مـــقـــدمـــــة : عرف العالم الرأسمالي خلال القرن 19م و خصوصا أوروبا مركز الرأسمالية العالمية آنذاك والولايات المتحدة الأمريكية واليابان , تحولات جوهرية مست الجانب الاقتصادي والمالي والاجتماعي والفكري.
فماهي مظاهر هذه التحولات ؟
أولا = مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية التي عرفها النظام الرأسمالي خلال القرن 19م: { النشاط الأول }
1 = التحولات الاقتصادية: عرف القرن 19 م سلسلة من الاختراعات شكلت ثورة في مجال الصناعة, وشملت هذه الاختراعات
عدة مجالات ” الوثيقة رقم 01 صفحة15 “
أ – ميدان الطاقة ووسائل النقل: المطرقة البخارية+المحرك الانفجاري+السارة+ الطائرة…
ب – ميدان التعدين : فرن مارتان وتطور صناعة الصلب+إنتاج الألمنيوم كيميائيا…
ج – ميدان الكيمياء : الأسمدة+ الحرير الاصطناعي+التلقيح…
د – اختراعات أخرى: الهاتف+توليد الكهرباء…
هذه السلسلة من الاختراعات التي انطلقت مع بداية القرن 19م وتكاثفت في منتصفه اصطلح على تسميتها بالثورة الصناعية , و ستؤدي هذه الاختراعات إلى تطوير الميدان الاقتصادي { الصناعة والفلاحة والنقل}
1- 1 = تحولات الميدان الفلاحي : ( الوثائق 3 و4 و5 و6 بالصفحة 17)
عرفت الفلاحة ثورة في أساليبها وتقنياتها ” الثورة الفلاحية ” كنتيجة لدخول الاختراعات للبادية الاروبية .ويمكن إجمال هذه
التطورات في ما يلي:
* استعمال تقنية التناوب الزراعي أو الدورة الزراعية ( الوثيقة 3 و 4 “) * استعمال الأسمدة والعمل الآلي في الزراعة ( الوثيقة 5)
* دخول العلاقات الرأسمالية إلى للبادية الاروبية : أي أصبح هناك استثمار لرؤوس الأموال في الفلاحة مع اعتماد التقنيات الحديثة واليد العاملة الفلاحية وتوجيه الإنتاج للتسويق . * تطور تربية الماشية ” توفير الأعلاف في إطار الدورة الزراعية وتحسين الأنواع “.
هذه التجديدات أدت إلى تطور المردود والإنتاجية ( الوثيقة6 ) .
1- 2 = تحولات الميدان الصناعي: ( الوثائق 1و3 و 4 و5 )
عرف الميدان الصناعي تحولات بنيوية نوعية وكمية, ويمكن إيجاز مظاهر التحول الصناعي في الآتي:
* تطور نظام الورشة الريفية ” المانوفكتورة ” إلى نظام المعمل الذي أصبح يشكل رمزا للثورة الصناعية ( الوثيقة 1 ص 18)
* تطور صناعة الصلب” الفولاذ” من الناحية الكمية حيث تضاعف الإنتاج , ومن الناحية النوعية حيث تحسنت وتطورت طرق الصهر والتعدين كطريقة بيسمر1818-1898م . لذلك أصبح القرن 19 ينعت بعصر الفولاذ.( الوثيقة3 ص 16).
* تطور حجم الإنتاج الصناعي وتوسع استعمال العمل الآلي في عملية الإنتاج ( الوثيقة 3:أ- ب).
*تطور إنتاج الطاقة خصوصا النفط والغاز الذي أصبح يعوض الفحم الحجري, وذلك كنتيجة لتطور الصناعة ( الوثيقة 4 ص 19).
* تطور الصادرات الصناعية و تطور نسبة مساهمتها في الناتج الوطني الإجمالي, حيث أن كثافة الإنتاج الصناعي وتنوعه خلقت
فائضا أصبح من الضروري إيجاد منافذ- أسواق لتصريفه.
* ظهور صناعات جديدة كالميكانيك والاكترونيك , وظهور أساليب جديدة لتنظيم عملية الإنتاج داخل المعامل .
