(1 ممنزلة الزّمن فى الفكر الإسلامي:
1ـ الدّعوة الصريحة إلى الاعتبار بقيمة الزّمن في القرآن و السنّة و الفكر الإسلاميّ
ـ أ ـ في القرآن: الزّمن تعبير عن مسيرة الإنسان من المأتى على المصير ( خلق ــ رجوع)
ـ ب ـ في السنّة: الزّمن حركة و مسيرة إنسانية ( عمره , شبابه , عمله )
ـ الفكر الإسلاميّ (ابن القيّم الجوزية ) : للزمن صيرورة إنسانية ــ سفر ـ تطوّر
النّاس أمام الزمن صنفان:
ـ واع بالزمن: الزمن ظرف للحركة و العمل .
ـ جاهل بقيمة الزمن: رمز للعبثية.
2ـ الدعوة إلى المحافظة على الوقت وحسن استغلاله و توظيفه:
ـ أ ـ في المجال الديني: الطاعة, الذكر, العبادة...
ـ ب ـ في المجال الدّنيوي: العلم, العمل الصالح
= المسلم الواعيّ بالزّمن يجسّد روح المبادرة و احترام الوقت
ساعة بساعة
(2 قيمة الوعي بالزّمن في تحقيق نضج الفرد و رقيّ المجتمع:
أ ـ أهمّة الزّمن في تحقيق النضج الفرديّ:
ـ التجدّد في الزمن ( الليل . النّهار, الفصول...) يدفع الإنسان إلى تجديد ذاته = النضج و الوعي.
ـ عدم وعي الإنسان بالزمن يعطّل فيه القوّة و الفاعلية و يجرده من إنسانيته .
= الوعي بالزمن حافز الإنسان نحو:
ـ التذّكر و الاعتبار من التاريخ,
ـ التفكّر = الوعي بالواقع ( الأحداث ـ العبر,,,)
ـ التعقّل = تعقّل الوجود و استشراف المستقبل
ـ الوعي بالزمن ينمّي فكر الإنسان ووجدانه = كسب الثقة وامتلاك القيم
الوعي بالزمن بناء للشخصية السويّة .
تنظيم الوقت فالإنسان إذا نظّم وقته وجعل له جدولا ساعده ذلك على اغتنام أكبر قدر ممكن من الوقت فيما يفيد فتعاقب الليل والنهار نعمة كبيرة وفرها الله للعباد، من اجل ممارسة نشاطاتهم في الدنيا ابتغاء لفضل الله. كما أنّ هذا التعاقب يضع الإنسان أمام صورة واضحة لمدى الزمن حيث أصبح بمقدوره أن يقيس الفترة الزمنية بالسنين والشهور والأيام، وبذلك يمكنه أن يرصد مشاريعه فلا يضيّع عمره ولا يهمل وقته إذا ما عرف قيمته. ثمّ تحدث الآيات الكريمة بعد ذلك عن مسؤولية الإنسان في الحياة فهو مسؤول عن كل عمل قام به خلال سنوات العمر. وسيقف يوم القيامة أمام الحساب الدقيق ليواجه حكم الله فيما عمله من خير أو شر. والعجيب في التصور القرآني أن الإنسان هو الذي يقرأ كتابه بنفسه وفي ذك إشارة بليغة إلى مدى تقصير الإنسان في حياته وتضيّعه لعمره ووقته وكفى بنفسه عليه حسيب قال الله تعالى: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا سورة الإسراء:13 و14
. وقد حاولت الآيات القرآنية أن تحرك عند الإنسان إحساسه الواعي من اجل أن يهتم
بعمره وان يتعامل مع وحدات الزمن بحرص وموضوعية لئلا يمر عليه يوم دون أن يستثمره في نشاط ايجابي يقدم فيه الخير لنفسه ومجتمعه، حتى ورد في الحديث الشريف «ما من يوم ينشق فجرهُ إلاّ وينادي يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فاني لا أعود إلى يوم القيامة».
