جاء في دليل البرامج الوصف التالي لبرنامج التفكير الإسلامي الثالثة آداب
المبحث الأوّل : التّوحيد والمجتمع
ما دلالة عقيدة الّتوحيد بالّنسبة إلى المتعّلم في هذه المرحلة العمريّة ؟
إنّ ما نخشاه أن يبقى "الّتوحيد" مفهوما قاصرا يكتفي منه البعض بترديد شهادة شفويّة تتمّثل في قول : "لا إله إ ّ لا الله" أو في اعتقاد قلبيّ ساذج يدّعي أنّ "الإيمان في القلب" وأنّ الدّين شأن فرديّ يتمثّل في أداء جملة من ال ّ طقوس وال ّ شعائر. هذه الّنظرة الضّيّقة، هي نظرة سلبيّة ولا شكّ، من شأنها أن تكرّس الأنانيّة والّنزعة الفرديّة، وتحوّل الفرد إلى كائن منغلق على نفسه فارّ من واقعه، متجاهلا قوله تعالى : " وَأَنْ َليْسَ لِلإِنسَانِ إ ّ لا مَا سَعَى" (الّنجم 39 )
إنّ الّتوحيد عقيدة إيجابيّة لا تكتفي بالإقرار بوجود إله واحد مقابل القول بتعدّد الآلهة، بل تؤسّس تصوّرا للكون والحياة والإنسان والمجتمع، قوامه تحرير الإنسان من أنانيّته ودعوته إلى الّتفاعل الإيجابيّ مع محيطه بكلّ مكوّناته. إنّ هذه الّنظرة الإيجابيّة تب ّ شر بإنسان فاعل، صانع لتاريخه، مساهم في رقيّ مجتمعه وتنميته عبر المشاركة الحقيقيّة في مختلف أنشطته.
وصف المبحث انتظارات نهاية المبحث
ينتظر من المتعّلم في نهاية هذا المبحث أن :
• يعبّر كتابة ومشافهة عن دور عقيدة الّتوحيد في تنظيم المجتمع وإصلاحه.
• يبني علاقاته على أساس القيم الاجتماعيّة لعقيدة الّتوحيد.
• يؤمن بدور هذه المبادئ والقيم في الارتقاء بالعلاقات الاجتماعيّة والسّياسيّة.
المبحث الّثاني : تسخير الكون ومسؤوليّة الإنسان
وصف المبحث انتظارات نهاية المبحث
لأنّ "العقيدة تعظم في الإنسان على قدر إحساسه بعظمة الكون وعظمة أسراره وخفاياه" ولأنّ "الكون عالم ذو غاية وذو معنى، عالم يعيش ويحكي"... ألحّ هذا المبحث على أنّ الّتفكير فريضة إسلاميّة، وعلى أنّ تتبّع الكون في حركيّته وغائيّته وانتظام سننه واجب دينيّ عملا بقوله تعالى : " ُقلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ َفاْن ُ ظرُوا َ كيْ َ ف بَدَأَ الْ َ خلْ َ ق" (العنكبوت 20 ) ؟ وقوله تعالى : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ َل ُ كمْ الأَرْضَ َ ذُلولا َفامْ ُ شوا فِي مََناكِبِهَا وَ ُ كُلوا مِنْ رِزْقِهِ وَإَِليْهِ النُّ ُ شورُ" (الملك 15 ) ؟
فما المقصود بالمشي في مناكب الأرض والسّير فيها ؟ وكيف يكون الّنظر في الخلق بداية ونهاية ونظاما ؟
هل يكفي أن ننظر إليه في دهشة وإعجاب، منبهرين بدّقة نظامه وعظيم صنعه، إنّ مثل هذه المواقف طبيعيّة بلا شكّ، ولكن هل تقف مسؤوليّة الإنسان عند هذا الحدّ ؟ وهل الغاية من هذا الخلق العظيم وهذا الّنظام العجيب أن نكتفي بالدّهشة السّاذجة والإعجاب السّلبيّ ؟ أليس من مسؤوليّة الإنسان أن يبذل أقصى ما في وسعه من أجل عمارة الكون المس ّ خر والمحافظة عليه وتنمية مجالات الحياة فيه باعتباره أمانة استؤمن عليها وباعتبار مسؤوليّته كخليفة لله في الأرض ؟
ينتظر من المتعّلم في نهاية المبحث أن :
• يعبّر كتابة ومشافهة عن دلالات قصّة الكون كما وردت في القرآن الكريم.
• يساهم بإيجابيّة في تنمية محيطه والمحافظة على الّتوازن البيئيّ باعتبار ذلك واجبا تقتضيه خلافة الإنسان.
• يدرك قيم الخير والجمال في خلق الله.
المبحث الّثالث : النّصّ والتّاريخ
وصف المبحث انتظارات نهاية المبحث
ماذا يمثّل القرآن بالّنسبة إلى الّتلميذ ؟ وإلى أيّ مدى يعتقد في قدرة النصّ على الاستجابة
لمشاغل الواقع ؟ وبأيّ معنى يكون صالحا لكلّ زمان ومكان ؟ وما هي الآليّات المعتمدة في
الّتعامل معه ؟ وكيف يمكن لنا أن نقرأ القرآن وكأّنه نزل إلينا الآن كما يقول محمّد إقبال ؟
في سبيل معالجة هذه الإشكاليّات، وفي إطار إكساب المتعّلم القدرة على الّتفكير المنهجي
والّتحليل الموضوعي، يُطرح مبحث النصّ والّتاريخ ليفتح ذهن الّتلميذ على ما أنتجه الّتفاعل بين
الوحي والعقل من فهم وحلول وأحكام كانت استجابة لمقتضيات النصّ ومستلزمات الواقع، باعتماد
أدوات وآليّات متجدّدة تعي خصوصيّة الوحي وتنطلق من الدّلالات التي تحملها المقاصد ال ّ شرعيّة،
فيحصل ذلك الّتكامل المطلوب الذي يثري النصّ ويغني الواقع ويدفع مسيرة الاجتهاد في إطار
الوعي الكامل بفلسفتي الّتشريع والّتاريخ، والموازنة الحكيمة بين منطق الّنصوص ومنطوقها،
بعيدا عن الهوى والتكّلف والّتناول السّطحي المغفل لحقيقة النصّ أو متطّلبات الواقع.