1- 3 = تطورات ميدان النقل والاتصال:
أ – ميدان النقل : ( الوثيقة1 ص 10 + الوثيقة1 ص 15)
* ظهور السكك الحديدية بانجلترا 1825م وفرنسا 1828م , وأصبحت سلعة مما مكن من انتشارها بشكل سريع داخل أوروبا ’
وأصبحت تشكل رمزا للثورة الصناعية في ميدان النقل.
* تطور النقل البحري مع ظهور السفينة البخارية التي عوضت السفينة الشراعية ‘ مما مكن من الزيادة في السرعة والحمولة.
* ظهور تقنيات جديدة للاتصال والتواصل كالتلغراف وتوظيف السكك الحديدية في نقل البريد .
ثانيا = تطور أسس النظام الرأسمالي وظهور الرأسمالية المالية.{ النشاط الثاني }
1= مر تطور الرأسمالية بثلاث مراحل وهي: ( الوثيقة1 ص 20)
* مرحلة الرأسمالية التجارية أو الميركنتيلية : خلال القرنين16 و 17 م , استثمار رؤوس الأموال في التجارة الاستعمارية التي رافقت الاكتشافات الجغرافية.
* مرحلة الرأسمالية الصناعية: سادت خلال القرنين18 و19م : استثمار رؤوس الأموال في النشاط الصناعي خصوصا مع
الثورة الصناعية.
* مرحلة الرأسمالية المالية: القرن 19 و20 م : استثمار رؤوس الأموال في ميدان المال : الابناك + القروض+ البورصة
+ المضاربة المالية.
2= تتميز الرأسمالية المالية بسيطرة القطاع البنكي وظهور التركيز الرأسمالي: ( الوثيقة 2+مصطلحات ص 20 )
2-1 = هيمنة الابناك : ( الوثيقة 2 ص 20 )
أصبحت رؤوس الأموال تستثمر في ميدان المال عن طريق سوق البورصة, وبذلك أصبحت الابناك تلعب دورا أساسيا في
الاستثمار. أي أصبح القطاع البنكي يهيمن على النشاط الاقتصادي خصوصا الصناعي ,وبذلك تحولت الابناك إلى مؤسسات
بنكية رأسمالية صناعية.
2-2 = ظاهرة التركيز الرأسمالي : تعتبر المنافسة الحرة ركيزة من ركائز الفكر الليبرالي- الرأسمالي , ويعتبر تخفيض الأسعار سلاح هذه المنافسة بين الرأسماليين مما يؤدي إلى إفلاس المؤسسات الصغرى وابتلاعها من طرف المؤسسات الكبرى , فتتركز رؤؤس الأموال ووسائل الإنتاج في يد عدد محدود من المؤسسات . والتركيز الرأسمالي نوعان :
أ- تركيز أفقي: هيمنة مؤسسة أو عدد محدود من المؤسسات الصناعية على القسط الأكبر من إنتاج مادة معينة.
ب- تركيز عمودي: إدماج مراحل إنتاج مادة معينة داخل مؤسسة واحدة تتولى عملية الإنتاج من البداية إلى النهاية.
نتج عن التركيز الرأسمالي مؤسسات ضخمة منها: التروست + الكارطيل + الهولدينغ + الكونكلوميرا.
ثالثا =التحولات الاجتماعية والفكرية التي رافقت تحولات الاقتصاد الرأسمالي.(النشاط الثالث )
1 = التحولات الاجتماعية: تجلت هذه التحولات التي مست الميدان الاجتماعي في المظاهر الآتية.
* نمو ديمغرافي مهم ” انفجار ديمغرافي” مثلا في فرنسا انتقل عدد السكان من 28م/ن سنة1801الى 40,6م/ن سنة 1901 , وذلك
راجع لارتفاع نسبة التكاثر الطبيعي بسبب ارتفاع نسبة الولادات وانخفاض نسبة الوفيات , وارتبط هذا التطور الديمغرافي بتحسن
مستوى المعيشة وتحسن المستوى الصحي (الوثيقتين 1 و 2:ص 21 ).
* نمو حضري مهم تجلى في ارتفاع نسبة السكان الحضريين على حساب تراجع نسبة السكان القرويين بسبب الهجرة نحو المدن مهد الثورة الصناعية,كما تجلى تطور ظاهرة التمدين في ارتفاع عدد سكان المدن الكبرى كمثال مدينة لندن 2,3م/ن سنة 1850
إلى 6,6 م/ن سنة 1900م(الوثائق 3 و 4 و 6 :ص 21 و22 ).
