منهجية شرح النص في التاريخ
يتكوّن شرح النص في التاريخ من الأقسام التالية :
- المقدمة
- الجوهر
- الخاتمة
i- المقدمــة
تتضمن المقدّمة العناصر التالية:
1- طبيعة النص : معاهدة سياسية – خطاب – عقد ملكية – إحصائية – مذكرات – رسالة...
ونشير إلى أنه لا يجب أن نقول حول نوعية النص بأنه نص تاريخي لأن كل النصوص تاريخية بل نشير إلى أن النص ذو طابع اقتصادي أو ديني أو سياسي...
2- المصدر : التعريف بالمصدر المستخرج منه النص – طريقة كتابته – أقسامه والقسم المختار منه (إن أمكن).
3- المؤلف :إذا كان كاتب يجب ذكر بعض الشيئ عن شخصيته ويشترط أن تكون المعطيات المتعلقة بشخصيته لها علاقة وثيقة ومباشرة بمضمونه حتى تساعد على توضيح مقاصده وفك ملابساته.
ملاحظة : أما إذا كان الكاتب مجهول يجب التنصيص على ذلك.
4- الإطار التاريخي : الذي يحيط بمضمون النص أي ذكر الظروف التاريخية العامة (سياسية – اجتماعية – اقتصادية...) التي تحيط بأحداث النص .
ملاحظة : أحيانا يجب ذكر الإطار التاريخي العام والإطار الخاص كما لا يجب السقوط في خطأ صياغة مقالة مصغرة حول حيثيات الأحداث والوقائع التي يشير إليها النص.
5- التلخيص والإعلان عن التخطيط
أ- تلخيص أهم ما جاء في النص من أفكار ومعلومات دون تعليق أو نقد مع احترام كلي لآراء المؤلف ويجب أن يتوفر شرطان أساسيان لاختزال الحشد من المعلومات المتراكمة والمتعثرة والمكررة التي وردت في النص.
· الأمانة
· الإيجاز
ب - الإعلان عن التخطيط : يمكن الاعتماد على الأسئلة المرافقة للنص بصفتها تخطيطا يرتكز عليه التحليل (من 3 إلى 4 محاور على أقصى تقدير) كما يمكن اعتماد تخطيط آخر إذا ما تبين للتلميذ أن تلك الأسئلة لا تفي بالحاجة.
اا- التحليل
لا تتمثل عملية التحليل في الإجابة الآلية على الأسئلة المصاحبة للنص ولا في الوقوف على ظواهر الكلمات بل تتجاوز ذلك إلى بواطنها أي أبعادها من خلال ترتيب المعلومات ونقدها وتعليلها وتعديلها والمقارنة بينها دون السقوط في سرد ما يملكه التلميذ في ذاكرته من معلومات ونسوق في هذا الصدد مجموعة من الملاحظات :
· الانطلاق من المحاور التي استخرجت في التخطيط وفي كل مرة يجب الرجوع إلى النص (مع ذكر الفقرة والسطر) ومحاولة تفسير كل كلمة وكل مفهوم وكل تاريخ وكل اسم شخص أو مكان أو مؤسسة دون السقوط في استعراض عشوائي للمعلومات التي يمتلكها التلميذ.
· السعي إلى تأويل الأحداث تأويلا موضوعيا في حدود النص مع توضيح ما قد يتضمنه من تلميحات.
· يجب حصر التعليق في حدود النص دون القيام بمحاكاته وتكرار ما جاء فيه بصفة أخرى مع تجنب الإطالة وكذلك تجنب الخروج عن النص والقيام بمقال حول موضوع النص أو محاوره الأساسية.
· في ما يتعلق بالنقد و هو الجانب الأساسي في عملية التحليل لا يجب تخصيص فقرة مستقلة في آخر التحليل بعنوان نقد النص أو الكاتب بل يجب محاولة نقد النص في كل عنصر من التخطيط :
- من حيث الشكل أي أسلوب الكتابة، مصادر المؤلف، الروايات المعتمدة وإبراز مدى مصداقيتها...
- من حيث المضمون كبيان الأخطاء الموجودة في أسماء الأشخاص أو الأماكن أو التواريخ المذكورة في بعض الأحيان.
كذلك ذكر سكوت المؤلف عن بعض الأشياء والتفطن إلى أسباب ذلك سواء منها الإرادية أم الغير إرادية ومحاولة مقارنة ما جاء في النص من أفكار مع نصوص أخرى ومصادر أخرى والهدف من ذلك استخراج المعلومات الصحيحة والدقيقة قبل تحديد الموقف من صاحب النص.
- هل هو موضوعي ؟
- مدى موضوعيته.
- أم هل هو متحيّز لشقٍّ ما (حزب سياسي، شخصية معينة...) وذكر أسباب ذلك ؟
ااا - الخاتمة
هي جزء هام في شرح الوثيقة ويستحسن بعد فهم النص وتجميع المعلومات وصياغة التخطيط، أن يبادر التلميذ بتحرير المقدمة والخاتمة في المسوّدة قبل تحرير التحليل ونفسر ذلك بعدة أسباب :
- أن التلميذ في هذه المرحلة من إنجاز يكون غير مرهق وبذلك تكون المقدمة فاتحة التحرير هذا يعني تهيئة الأستاذ المقوّم لقبول ما سيحلل والاهتمام بما يسرد من الجوهر أما الخاتمة فهي آخر ما سيبقى في ذهن المقوّم فيسمح بتحسين الحكم والرفع من مستوى العدد.
- من الأفضل ألا تكون الخاتمة تلخيصا موجزا لما جاء في التحليل كما لا يجب أن تقوم الخاتمة بمهمة التحليل أي تحميلها أشياء من مشمولات التحليل.
- نظرا لما يعتري التلميذ من إرهاق وعدم التحكم في الوقت من جهة وأهمية الخاتمة من جهة ثانية فلا يجب أن تكون الخاتمة صيغ لجمل عامة يراد منها ملء الفراغ لا غير (فضفضة...)، إذن فالخاتمة يمكن أن تتضمن تقييما للوثيقة المطروحة لصاحبها أو الفترة التي تصورها ومدى سلامة البنية الداخلية لهذه الوثيقة وما طرحته من مواضيع، أي إبراز طرافة النص وما احتواه من معلومات قد لا نجدها في مصادر أخرى.
منقول