؟ كلام هذا يوجب قتل هذا ، وصاحبه يمنع من قتله . ويختلفون هذا الاختلاف الموحش ، ويتحكمون هذا التحكم القبيح ، ويتبعون الهوى والشهوة ، ويتسعون فى طريق التأويل ، وليس هذا من فعل أهل الدين والورع ، ولا من أخلاق ذوى العقل والتحصيل . هذا وهم . يزعمون أن الله قد بين الأحكام ، ونصب الأعلام ، وأفرد الخاص من العام ، ولم يترك رطبًا ولا يابسًا إلا أودعه كتابه ، وضمّنه خطابه !
والذى يعيد تأمل هذه المجموعات التى سبقت من الأسئلة سوف يلاحظ قاسمًا مشتركًا بينها جميعًا ، وهو أن السؤال يتجه إلى محاولة التعرف على (علة) الشئ ، أو (حكمته) ، ولذلك يستخدم فيها أداة الاستفهام (لم) ، وحتى عندما يستخدم أداة أخرى مثل (ما) فإنها تلحق مباشرة بكلمة (علة) أو (حكمة) . ومن المعروف أن البحث عن العلة كان وما يزال هو الطابع (العام) للفلسفة ، بينما اتجه العلم إلى البحث عن الكيفية ، أى خصائص الشئ وصيرورة هذه الخصائص من أجل الاستفادة المباشرة منها .
لكن السؤال الفلسفى ، من ناحية أخرى ، حين يتجه إلى البحث عن العلة ، لا يكون عامًا فى كل الأحوال . فهناك العلة القريبة والمباشرة والعلة البعيدة أو الغائبة . والفيلسوف حين يطرح أسئلته لمعرفة العلل القريبة فإنه يقدم خدمة جيدة للعلم ، وخاصة فى مجال نشأة الظواهر ، وتتابعها ، أو اتصال بعضها ببعض .
كذلك فإن هناك من الأسئلة الفلسفية ما يعد نوعًا من (التحليل العقلى) الذى يساعد فى التعرف على بعض جوانب الظاهرة أو جزئياتها ، وذلك بالإضافة إلى أن معظم الأسئلة الفلسفية تهدف إلى (التركيب العقلى) أى وضع الإجابات الصغيرة والمبعثرة حول ظاهرة ما فى إطار كلى شامل .
ويبقى أن السؤال الفلسفى يحمل فى ذاته دعوة إلى البحث ، والتعرف ، والاكتشاف . وهو بذلك كله يمهد البيئة المناسبة للبحث العلمى الذى يمكنه أن يسترشد بعلامات الاستفهام الفلسفية ليحدد الأرض التى يقيم عليها بناءه .
من هنا ، ينبغى أن ندرك قيمة الدور التمهيدى الكبير الذى آداه التوحيدى للثقافة العربية عن طريق استخدام السؤال والتساؤل ، وما يمكن أن يحدثه ذلك من تحريك السكون ، وغربلة المتوارث ، وفتح آفاق جديدة ومتجددة للمعرفة .
لقد كان على العلماء – حينئذ – أن يبدأوا العمل من تلك البيئة الجديدة التى أعدها لهم التوحيدى، وكان على من أتى بعده من المفكرين أن يكونوا أكثر جرأة واقتحامًا ، وكان من الضرورى أن يستمر إنتاج الأسئلة وطرح التساؤلات حتى لا يخيم شبح الركود ، والمسلمات القطعية التى لا تقبل نقاشًا ، ولا تتحمل إعادة النظر !
لكن ماذا حدث للثقافة العربية بعد التوحيدى ؟
عادت الغلبة لاستقرار الحلول السابقة التى أبدعها الأجداد فى ظروف مختلفة ، وتكونت هالات التقديس حول كثير من الأسماء غير المعصومة من الخطأ ، واستعان كثير من العلماء بالسلطة الزمنية لفرض آرائهم على مجرى الحياة ، بدلاً من أن يتركوا تلك الآراء لقانون التجربة ، وما يفرضه من معايير الصواب والخطأ . وفى مجال التعليم الذى يسبق الثقافة ويمهد لها – صار التلقين والحفظ والشرح والتلخيص هى الأعمدة الأساسية التى يقوم عليها صرح الثقافة العربية . وإذا كانت المقدمات تؤدى دائمًا إلى نتائجها ، فقد كان من أهم هذه النتائج : اختفاء الإبداع ، ومحاربة التجديد ، وغياب روح الدهشة ، وضمور فن السؤال والتساؤل .
* *




منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-04, 20:47

التوحيدي : حرية العقل وثقافة الأسئلة

شره أ. علي فريد يوم ديسمبر 7, 2007 - 16:11.