2 = التحولات الفكرية : تجلى التطور الفكري في ظهور تيارات فكرية – فلسفية ” مدارس فكرية – فلسفية ” انطلقت من تحليل
واقع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية {البطالة والفقر لأغلبية السكان الناتجة عن الاستغلال الرأسمالي البورجوازي للمجتمع
الأوروبي).وحاولت تقديم بديل لنظام اجتماعي اقتصادي ينتفي فيه الاستغلال الرأسمالي وتتحقق فيه العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
ومن هذه التيارات نذكر بالخصوص:
* تيار فكري فلسفي يمثله ج اوين ,اقترح هذا التيار تنظيم المجتمع والاقتصاد في إطار نظام تعاوني يضمن نفس الحقوق والامتيازات
” G/ OWEN لكل الأفراد(الوثيقة 2:ص22) ”
اقترح هذا التيار تنظيم المجتمع والاقتصاد مع إلغاء آلية ” برودون” P.J.BROUDHON * تيار الاشتراكية الفوضوية أو الطوباوية : الدولة- الحكومة أي إقامة تنظيم ذاتي. ( الوثيقة 3:ص23).
* تيار الاشتراكية العلمية : يمثله كل من كارل ماركس و فريديريك انجلز : قام كارل ماركس بنقد علمي للنظام الراسمالي واستخلص أن النظام الرأسمالي يقوم على استغلال الطبقة البورجوازية -ــ مالكة وسائل الإنتاج ورؤوس الأموال -ــ للطبقة العاملة أو البروليتاريا - التي لا تملك سوى قوة سواعدها وتبيع قوة عملها لأرباب العمل مقابل اجر-.
كما طرحت الاشتراكية العلمية- الماركسية البديل وهو إقامة مجتمع اشتراكي تنتفي فيه الملكية الفردية لوسائل الإنتاج ورؤوس
الأموال , وبالتالي ينتفي فيه الاستغلال.كما اقترحت الماركسية الوسيلة لإقامة النظام الاشتراكي وهي الثورة الاشتراكية العمالية
التي تقودها الطبقة البروليتارية بعد أن تنظم نفسها في إطار حزب اشتراكي عمالي ثوري , لذلك دعت الماركسية العمال لكي
ينتظموا في نقابات للدفاع عن مطالبهم , كما دعاها لبناء حزبها الثوري.
رابعا = الحركة العمالية ونشوء التنظيم النقابي. (النشاط الرابع).
* ظهرت الطبقة العاملة نتيجة للثورة الصناعية والفلاحية التي عرفتها أوروبا خلال القرن 19م , فمع انتشار المكننة – العمل الآلي بالبوادي وظهور الصناعة بالمدن حدثت هجرة قروية كثيفة فتشكلت طبقة اجتماعية من المهاجرين القرويين تبيع قوة عملها مقابل
اجر,وهي الطبقة العاملة.
* خلال القرن 19 خضعت الطبقة العاملة لاستغلال وحشي من الطبقة البورجوازية تجسد في : - ساعات عمل طويلة 15الى16ساعة في اليوم – ضعف الأجور- غياب الحقوق كالحق النقابي وحق الإضراب والضمان الاجتماعي… – استغلال الأطفال والنساء في
العمل. (الوثيقة 1:ص21 و22).
* تأثرت الطبقة العاملة بالفكر الاشتراكي الماركسي وانخرطت في العمل النقابي وخاضت نضالات وتضحيات ,وتمكنت من تحقيق مجموعة من المطالب واكتسبت مجموعة من الحقوق منها : - تحديد ساعات العمل – الاعتراف بالعمل النقابي وحق الإضراب – تحسين الأجور- الضمان الاجتماعي.( الوثيقتين 2 و 3:ص24)
خــــــاتـــمــــة : إن الأزمة الداخلية للنظام الرأسمالي والدولة البورجوازية ” الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ” ستؤدي إلى ميلاد فكر استعماري طرحته البورجوازية الأوروبية كحل لمشاكلها الداخلية , وسيؤدي التنافس الاستعماري بين الدول الرأسمالية البورجوازية إلى اندلاع حرب عالمية مع مطلع القرن العشرين اكتوت بنيرانها الشعوب الاروبية وشعوب المستعمرات.