وكذلك في حديث آخر «من تساوى يوماه فهو مغبون. ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون». وفي حديث أكثر حركية وتسابقاً مع حركة الزمن: «لو قامت قيامة أحدكم وكان بيده فسيلة فليغرسها».
انه المنهج الإسلامي الفريد الذي يعمّق الإحساس بالمسؤولية ويزرع في النفس الشعور بقيمة الوقت واستثمار كل وحدُة من وحدات الزمن التي تمر سريعة في حياة الإنسان. وما أجمل ما قرأت عن قيمة الوقت لمالك بن نبي في كتابه «شروط النهضة» حيث يعتبر الوقت من العناصر الأساسية في بناء الحضارة إضافة إلى عنصري الإنسان والتراب فيقول:
الزمن نهر قديم يَعبر العالم منذ الأزل ولكنه صامت، حتى إننا ننساه أحيانا، وتنسى الحضارات، في ساعات الغفلة أو نشوة الحظ قيمته التي لا تعوّض. ومع ذلك ففي ساعات الخطر في التاريخ، تمتزج قيمة الزمن بغريزة المحافظة على البقاء، إذا استيقظت، ففي هذه الساعات التي تحدث فيها انتفاضات الشعوب لا يقوّم الوقت بالمال كما ينتفي عنه معنى العدم، انه يصبح جوهر الحياة الذي لا يقدّر. وبتحديد فكرة الزمن، يتحدد معنى التأثير والإنتاج، وهو معنى الحياة الحاضرة التي ينقصنا.. هذا المعنى الذي لم نكسبه بعد، هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط في تكوين المعاني والأشياء.
ب ـ أهمّة الزّمن في المجتمع و البناء الحضاري:
ـ البناء الحضاري يتطلب عناصر ثلاثة :
ـ الإنسان:مصدر للفعل
ـ التراب: مجال للفعل (الكون)
ـ الوقت: (الزمن ) إطار الفعل
= هذا يستوجب:
ـ الإنسان : إثبات الذّات , الفاعلية(نماذج اليابان,ألمانيا)
ـ التراب:تعمير الكون , البناء الحضاري.
ـ الوقت: اغتنام الفرص, ضدّ التواكل و التراخي
لاتقدّم إلاّ إذا وعي الإنسان قيمة الزمن و ضرورة أن يكون فاعلا.
الحضارة زمن: وهي تراكم لجهد بشري ضخم يبني عبر الوقت و الأجيال و الشعوب
التاريخ هو تفاعل بين الزّمن و الفعل الإنساني
ج ـ الزّمن و الإحساس بالغاية:
ـ الغاية من الفعل ضرورية قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ
الانشقاق 6
ـ الكدح: بذل الجهد من أجل تحقيق الغاية ضدّ العبثيّة و التهميش.
ـ الإنسان الواعي بالزمن فاعل في واقعه محرّك لزمنه صانع لتاريخه مبدع فيه = جدليّ في ذاته
ـ كدح الإنسان هو بناء للذات و الحضارة و حركة نحو المطلق.
= في حركة الإنسان حركة التاريخ وفي ركوده ركود للتاريخ.
الزمن مسيطر على الإنسان ، حيث لا يكون بمقدور البشر التأثير على حركته والتحكم في وحداته، إنما هو يمضي حسب القانون الكوني الذي وضعه الله تعالى، وبذلك سيطرت الوحدات الزمنية على الأشياء والكائنات حتى أصبح الزمان هو الإطار الذي لا يمكن للإنسان أن يتحداه او يخترق قوانينه.
الزّمن مادة تأمل للإنسان من اجل أن يكتشف عظمة الله وقدرته كأساس لتثبيت إيمانه به سبحانه وتعالى
الزّمن مادة للإنسان من اجل أن يطور نفسه
الزّمن مادة للإنسان من اجل أن يبني حضارته
منقول عن منتدى تفكير