رأينا فيما سبق أن الناس لم تتفق على رأي واحد في أبي حيان التوحيدي وفكره وحقيقة معتقده ، فمنهم من اتهمه بالإلحاد والزندقة ومنهم من اتهمه بالنفاق في المعتقد والتدليس فيه ، ومنهم من رآه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة .
إن هذا الاختلاف في الآراء على أبي حيان يدلنا على أنه يملك في ذات نفسه ما يؤهله لأن ينشغل الناس به ويخوضوا فيه ، فلو كان غُفلاً لما أثار أحداً ولما التفت إليه أحد.
وأغلب الظن أن أبا حيان أُتِي من قبل عقله وإعماله له في كل شئ حتى في الأمور التي اتفق عليها عامة أهل العلم والنظر ، وليس إعماله لعقله كإعمال غيره لعقله ؛ فالغريب أن عقل أبي حيان كان يهديه ـ غالباـ إلى ما اتفقت عليه الأمة وشاع عند أهل التوحيد ، ولكن الرجل طبع على حب السؤال وكثرة الاستفهام والبحث في كل شئ حتى فيما يراه الناس ظاهراً للعيان لا يحتاج إلى سؤال ، وهذا هو سر العظمة عند أبي حيان فهو لا يأخذ الأمور على علاتها أو يمرها كما جاءت أو يسلم بها كما يسلم بها الناس ، ولكنه يغوص في الأعماق ويبحث في الأغوار ويفلسف كل شئ حتى ذلك الذي لا يرى الناس فيه فلسفة ، ولا أظن أن أي عبقري يخلو من هذه الصفة لأنه من المعلوم جدلاً أن أول ما يضيع من العلم البدهيات التي ظن الناس أنهم قد تعارفوا عليها واتفقوا فيها وانتهوا منها ؛ ولذلك تجدهم كلما أثار متكلم مسألة من هذه المسائل رد أحدهم بضيق : توضيح الواضحات من أشكل المشكلات ، وإن صدقت هذه الكلمة في أمور فهي كاذبة في أمور ؛ فالواضحات هي أساس كل شئ علماً وفكراً وفلسفة .
ولا أعرف في تأريخ الثقافة العربية مفكراً اهتم بالأسئلة فيما يعتبره الناس بدهيات كاهتمام أبي حيان التوحيدي بها ، فأغلب تراثه قائم على الأسئلة ، بل إن كتاباً كاملاً هو (الهوامل والشوامل) يقوم كله على هذه التساؤلات المنثورة في اللغة والأدب والنفس والحس ، والغيبيات والماورائيات والأخلاق وطبائع النفوس ؛ فتجده يسأل مثلا عن الحسد الذي يعتري العالم الفاضل من نظيره مع علمه بقبح هذه الصفة ، وعن حب معرفة الإنسان لما قيل فيه بعد قيامه من مجلسه وعن فزع الناس إلى الوساطات في الأمور ، وعن أشكال الأيام وصورتها في النفس مثل صورة يوم الجمعة في نفس الإنسان واختلافها عن صورة يوم الخميس ، وعن اشتداد العداوة بين ذوي الأرحام ، وعن السبب في تصافي شخصين لا اتفاق بينهما في الطبيعة والصورة ، وعن كثرة غم العاقل وقلة غم الجاهل ، وعن سبب إنجاب الكريم الشهم الماجد للئيم الساقط الوغد ، وعن تعارف الناس على أن اليتم في البشر يكون من جهة الأب وفي الحيوان من جهة الأم ، وعن اليقين إذا حدث وطرأ لا يثبت ولا يستقر والشك إذا عرض ربض وأرسى ، ويستدل على ذلك بأن الموقن بالشيء متى شككته نزا فؤاده وقلق به ، والشاك كلما أرشدته وأهديت له الحكمة لا يزداد إلا جموحاً ولا ترى منه إلا عتواً ونفوراً ، وعن غائية آلام الأطفال والحيوان ومن لا عقل لهم ، وعن بلاغة اللسان لم صارت أعسر من بلاغة الفم ، ولماذا لا يأتي الثلج في الصيف ، ولماذا يكون ماء النهر عذباًَ وماء البحر مالحاً ، ولماذا يضيق الإنسان بالراحة والنعمة إذا حالفته وتوالت عليه ، ولماذا كلما شاب البدن شب الأمل ، ولماذا صارت بعض الأسماء أخف في السمع وألذ على اللسان من بعض ، وما السبب في اشتياق الإنسان إلى ما مضى من عمره ، وما الحياء وما سببه ، ولم صار الحياء من القبيح مرة والتبجح به مرة ، وما المشاكلة والموافقة والمضارعة والمماثلة والمعادلة والمناسبة وإذا وضح الكلام في هذه الألفاظ وضح الحق في المخالفة والمباينة والمنافرة والمنابذة ، وما سبب من يدعى العلم وهو يعلم أنه لا علم عنده ، وما سبب فرح الإنسان بخير ينسب إليه وهو فيه ، وما سبب سروره بجميل يذكر به وليس فيه ، ولم حمق الشاب إذا تشايخ وأخذ نفسه بالزماته والمتانة ، و لم كان الإنسان محتاجاً إلى أن يتعلم العلم ولا يحتاج إلى أن يتعلم الجهل ألأنه في الأصل يوجد جاهلاً ، ولم صار الأعمى يجد فائته من البصر في شيء آخر كمن نجده من العميان من يكون ندى الحلق طيب الصوت غزير العلم سريع الحفظ كثير الباه طويل التمتع قليل الهم‏ ، وما سبب الصيت الذي يتفق لبعضهم بعد موته ، ولم كان القصير أخبث والطويل أهوج‏ ، ولماذا صار بعض الناس إذا سئل عن عمره نقص في الخبر وآخر يزيد على عمره في الخبر ، وما القوة والقدرة والاستطاعة والطاقة فهي القوة بالمحمول عليها والشجاعة والنجدة والبطولة والمعونة والتوفيق واللطف والمصلحة والتمكن والخذلان والنصرة والولاية والملك والملك والرزق والدولة والجد والحظ‏ ، وما الإلف الذي يجده الإنسان لمكان يكثر القعود فيه ولشخص يتقدم الأنس به ، ولم سمج مدح الإنسان لنفسه وحسن مدح غيره له ، ولماذا لم يرجع الإنسان بعدما شاخ وخرف كهلاً ثم شاباً غريراً ثم غلاماً صبياً ثم طفلاً كما نشأ ، وعلام يدل هذا النظم وإلى أي شيء يشير هذا الحكم‏ ، ما السبب في صحة بعض الرؤيا وفساد بعضها ، ما السبب في قتل الإنسان نفسه عند إخفاق يتوالى عليه وفقر يحوج إليه ، وما ملتمس النفس في هذا العالم وهل لها ملتمس وبغية وما سبب استشعار الخوف بلا مخيف وما وجه تجلد الخائف ، ولم ذم الإنسان ما لم ينله وهجن ما لم يحزه وعلى ذلك عادى الناس ، وما الذي حرك الزِنديق والدهري على الخير وإيثار الجميل وأداء الأمانة ومواصلة البر ورحمة المبتلي ومعونة الصريخ والشاكي بين يديه هذا وهو لا يرجو ثواباً ولا ينتظر مآباً ولا يخاف حساباً‏ ، ‏ وما بال أصحاب التوحيد لا يخبرون عن الباري إلا بنفي الصفات ، ولم إذا صار أبو الإنسان موصوفا بالورع والدين والشرف- وجب أن يكون ولده وولد ولده يسحبون الذيل ويختالون في العطاف ويزدرون الناس ويرون من أنفسهم أنهم قد خولوا الملك ويعتقدون أن خدمتك لهم فريضة ونجاتك بهم متعلقة ، وما السبب في أن الذين يموتون وهم شبان أكثر من الذين يموتون وهم شيوخ ، ولم إذا كان الإنسان بعيداً عن وطنه ومسقط رأسه وملهى عينه ومضطجع جنبه ومطرب نفسه ومعدن أنسه - يكون أخمد شوقاً وأقل قلقاً وأطفأ نائرةً وأسلى نفساً وألهى فؤاداً حتى إذا دنت الديار من الديار وقوى الطمع في الجوار نفد الصبر وذهب القرار ولذلك قال الشاعر :
وأعظم ما يكون الشوق يوماً إذا دنت الديار من الديار‏.‏
ويمضي أبو حيان في طرح هذه الأسئلة طالباً الإجابة عليها ، بل يتجاوز ذلك لينقل عن بعض معاصريه أنه كان يزعم أن الباء لم تنقط من تحت نقطة واحدة إلا لعلة والتاء لم تنقط من فوق اثنتين إلا لسبب والألف لم تعر إلا لغرض .
