إحتضنت قاعة محمد الحليوي بالمركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان من 11 إلى 17 جوان 2009 معرض "القيروان في الذاكرة" للرسام حسين عطي.
حسين عطي فنّان تشكيلي قيرواني يرسم القيروان بأسلوبه الانطباعي المرهف يساهم بمعرضه المتكون من ثلاثين لوحة في فعاليات التظاهرة.
تبرز اللوحات الزيتية مختلف الجوانب الحياتية من معمار ولباس تقليدي وحرف ومعالم للقيروان، هي ليست نسخا للواقع بل تجاوزا له ومزج بذكريات الصبا والطفولة.، والمعرض عبارة عن مواصلة في رحلة شارك من خلالها الفنان في عديد المعارض الشخصية والجماعية بتونس والخارج.
يقول الرسام عن بداياته: كانت في المعهد الثانوي في حصص الرسم حيث اكتشف أستاذي سي العلاني الذي هو بدوره رسام معروف موهبتي فأعانني على صقلها من خلال النوادي المدرسية ولم أنقطع عن الرسم عند بداية حياتي المهنية بل خصصت جانبا من وقتي للرسم ولمشاهدة المعارض والإطلاع لتطوير تقنياتي وصقل موهبتي. وأنا الآن بعد تقاعدي متفرغ تماما للرسم.
وعن انتمائه لمدرسة معينة في الرسم أجابنا الرسام بقوله: أنا رسام انطباعي أي أرسم كلّ ما أحسّ به وأراه , اعتمد كثيرا على ذاكرتي فأرسم ما رأيته في صباي من تراثنا في المعمار واللباس والأواني.
وعن حضور القيروان كمدينة وريف أيضا في لوحاته أجاب بأنه كعصامي يرسم ما يحس به وما يعيشه وبما أنه ابن هذه المدينة، عاش بين أزقتها ومساجدها وساحاتها انطبعت مشاهدها في ذهنه وقلبه وخرجت من بين أنامله وألوانه لوحات تعبّر عن هذا الحنين وهذا الحب.
أما عن الحضور المكثف والملفت للانتباه للمرأة في لوحاته وفي ثنايا ألوانه قال : المرأة أولا محملا لذاكرتي في اللباس التقليدي الذي أعشقه كالحايك والسفساري والرقع والملية فتراها حاضرة بكثافة في لوحاتي التي تحكي المدينة والمواقع كذلك كما أنها تمثل ذلك الحنين إلى حضن الأم التي ربتني على الأصالة وهي أيضا رمز للعمل ففي لوحاتي تراها تغزل أو تعجن أو تنقل الماء وتزرع.
ويفسر الرسام وجود الحصان كحيوان وحيد في عديد اللوحات في معرضه موضحا أن الحصان رمز للأصالة وللدم العربي والبربري المختلط كما أنه عنوان الشهامة والفروسية والنضال من أجل تحرير البلاد من الاستعمار ويضيف " ثم أنا في علاقة كبيرة بالخيل الذي عشت معه طفولتي وبالتالي هو في ذاكرتي ولا بدّ أن يخرج فوق لوحاتي ببصمتي الخاصة فأنا رسام ولست بناسخ أضيف وأتجاوز".
وعن سؤالنا عن علاقته بالضوء و الظل كرسام خصوصا وأن بول كلي سحرته القيروان بهذه الثنائية قال: هما أساس عمل كل رسام خاصة الانطباعيين والقيروان أحسن مدينة تعبر عن الضوء والظلّ ففي المركز الثقافي الأمريكي مثلا عديد اللوحات التي رسمت فيها القيروان ميزاتها أنني احتفلت فيها بالضوء والظلّ.
منقول عن منتدى
القيروان