ماذا يريد أبو حيان من كل هذا ؟ ما غرضه وما هدفه ؟ وإلى أي غاية يسير ؟ أغلب الظن أنه اهتدى إلى تلك الحكمة القديمة في القصة الصينية القديمة : (اصنع لهم معجماً) حيث يذكرون أن إمبراطوراً صينياً قديماً سأل فيلسوفاً عن كيفية إقامة نهضة عامة بين شعبه ، فرد الفيلسوف قائلا : "اصنع لهم معجماً" .
وهذا الرد في ذاته يلخص الحل لمشاكل كل أمة ؛ فبالمعجم يتفق الجميع على الألفاظ ومعانيها ويصبح النقاش الذي كان يستغرق ساعة من الزمن بين فرادى الناس يأخذ دقائق معدودة إذ الجميع متفق على معاني الألفاظ ودلالاتها لينصرفوا بعد ذلك إلى العمل المنتج ، وهذا الفيلسوف نظر في رده ذاك إلى أن أغلب أهل الجدل الذين يقضون ساعات وساعات في جدل عقيم متفقون في كل شئ ، ومبعث اختلافهم أنهم ينظرون كلٌ من جهته رغم أن النقطة التي يريدون الوصول إليها واحدة .
والناظر إلى هذه الأسئلة بداهةً يعجب من طرح التوحيدي لأغلبها ، ولكن عندما يمعن النظر ويفكر في السؤال يجد صعوبة كبيرة في التوصل إلى إجابة شافية عن سؤال ظن أن جوابه في متناول يده ، وسيقف محتاراً مبتسماً أمام عجزه الزائد ، تماما كما يقف الآباء والأمهات عاجزين عن الإجابة على كثير من أسئلة أطفالهم البريئة .
ولا أظنني سأبتعد كثيرا إذا قلت إن هناك ارتباطاً ما بين الطفولة والفلسفة أو بين الفيلسوف والطفل ... تخيل معي أننا حبسنا طفلاً منذ ولادته إلى سن العاشرة في غرفة مظلمة لا يرى أحداً ولا يراه أحد ثم أخرجناه إلى الوجود الذي تعودنا نحن عليه .... أريناه السماء والأرض والجبال والبحار والأنهار والصحراء والغابات وأنواع الحيوانات وما في دنيانا كلها من أشياء تعودنا عليها وألفناها... ماذا سيكون رد فعله؟؟ ألن يجد كل شئ معجزاً ، ألن يصاب بالذهول والحيرة ، ألن ترمي به الدهشة في أودية التيه ، ألن يتساءل مثلاً لم صار ماء البحر مالحاً و ماء النهر عذباً ، لم طالت هذه الشجرة ولم قصرت الأخرى ، لم هذه تعطي ثمراً وهذه تعطي شوكا ، لم هذه مروج خضراء وتلك صحراء قاحلة ، لم الذئب متوحش والكلب أليف ، لم سيطرنا على الجمل ولم نسيطر على الأسد والأول أكبر وأضخم ، لماذا المرض والفقر والصحة والغنى ، لم القبح والحسن لم العلم والجهل ، لم الأمانة والخيانة ، لم الجبن والبخل ، لم السماء زرقاء والعشب أخضر ، لم التباين في أنواع الزهور وألوانها ، لم وجدت الهوام والحشرات والذباب وسائر ما يخاف منه ويستقذر ، بل لم صار الرجل على صورته هذه والمرأة على صورتها هذه ، لم الحب والبغض ، لم الحقد والحسد ، لم الخوف والشجاعة ، لم الليل والنهار ، لم الشمس والقمر ، لم النجوم والكواكب ، أين يذهب الليل وكيف يعود النهار ... إلى آخر أسئلة هذا الطفل أو قل هذا الفيلسوف فليس بينهما فرق . بل ستجد أسئلة لا يمكن بحال أن توجد لها إجابة إلا هز الأكتاف ولي الشفاه والشعور بحمق السائل وتفاهة السؤال ، ولن يجد إجابة شافية على أغلب هذه الأسئلة وستكبر معه أسئلته التي لا يجد إجابتها حتى يتعودها ويألفها ومن ثم سيدعي ـ كما ادعينا نحن قبله ـ أن هذه الأشياء من حوله واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ، وأنها هكذا وجدت وهكذا ينبغي أن تكون ، وأنه ليس من الحكمة أن نسأل عن الواضحات فتوضيح الواضحات من أشكل المشكلات ... وينسى تماماً أن هذه الواضحات كانت منذ سنوات قليلة أمراً معجزاً في نفسه مهيباً في ذاته لا بد أن يكون له تفسير.
إن الناس لا تسأل عما تعودته وألفته ؛ فكلما تقدم الإنسان في العمر قلت أسئلته وصعب إدهاشه وندرت حيرته لأنه ألف وتعود وبَعُدَ العهد بينه وبين مرحلة السؤال ، فأصبح الإلف والعادة ميزاناً ومقياساً يقيس بهما الأشياء من حوله ، وما شذ عن هذا الميزان أو خرج عن هذا المقياس سماه معجزة أو كرامة أو خارقة للعادة. وانظر إلى كلمة العادة تعرف أن الأمور عند الناس ليست خارقة في ذاتها بل هي خارقة للعادة فقط . ولكنهم لا يدركون أن الأشياء من حولهم معجزة في حد ذاتها لأنهم تساءلوا عنها صغاراً فلما ألفوها لم تعد كذلك ، ومن هنا ؛ فإننا عندما نبحث عن الصواب في هذه المسألة لا بد أن نتساءل عن المعجزة : معجزة لمن وبالنسبة إلى من ؟؟ فالطفل يرى كل شئ حوله معجزاً بينما نراه نحن طبيعة ونسميها طبيعة جريا على أنها أصبحت أمراً طبعياً . ونحن لو رأينا رجلاً صالحا أو وليا من أولياء الله الصالحين يطير في الهواء أو يمشي على الماء أو يرمي نفسه في النار ولا يحترق لأخذتنا الدهشة واستولت علينا الحيرة وبدأنا نتساءل مفكرين ومقدرين ، مكذبين ومصدقين ؛ ولأننا لم نألف ما نرى أحسسنا أن هذا خروج عن الدين وطعن في التوحيد وخلل في العقيدة ولم يخطر على بالنا أبداً أن أفعال هذا الولي لا تقاس بالإلف والعادة فما نراه نحن خوارق لعادتنا وإلفنا يراه الولي قواعد إلفه وعادته ، وهو بعد ذلك قد بلغ مرحلة النضج والرجولة فلم يعد يسأل عن السر والماهية لأنها كُشفت له فتعودها وألفها بينما نحن ما نزال في طور الطفولة ـ مقارنة بالولي ـ نُدهش فنسأل ونرى فنحتار .
ومن هنا نؤكد على أن الإنسان كلما تقدم في طلب الحكمة رأى من نفسه وروحه وعقله ما لم يره إذ هو بذلك يضع قدمه على طرق بكر لم تألفها روحه ولم تتعودها نفسه ، ولم يتجول فيها عقله فهو حينئذ كالطفل الذي يخرج من محبسه ليسأل عن كل شيء ويدهش من كل شيء فتختلف بذلك عنده المقاييس وتتباين لديه الموازين ويصبح النظر غير النظر والفكر غير الفكر ويرى الناس أفعاله خارقة و أقواله متجاوزة بينما هو يحكم على ما يرى ويصف ما يحس .
إن دهشة هذا الفيلسوف الخارج من عالمه إلى عالم آخر كدهشة الطفل الخارج من محبسه إلى عالمنا ونظرتنا إلى الفيلسوف كنظرتنا إلى الطفل الذي يسأل عما لا يُسأل عنه . ونحن أمامه أطفال وهو أمام من سبقه طفل ؛ لندخل بعد ذلك في جدلية الشيخ والمريد وشيخ الشيخ الذي يصبح الشيخ مريده ، ومريد المريد الذي يجعل المريد شيخاً ......
إن أسئلة الطفولة هي ذاتها بدايات الحكمة ونحن عندما نعود إلى أسئلتنا الأولى لا نتفلسف بل نوقظ الطفل النائم في دهاليز عقولنا المظلمة التي امتلأت بأتربة الإلف والعادة .
لقد استيقظ الطفل في عقل التوحيدي فاتهموه بالزندقة . واتهام الفيلسوف بالزندقة هو بمثابة معاقبة طفل على مجرد سؤال سأله .
لماذا نقبل من الطفل ما لا نقبل من الفيلسوف وكلاهما طفل.
إن الفيلسوف في سؤاله لا يقعد قواعد ولا يثبت مسلمات بل هو يتساءل فقط ويطلب الإجابة حتى ترتاح نفسه وتهدأ روحه ، ولكن الناس تعاقدت زمناً على رفض ثقافة الأسئلة والتشكيك فيها رغم أن هذا مطلب ديني عقلي فطري ، وليس معنى أن يسال سائل : أين الله ؟ أنه أنكر وجوده ، أو أن يسأل آخر : هل خلق الله العالم لعلة أو لغير علة ؟ أنه يؤمن بانعدام الغاية من الخلق ولكنه سؤال ككل سؤال يظل يدور ويدور في جنبات العقل إلى أن يجد منفذاً إلى اللسان فيخرج منه إلى الآذان .
لقد كان التوحيدي رافضا أشد الرفض لكثير مما تعارف عليه الناس وتداولته الألسن وسارت به الركبان فكان يعرض كل شئ على العقل فما قبله أخذه ، وما رفضه تركه، وهاهو يقول عن العقل في إحدى مقابساته : ( إن العقل حاكم عفيف ، وقاض عدل ، وصديق مشفق ، ووالد حدب ، وجار محسن ، وشريك ناصح ، وهاد صدوق ، وصاحب مؤنس ، وخطيب محقق ، ومناد مبلغ ، ومنهاج مفهم ، ومحدث مطرب ، وجليس فكه ، ونور شائع ، وضياء ساطع ، وقول فصل ، وركن وثيق ، وجوهر شريف ، وطود منيف ، ونقطة متصلة ، وذات مقدسة ، وخير محض ، ووجود بحت )
ويروى أن أحدهم روى أمامه حديثا بإسناد ضعيف فَهَمّ الحاضرون برده فقال : ( ما أحب لأحد أن يتسرع لرد مثل هذا فإن العقل لا يأباه ، والتأويل لا يعجز عنه ، ومتى أحب السامع أن ينتفع به لم يهمه وَهيُ الإسناد وتهمة الرواة ، وإنما عليك قبول ما لا ينتفي من العقل ويستمر على حكم العدل ) .وكأنما يريد التوحيدي أن يقول لجلسائه كما يقول أهل الفقه والحديث في مثل هذا الحديث (يؤخذ به في فضائل الأعمال ) .
لقد كان رافضا لتلك السلطة الطاغية التي سادت عصور الانغلاق والضعف والاستبداد بالرأي ، والتي كانت تقدم كل فكرة مهما كانت تافهة ساقطة لمجرد أنها جاءت من متقدم من المتقدمين أو عظيم من العظماء لتكتسب بذلك ما يشبه القداسة التي تمنع من إعادة النظر وإعمال الفكر . لقد تخلص من سلطان الماضي وربقة التقليد فلم يقدس كل ما جاء عن القدماء بل رأى أن معاصريه أيضا يستحقون أن تدون آراؤهم وتحترم أفكارهم فليس العلم وقفا على زمن بعينه بل هو مشاع بين الناس ، وعقل غيرك تزيده إلى عقلك شريطة أن تنعم النظر وتنشط للإصغاء وتصمد نحو الفائدة بغير متابعة هوى أو إيثار تعصب ، وان تعرف للعلم حقه وترعى للحكمة ذمامها وتصبر على كل مشقة في سبيلها وتصبر على كل شديد في اقتنائها وتحصيلها وألا تغتر بكثرة المخالف وعلو صوت المجانف فالحق كما يقول على لسان ابن سوار: ( لا يصير حقا بكثرة معتقديه ، ولا يصير باطلا بقلة منتحليه ، ولكن قد يظن بالرأي الذي قد سبق إليه الاتفاق من جلة الناس وأفاضلهم أنه أولى بالتقديم والإيثار )
ويقول أيضا : ( إن الحق معرض لك ، بل نازل عليك ، بل حاضر عندك ، بل متحكك بك ، بل موجود فيك ، وإنما تؤتى من جفائك في الطلب ، وسوء العناية في التحري ، لا من تواري الحق عنك ، ولا اشتباهه عليك )
بل إن التوحيدي يذهب بعيداً في تبجيل العقل والحرية وعدم التسليم بكل ما جاء عن السابقين وتأكيده على إمكانات الناس في المستقبل وأن الحاضر أفضل من الماضي والمستقبل أفضل من الحاضر فيقول على لسان أبي سليمان ( ولعل الدور بعد الدور والكور بعد الكور ينشئان هذا الذي نتمناه لقوم يكونون بعدنا ، فإن العالم منساق إلى الكمال مشتاق إلى الجمال )
أباح التوحيدي لنفسه ان يتحدث في كل شئ : في النبوة والإلهيات والقدر والجبر وكل ما كان شائعا في زمنه أو قبل زمنه ، ورأى أن العقل لا يعارض الدين في كل هذا . وهاهو يرفض مذهب الجبرية ولا يرتضي مذهب القدرية ولا يسعى للتوفيق بينهما بل ينظر إلى المسألة من ناحية أخرى فيقول : (وقد صح بالبرهان أن فعل الله تقدس وعلا ليس باضطرار لأن هذا فعل عاجز ... وليس باختيار أيضا لأن في الاختيار معنى قويا من الانفعال . وهذا مسلم عند من ألف شيئا من الفلسفة وشدا بعض علم الأوائل ) هذا التنزيه العظيم لمقام الله جل وعلا يدفعنا للتأكد من مخالفة التوحيدي لأساطين علم الكلام ومناهج عامة المتكلمين لاختلاف مرجعيته الفكرية عن مرجعيتهم الفكرية ولأن الله جل وعلا خالق المقاييس فلا يقاس بما خلق ، ولإيمانه بأفضلية المقاربة الفلسفية في طرح المشكلات المشتركة بين الدين والفلسفة والدليل على ذلك قوله ( هل الحكمة إلا متممة للديانة ، وهل الديانة إلا متممة للحكمة) ويحمل بعد ذلك حملة شديدة على أهل الكلام وأصحاب الجدل فيقول : (ولعمري من طلب طمأنينة النفس ويقين القلب ، ونعمة البال بطريقة أصحاب الجدل وأهل الكلام حل به البلاء وأحاط به الشقاء ، والكلام كله جدل ودفاع وحيلة وإيهام ، وتشبيه وتمويه ، وترقيق وتزويق ، ومخاتلة وتورية ، وقشر بلا لب ، وأرض بلا ريع ، وطريق بلا منار ، وإسناد بلا متن ، وورق بلا ثمر . والمبتدئ فيه سفيه ، والمتوسط فيه شاك ، والحاذق فيه متهم وفي الجملة آفته عظيمة وفائدته قليلة )
وهو بعد ذلك كله يرى أن الاختلاف في الرأي حتم بشري وأن الحقيقة المطلقة لم تولد بين الناس بعد وأن امتلاك الحق الخالص ليس سوى أسطورة لم تحدث من قبل ، وأن الله طبع الناس على التباين وركب في جبلتهم الاختلاف وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا فقط لا ليتفقوا يقول: ( للخواطر والألفاظ والآراء والمقالات نسبة إلى المزاج والطينة والهواء وإلى العناصر بالجملة ولا سبيل مع ذلك إلى اتفاق الناس في حال من الأحوال وبسبيل من السبل فاختلاف الصور إنما نشأ من اختلاف المواد ) إن من شأن هذا الكلام أن ينسف مسعى الذين يريدون جبر الناس على رأي بذاته أو فكر بعينه ، ويرون أن الاختلاف فرقة وفتنة على كل حال ، وأن الاتحاد في الرأي وعدم الشذوذ فيه فرض ، وأن المخالف لا بد أن يُبتَر من المجتمع لأنه سيكون بذرة للفتنة وجرثومة للفرقة .
ولو قرأ هؤلاء التاريخ الإسلامي قراءة جادة متفحصة لعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وأئمة المسلمين من بعدهم رفضوا هذا المبدأ الغريب ومقتوه وحذروا منه ودعوا إلى إعمال العقل وتبادل الآراء وإلا فما معنى الشورى وتعدد المذاهب وقيام المدارس وما معنى رفض الإمام مالك رحمه الله فرض كتابه الموطأ على الأمة مخالفا بذلك إرادة هارون الرشيد ، وما معنى قول الشافعي رحمه الله : رأيي هذا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، والأمثلة على هذا من القرآن والسنة وأقوال العلماء والسلف الصالح ليس هنا مجال حصرها
إن اجتماع الكلمة وتأليف القلوب واتحاد الأمة شيء آخر غير قسر الناس على رأي بعينه أو فكرة بذاتها ، ولا بأس باختلاف الآراء فيما يسع الناس بعضهم بعضا فيه بل البأس في عدمه ، ولذلك قال التوحيدي :
" اشتركت الأمم في جميع الخيرات والشرور وفي جميع المعاني والأمور اشتراكاً أتى على أول التعاون ووسطه وآخره ، ثم استبدت كل أمة بقوالب ليست لأختها ، واشتراكهم فيها كالأصول واستبدادهم كالفروع "

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-04, 20:57

أبو حيّان التوحيدي.. أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء

بداية: ترتبط قصة هذا الكتاب بفترة عصيبة مرّ بها المفكر أبو حيان التوحيدي وتخطاها بفضل ما قدمه له أحد أصدقائه المخلصين من عونٍ ساهم في ولادة هذا الكتاب. فقد عصفت الظروف بأبي حيان وتعرض إلى فقرٍ مزمن وحاجة إلى المال البسيط لمواصلة حياته الطبيعية المتّسمة بالزهد والتواضع، ولكنه وجد نفسه عبارة عن إنسان معزول لا يستطيع مقاومة الحاجة، فكتب لصديقه أبي الوفاء المهندس رسالة يطلب منه المعونة وأنه في حالة يرثى لها.

وكان هذا الصديق آنذاك أحد سمّار الوزير أبي عبد الله العارض، فتوسط لديه بضم أبي حيّان إلى ندوته التي كان يعقدها مع العلماء والأدباء، ولما وافق الوزير أصبح أبو حيان أحد سمّاره.

سامره نحو ثمان وثلاثين ليلة، وحينما انقضت اقترح عليه صديقه أبو الوفاء المهندس تسجيل تفاصيلها وما دار بينه وبين الوزير، وبذلك ظهرت هذه الجلسات على شكل كتابٍ حمل عنوان (الإمتاع والمؤانسة) وذلك في عام 374. أهمية الكتاب: (الإمتاع والمؤانسة) كتاب يصوّر تلك الليالي التي كان يسامر فيها التوحيدي الوزير ابن سعدان، وتكمن روعة الكتاب في قراءة تفاصيل الحوار الذي يدور بين الوزير وأبي حيان، ومن خلاله نستطيع أن نتلمس مستوى ذلك الإبداع ومنطلقاته وأجواءه، حيث يمتد السمر على عدد من الليالي، ويكون لكل ليلة فيها موضوع رئيسي يحدده الوزير من خلال سؤال يطرحه على أبي حيان التوحيدي، ويكون هذا السؤال فاتحة استطراد وتشعّب ومحاكاة طويلة ومتنوعة.

ففي الليلة الأولى: تناول أبو حيان متعة الحديث وخصائصه، إذ يقول:

«في المحادثة تلقيحٌ للعقول وترويحٌ للقلب وتسريحٌ للهم وتنقيحٌ للأدب».

كما جرى تناول تحديات لغوية كالفرق بين معنى كلمة (عتيق) ومعنى كلمة (قديم)، إضافة إلى معاني كلمات أخرى.

وفي الليلة الثانية: دار الحديث حول شخصيات بارزة في ميدان العلم والأدب، وصفهم أبو حيان للوزير، مثل (سليمان المنطقي)، الذي قال عنه:

«أما شيخنا أبو سليمان، فإنه أدقهم نظراً وأقعرهم غوصاً، وأصفاهم فكراً، وأظفرهم بالدرر، وأوقفهم على الغرر». ومنهم ابن زرعة: «حسن الترجمة، صحيح النقل، جيد الوفاء بكل ما جلّ من الفلسفة».

ومنهم ابن الخمار وابن السمح والقومسي ومسكويه، الذي يصفه بأنه: «فقير بين أغنياء، وغني بين فقراء».

وقد طلب الوزير إلى أبي حيان أن يحدثه عن آراء هؤلاء العلماء في (النفس) فقال: «إنهم متفقون على أن النفس جوهرٌ خالدٌ».

وكان من أدق ما قاله كذلك في العلم بمسائل الحكمة: «انه وسط بين اليقين الكامل وبين اليأس من المعرفة». وكذلك قال في علم (الطب): «انه وسط بين الصواب والخطأ». وفي (الحياة): «انها وسط بين السلامة والعطب». وفرّق بين العلم والتعليم.

وفي الليلة الثالثة: كان قد دار الحديث حول بعض رجال السوء:

«فبهرام رجل مجوسي معجب ذميم، لا يعرف الوفاء ولا يرجع إلى حفاظ».

و«ابن كيخيا رجل نصراني أرعن خسيس، ما جاء يوما بخبر قط لا في رأي ولا في علم ولا في توسط».. وهكذا.

وفي الليلة الرابعة: تناول الحوار الوزير ابن عباد، حيث سأل ابن سعدون أبا حيان التوحيدي عن رأيه في ابن عباد وما يقال في ذمه أحياناً، فأجاب التوحيدي: «إن الرجل كثير المحفوظ، حاضر الجواب، فصيح اللسان».

«إنه يمدح نفسه بشعر ثم يعطيه لمن يلقيه كأنما هو شعر قيل فيه من سواه، فهو محب للثناء لدرجة الإسراف، وهو مزيج من عقل وحمق».

ويصفه بمرض النفس، فللنفس أمراض كأمراض البدن كما يقول.

في الليلة الخامسة: عاد الوزير وأبو حيان إلى موضوع ابن عبّاد، ثم أخذ الحديث بينهما مجراه ليصل إلى أبي اسحاق الصابي، حيث يقول عنه أبو حيان بأنه أحب الناس للطريقة المستقيمة التي يعيش بها، ولكن ما يؤخذ عليه هو قلّة نصيبه من النحو.

وفي الليلة السادسة: تناولت الموضوعات المطروحة خصائص الفرس والروم وغيرهما من الأمم، ومما قاله أبو حيان بهذا الصدد:

«ان الفرس تقتدي ولا تبتكر، والروم لا يحسنون إلا البناء والهندسة، والصين أصحاب صنعة لا فكر لها ولا روية، والترك سباع للهراش، والهند أصحاب وهم وشعوذة، أما العرب فقد علّمتهم العزلة التفكير، وساعدتهم بيئتهم على دقة الملاحظة، وهم ذوو قيم خلقية عليا».

وفي رأي أبي حيان، فإن الفضائل موزعة بين الأمم، وليس من الإنصاف أن نقارن أمة إبان صعودها بأخرى إبان هبوطها.

وفي الليلة السابعة: اشتمل الحوار على المقارنة بين علم الحساب والبلاغة وأيهما أنفع، أو أقل بين العلوم الرياضية وفنون الأدب، وقد كان هناك من فضّل الأولى على الثانية، لأن الأولى تنحو منحى الجد بينما الثانية فيها هزل.

وفي الليلة الثامنة: كان الحديث فيها يدور حول الفلسفة بين أبي سعيد السيرافي وأبي بشر متّى بن يونس القنائي في حضرة الوزير ابن الفرات، الذي كان قد سأل مجالسيه ذات يوم: إن كان بينهم من يستطيع أن يتصدى لمناظرة أبي بشر متّى في المنطق، فإنه يقول:

«لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب، والخير من الشر، والحجة من الشبهة، والشك من اليقين إلا بالمنطق».

فاستجاب أبو سعيد السيرافي لدعوة الوزير ثم واجه متّى فقال:

«حدثني عن المنطق ما تعني به؟. فقال متى: أعني به آلة من آلات الكلام، يعرف بها صحيح الكلام من سقيمه، وفاسد المعنى من صالحه، كالميزان، فإني أعرف به الرجحان من النقصان».

فقال أبو سعيد ردا على ذلك: «إن صحيح الكلام من سقيمه يعرف بالإعراب المعروف إذا كنا نتكلم بالعربية، وفاسد المعنى من صالحه يعرف بالعقل إذا كنا نبحث بالعقل».

فيرد متى قائلا: «إن المنطق يعنى بالمعقولات، والناس في المعقولات سواء، فأربعة واربعة تساوي ثمانية عند اليونان وعند العرب وعند غيرهما من الأمم على السواء».

فيعود أبو سعيد إلى الكلام:

«إن التشبيه بأربعة وأربعة وأنها تساوي ثمانية عند كل الأمم هو تشبيه لا يؤدي لأن حقائق الرياضة بيّنة، على خلاف المطلوبات بالعقل والمذكورات باللفظ، فكيف ندرس منطق اليونان دون لغتهم، فضلا عن أننا ننقل المنطق اليوناني عن اللغة السريانية، والمعاني إنما يصيبها التحول عند الترجمة من لغة إلى لغة أخرى، إن عقول الناس متفاوتة فكيف تزعم أن في وسع المنطق أن يسوي بينها جميعا».

وفي الليلة التاسعة: تناول أبو حيان الحديث عن أوصاف دقيقة لأنواع الحيوان وما يتميز به، وكيف ان بعض صفات الحيوان موجود مثلها في الإنسان، ففي الإنسان تجتمع كل صفات الحيوانات وليس العكس.

وفي الليلتين العاشرة والحادية عشرة: تم التواصل في موضوع الحيوان، فقُرئ بحث عن خصائص الحيوان وكل ما يتصل بطباعه.

وفي الليلة الثالثة عشرة: كان البحث فلسفيا يتناول النفس، فهي لا تفسد بفساد البدن، وهي جوهر لا مادي وغير قابل للمقاييس الكمية. في الليلة الرابعة عشرة: يتحدث أبو حيان عن السكينة وأنواعها، فهناك سكينة طبيعية وأخرى نفسية، وثالثة عقلية ورابعة إلهية، ثم ينتقل الحديث في ما تشترك فيه الأمم من خصائص، فكلها مشترك في الفطرة الواحدة، وتأتي بعدها أوجه الخلاف. في الليلة الخامسة عشرة: جرى حديث فلسفي عن (الممكن) و(الواجب) فقال أبو حيان عن الممكن:

«الممكن شبيه بالرؤيا لا بد أن يستقل به، ولا طبيعة يتحيز فيها، وكما أن الرؤيا ظل من ظلال اليقظة، والظل ينقص ويزيد إذا قيس إلى الشخص». «والواجب (ويقصد به في المصطلح الفلسفي ما هو ضروري الوجود)، لا عرض له، لأنه حدّ واحد».

أما في الليلة السادسة عشرة: فقد جرى حديث عن الجبر والقدر، تعليقا على كتاب العامري المعنون (إنقاذ البشر من الجبر والقدر)، وبهذه الليلة انتهى الجزء الأول من الكتاب.

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-04, 21:01

أبو حيَّان التوحيدي

(310 - 414هـ ، 922 - 1023م). علي بن محمد بن العباس، من أشهر أدباء القرن الرابع الهجري ومفكريه. وصفه ياقوت الحموي بقوله: ¸فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة·. ومع ذلك فقد أهمله مؤرخو عصره وتجاهلوه. واستمر هذا التجاهل إلى أن كتب ياقوت معجمه المشهور، فخصّ التوحيدي بترجمة ضافية ضمّنها التعبير عن دهشته واستغرابه لتجاهل سابقيه لشخصية مرموقة مثل شخصية التوحيدي، واعتمد في ترجمته كثيرًا على ماذكره التوحيدي عن نفسه في مؤلفاته.

وعلى الرغم من اضطراب الآراء واختلافها حول تاريخ ميلاد التوحيدي ووفاته ولقبه وأصله، فالراجح أنه عربي الأصل ، وُلِدَ سنة 310 هـ في بغداد، وتوفي سنة 414هـ في شيراز.

عاش التوحيدي حياة شاقة معذَّبة. فقد ولد في أسرة فقيرة تمتهن بيع نوع من التمر يُسمى التَّوحيد
(ومن هنا جاء لقبه)، وأمضى باقي طفولته يتيمًا في كفالة عم له كان يكرهه ويسيء معاملته. تلقى التوحيدي تعليمه في بغداد على أيدي كبار العلماء والأدباء آنذاك، وأخذ نفسه بثقافة عصره الموسوعية التي استقاها من المصادر التالية:

1- تتلمذه على أيدي كبار العلماء والأدباء. فقد درس النحو والتصوف على أبي سعيد السّيرافي، ودرس اللغة وعلم الكلام على عليّ بن عيسي الرُّمَّاني، ودرس الفلسفة على أبي زكريا يحيى بن عدي المنطقي.

2- حرصه على حضور مجالس الأدب والعلم والفلسفة التي كانت كثيرة الانعقاد في عصره.

3- اطِّلاعه الواسع على كثير من الكتب في شتى الموضوعات المعرفية آنذاك، وذلك بحكم عمله مدة طويلة من عمره ناسخًا للكتب، وهو عمل كثيرًا ما اشتكى منه التوحيدي في كتاباته.

وعلى الرغم من أن التوحيدي حاول جاهدًا أن يحسّن من أحواله عندما اتصل ببعض كبار رجال الدولة، من أمثال الوزير المهلَّبي، وابن العميد، والصاحب بن عَبَّاد وغيرهم، إلا أنه كان يعود كل مرة مخيّب الظن يندب حظه العاثر. ولا نبالغ إذا قلنا إن حياة التوحيدي كانت سلسلة من الإخفاقات والإحباطات المتتالية، تسبب التوحيدي نفسه في خلق أكثرها؛ فقد كان سوداوي المزاج مكتئبًا حزينًا مُتشائمًا حاقدًا على الآخرين ، مغرمًا بثلب الكرام، كارها العامة من أهل زمانه، وحاسدًا الخاصة منهم. وكان، إلى جانب هذا كله، معتدًا بنفسه وبأدبه أشد الاعتداد، طموحًا إلى حد التهور، لذلك عاش أغلب عمره يعاني من صراع عنيف بين طموحه المفرط وبين واقعة المؤلم المليء بكل ألوان الفشل والحرمان. وقد أجبره هذا الصراع في نهاية الأمر على الاستسلام لليأس والارتماء في أحضان التصوف هربًا من واقعه المرير. ولعل حادثة إحراق التوحيدي لكتبه في أواخر حياته خير دليل على مدى تمكّن اليأس من نفسه، والزهد في أهل عصره.

وعلى الرغم من حادثة إحراقه الكتب هذه ، وهي حادثة رمزية بطبيعة الحال قام بها التوحيدي احتجاجًا على مجتمعه، فقد ترك لنا التوحيدي مجموعة من الأعمال الأدبية والفلسفية والصوفية المتميّزة في تاريخ مكتبتنا العربية. ولعل من أهم أعماله: الإمتاع والمؤانسة
؛ الصداقة والصديق
؛ مثالب الوزيرين
؛ الهوامل والشوامل
؛ البصائر والذخائر
؛ المقابسات
؛ الإشارات الإلهية
، وكلها محققة ومطبوعة.

أما من حيث الأسلوب الكتابي، فالتوحيدي لم يستسلم لأسلوب السجع والبديع الذي كان سائدًا في عصره بل كان في الغالب الأعم جاحظيَّ الأسلوب؛ يعتمد على الأزدواج والتعليل والتقسيم والسخرية والإطناب، ويولي المعنى في كتاباته عناية فائقة

منقول


عدل سابقا من قبل كمال بوهلال في 2010-12-04, 21:10 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
كمال بوهلال
عضو متميز جدا
عضو متميز جدا
كمال بوهلال


ذكر
المهنة : أستاذ
تاريخ الاشتراك : 30/03/2009
العقرب
المساهمات : 2176

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-04, 21:05

أنحاء العقل وصنيعه عند أبي حيان التوحيدي ـ زهير الخويلدي


mortetvie.jpg"العاقل يعقل بالعقل معقوله"[1]
جاء في "الإمتاع والمؤانسة" للتوحيدي "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة" أن أحد الشخصيات السردية طرح عليه السؤال التالي:"ما العقل وما أنحاؤه وما صنيعه؟" فجاء جوابه كشفا عن التقصير وإبرازا لأهمية الإيجاز والتوضيح والتمييز والتقريب وقد كان على هذا ا النحو:" العقل هو قوة إلهية أبسط من الطبيعة...وهو خليفة الله وهو القابل للفيض الخالص الذي لا شوب فيه ولا قذى"[2] كما أن العقل "نور في الغاية لم يكن ببعيد"[3] و"اسمه مغن عن نعته"[4] وإذا لوحظ في ذروته فإن حديثه يوجب طرح الوهم ورفع الحدود الحاجبة للمعارف والمقصرة للمدارك والموقعة في الأخطاء والمتمثلة للبسائط في صورة أصنام .
فهل يدرك العقل الوحدة أم الكثرة؟ وهل هو في اتفاق مع الشرع أم يخالفه؟ وألا ينبغي الذهاب إلى بلاغة التأويل لتدارك هذا الخلاف مع النص؟ وهل في مقدوره إدراك المغيبات أم أنه محدود متروك ذلك للنفس؟
يرى التوحيدي أن آثار العقل كثيرة ولكنها تدرك موحدة لأن "من كثر الواحد فهو اشد خطأ ممن وحد الكثير لأن تكثير الواحد انحطاط إلى المركز وتوحيد الكثير استعلاء إلى المحيط"[5]. وبهذا يكون التوحيد اعتلاء نحو الجوهر والتكثير انحطاط نحو المادة. كما يأتي التكثير من التمييز بين الأسماء والحروف والأفعال بوصفها آثار العقل ويحصل التوحيد بترادف الكلمات وتصاحب الصفات.
في هذا الصدد نراه يخبرنا:"فأما إذا فحص عن آثاره في حضيضه فإنه تمييز وتحصيل وتصفح وحكم وتصويب وتخطئة وإجازة وإيجاب وإباحة."[6] وهو في عمله يشترط استواء اللفظ بالمعنى لأن أحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه وتأييد السماع اللغوي للقياس العقلي بالطبع وتبادل الفن والطبيعة الإلهام والخلق وتوحد العقل بالحس والشعور قصد اجتياز درجة المحاكاة نحو الإبداع والذوق ويمكن تطويع النثر لفائدة الشعر وتركيب الكلام هو تأليف بين النظم والنثر حيث ترد العبارة إلى الجملة والى سياق الكلام.
زد على ذلك أن التوحيدي يذكر أنحاء أربعة من العقل : الناحية تنفيه بإطلاق عند من ليس له عقل البتة، والثانية تقر وجوده ولكن في صورة باهتة إذ يقال فلان في عقله لوثة، أما الناحية الثالثة فتذكره باعتدال حينما نقول فلان عاقل، بقيت الناحية الرابعة التي تجعله مصدر التميز والرتبة إذ يقال فلان أعقل من فلان. وهكذا يختلف نصيب المرء من العقل ب"القلة والكثرة، والصفاء والكدر، والإنارة والظلمة، واللطافة والكثافة، والخفة والحصافة."[7] وكل أشكال هذا التفاوت محجوبة عن الأبصار ولا تحيط بها الأفهام. غير أن ما يظهر منه و يدرك بالعين هو الاختلاف في "الصور والألوان والخلق بالطول والقصر والحسن والقبح والاعتدال والانحراف والرد والقبول"[8].
إن طريق العقل هو طريق جلب المنافع ودفع المضار وهو وسيلة الإنسان لتحيق أغراضه ونيل مطالبه بحيث "صار هذا يملك بعقله غير ما يملك الآخر"[9] وافترق الطبيب عن المهندس وعن الفقيه وعن النحوي. وان صنعته هي الهداية والإرشاد والفتح والنصح بالنسبة إلى الإنسان ونقد انتقاص الحس والتباس الذهن وتخطي الشعور المموه والحكم بما يستحق خاصة وأنه" الحكم بقبول الشيء ورده وتحسينه وتقبيحه"[10]. فهل يرى العقل الباطل حقا في وقت ويرى الحق باطلا في وقت؟ وهل يُعقل العقل؟
الإنسان يقتبس بالعقل ويستمد منه المعارف ومنه يحصل على بهجته التامة وسلطانه القاهر وملكوته الأفيح وبسيطه الفائق وفضائه العريض ، والعاقل يعقل معقوله والعقل شمس أشرق من النفس ومستخلف لها وقسط الفعل فيه أكثر من قسط الانفعال. بيد أنه يحق لنا أن نستفسر لماذا يصاب العقل بالعي والعطب؟ وكيف ينعت بالطلوع والغروب وبالحضور والغيوب؟ ولماذا نرى العقل يثوب إلى الإنسان في وقت ويعزب عنه في وقت آخر؟ هل العيب فيه أم في الإنسان؟ هل لمخالطته البدن أم لتغلب التخيل على النفس؟
لكن الإشكال الذي يظل يطرح هو: هل يتعلق الأمر لدى التوحيدي بعقل العقل أم بعقل المطلق؟ هل هو بيان في العقل أم عقل بياني؟ هل هو عقل متكلم أم عقل منطقي؟ هل هو عقل نظري تأملي أم عقل كسبي عملي؟ كيف اعتبر النحو العربي منطقا والمنطق الإغريقي نحوا؟ وهل يجلب العقل للناس السعادة أم الشقاء؟ ف"متى يقول لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل والصدق من الكذب والخير من الشر والحجة من الشبهة والشك من اليقين إلا بالمنطق"؟ هل أجابت فلسفة الضاد على هذا السؤال الذي افتتح به التوحيدي مناظرة السيرافي النحوي لمتى المنطقي ؟
المرجع:
أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى 2003.
كاتب فلسفي


[1] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى 2003. ص364
[2] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص363.
[3] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص363.
[4] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص363.
[5] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص363.
[6] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص363.
[7] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص364.
[8] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص364.
[9] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص364.
[10] أبو حيان التوحيدي، الإمتاع والمؤانسة، ص364.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hiwarmadrassi.forumactif.com/forum.htm
latifa
عضو جديد
عضو جديد
latifa


انثى
المهنة : تلميذة
تاريخ الاشتراك : 07/10/2010
الجدي
المساهمات : 1

مع التوحيدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مع التوحيدي   مع التوحيدي Icon_minitime2010-12-05, 16:52

شكراً على هذه مجموعة من الدراسات المتعلقة بالتوحيدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع التوحيدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوحيدي
» ما هي ابرز مؤلفات ابو حيان التوحيدي؟
» الفكر الأخلاقي عند أبي حيان التوحيدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة للجميع :: منتدى اللغات :: منتدى العربية :: بكالوريا : الأدب القديم-
انتقل الى: